على الرغم من دراسته "الديناميكا" وعمله في مجال هندسة الطيران، إلا أنه أحب السينما وعشقها وابدع فيها وبدأ في العمل بمجال السينما منذ أكثر من 25 عام.

قدم عدة أعمال متميزة كان أبرزها فيلم "الجنة الآن" الذي حصد الكثير من الجوائز وترشح للأوسكار وكان هذا العمل بوّابته للعمل في هوليوود مع شركة "فوكس" من خلال فيلم "الجبل بيننا" للنجمة كيت وينسلت الذي حقق ايرادات قاربت الستين مليون دولار.. وفي حديثه الينا على هامش مشاركته بمهرجان القاهرة السينمائي في الدورة الماضية، كشف لـ"الفن" تفاصيل وكواليس فيلمه العالمي، وأوضح لنا حقيقة رفضه إسناد بطولة الفيلم لممثل عربي وتحدث عن خطواته الفنية وما اذا كان من الممكن أن يُقدم الدراما ويعود للسينما الوثائقية وعن الكثير من التفاصيل الاخرى في هذا اللقاء:

في البداية.. ما الجديد لديك بعد تجربتك الناجحة من خلال فيلم "الجبل بيننا"؟
هناك مشروع سينمائي جديد أقوم بدراسته في الوقت الحالي وقد نال إعجابي ومن المُقرر أن أُقدمه، وما زلنا في جلسات العمل الأولية، وحينما أبدأ في العمل عليها بشكل رسمي، سأوافيكم بالتفاصيل لاحقا.

وكيف تعاملت مع تجربتك السينمائية الأولى في السينما العالمية وهي "الجبل بيننا"، الذي قدمت بطولته النجمة "كيت وينسلت"؟
تعاملت مع هذا العمل على أنه تحدي بيني وبين نفسي، ومن خلال رؤيتي للبناء الدرامي للعمل والذي اعتمد على الصراع الإنساني قمت بتوظيف القصة بشكل إخراجي مختلف عما قدمته من أعمال سابقة في السينما، فضلا عن أن المجهود الكبير الذي قمت به في صناعة هذا الفيلم جعلني أشعر بنجاحه من قبل تقديمه، وبالفعل الفيلم حقق إيرادات عالية ونجاح فني كبير.

وهل أنت من سعى لهذه التجربة العالمية لفيلم "الجبل بيننا"؟
لم اسع لهذه التجربة على الإطلاق ولم أضع في تفكيري أي حسابات لخطوة العالمية بل أن الشركة المنتجة لهذا الفيلم هي من إختارتني لإخراج هذا العمل لرؤيتهم لي بأنني سأكون مناسبا لهذا التحدي والسبب في ذلك مشاهدة أفلامي السابقة.

إخترت موضوعا إنسانيا صعبا لتُقدمه في فيلم "الجبل بيننا"، وهو المفاضلة بين صراع البقاء والحب، فهل ساعدك عدم دمج الموضوعين معا في أعمال سينمائية من قبل؟
لم يتم دمج صراع الحب والبقاء معا في أي أعمال سينمائية سابقا، وهذه التجربة صعبة إلا أنني كُنت متحمسا للغاية لإخراج كل طاقاتي الفنية لتقديم هذا العمل بأفضل صورة ممكنة، والحمد لله الأصداء التي وصلتني عن العمل كانت مميزة للغاية والفيلم حقق ما حوالي 60 مليون دولار في دور العرض السينمائية، وأنا سعيد بالتجربة ومجهودي تكلل بالنجاح.

على الرغم من أن فحوى الفيلم يدور حول صراع الحب والبقاء، إلا أن البعض فسر إختيارك للنجمة "كيت وينسلت" و "إدريس إلبا" على انه تعبير عن رفضك للعنصرية؟
هذا التفسير خاطئ ولا دخل لفكرة العنصرية بمضمون الفيلم، إنما العمل كان يدور في صراع الحب والبقاء، ولكن فكرة إختياري لـ"كيت وينسلت" و "إدريس إلبا" كانت الأنسب لأنني كُنت أؤمن كثيرا بفكرة تقديم "كيت" لهذا الدور وكذلك "إدريس"، لذا قمت بإختيار الإثنين وبالفعل قدما ديوا فنيا أكثر من رائع.

وهل صحيح أنك رفضت إسناد البطولة لممثل عربي؟
هذا لم يحدث إنما صعوبة إختيار ممثل عربي لبطولة هذا العمل كانت تنحصر في فكرة النجومية التي يتعاملون بها في هوليوود، بمعنى أن أفلام ميل غيبسون وفين ديزل وهؤلاء النجوم الكبار مثلا، تُرصد لها ميزانيات ضخمة لأنهم يعرفون بأن إيرادات الأفلام تعتمد بشكل كبير على نجومية الممثل، كما أن النجوم العرب الذين شاركوا في أفلام أجنبية ليس لهم جمهور هناك على الرغم من موهبتهم الكبيرة.

وكيف كان التعامل مع النجوم المشاركين في الفيلم خلال الكواليس والتصوير، وما الإختلاف بين التعامل مع النجوم العالميين والعرب؟
طبيعة العمل في الاساس تختلف في هولييود عن السينما العربية وبالتأكيد هناك إختلاف بين التعامل مع النجوم العالميين والعرب، والحقيقة أن الكواليس سواء خلال فترة التحضير أو التصوير متميزة للغاية والعلاقة كانت طيبة مع فريق العمل وغالبا ما كانوا يستمعون لنصائحي، والشركة المنتجة تركت لي مسؤولية تقديم الفيلم بوجهة نظري ولكن في حدود معينة، وهذا جعلني أشعر بحرية في العمل وقدمناه بأفضل شكل ممكن.

​​​​​​​وكيف استطعت الخروج من دائرة السينما العربية وصولا الى هوليوود، فضلا عن مشاركات بعدة فعاليات سينمائية عالمية من قبل؟
ما أخذته في الاعتبار هو تقديم نوعية سينمائية متميزة وبشكل إحترافي، وكنت أضع كل مجهودي في كل عمل فني أقوم بتصويره وتقديمه للجمهور من دون أن أضع في الإعتبار فكرة العالمية أو العمل بسينما هوليوود، ولكن عندما عرَضت عليّ الشركة المنتجة لفيلم "الجبل بيننا" وأسندت لي المهمة الإخراجية للعمل، قمت بتقديم بعض الملاحظات وأعجبتهم وجهات نظري لتقديم هذا العمل، وبالتأكيد عملي في هوليوود أضاف لي الكثير وأتمنى أن أسير على هذا الدرب وأُقدم الكثير من الأعمال التي تُعبّر عني.

بما أنك مُخرج فلسطيني، الكثير من الناس طرحوا تساؤلات عن سبب عدم تقديمك للقضية الفلسطينية في هوليوود، خصوصا أن الشركة المنتجة لفيلم "الجبل بيننا" هي من طلبتك وأنت أخترت تقديم نص أدبي.. فما السبب؟
السينما في هوليوود تعتمد في المقام الاول على التجارة، وإختياري لتقديم نص أدبي وعدم طرح تقديم فيلم عن القضية الفلسطينية أراه أمر طبيعي لأن السينما في هوليوود ليست مستقلة بل هي تجارية أو يكون هناك دمج بين التجارية والمستقلة، فضلا عن أن هناك معايير كثيرة تتحكم في هذه الأمور والموضوعات التي يتم طرحها في الأفلام السينمائية، ولكن لو سنحت الفرصة لتقديم ذلك فيما بعد، فلا مانع من ذلك.

​​​​​​​لك تجارب مهمة في السينما الوثائقية ولكنك توقفت عنها.. فما السبب؟
الفن بالنسبة لي حرية وإبداع ولم أجد ذلك في السينما الوثائقية بل أن هناك معايير لتقديمها أهمها الأمانة في تقديم هذه النوعية من السينما من دون إبداء وجهات نظر، ولكنني وجدت متعتي في الأفلام الروائية الطويلة، وفي الوقت نفسه لا مانع لديّ من العودة للأفلام الوثائقية ولكنني كنت أُرغب في تحقيق حلمي بتقديم الأفلام الروائية الطويلة ومن ثم بعد ذلك العمل على عدة جهات.
​​​​​​​

​​​​​​​ختاما...ما هي أحلامك في السينما، وهل من الممكن أن تُقدم أعمالا درامية في الفترة المقبلة؟
أحلم بتقديم أعمال سينمائية تمس المشاعر الإنسانية وتعبر عني، فأنا أبذل ما في وسعي لظهور أفلامي بأفضل شكل ممكن بغض النظر ما إن كان ذلك في السينما العربية أو العالمية لأن أفلامي العربية هي التي أوصلتني للعمل في هوليوود، وفكرة الدراما لا أعارضها بل أن النص المميز هو ما يتحكم في هذا الأمر.