هي من أصغر المخرجين سناً، لكنها استطاعت أن تحقق نجاحات في فترة قياسية منذ انطلاقتها في إخراج الكليبات المصورة لفنانين كثر، كما أثبتت أنها رقم صعب حين قامت بإخراج فيلمين سينمائيين هما: "حبة لولو"، و"شي يوم رح فل"، فتصدر الأول شباك التذاكر لفترة طويلة حاصداً رقماً قياسياً في المشاهدات، انفصلت عن الإعلامي فيني الرومي بعد سنوات من الزواج ، هي ليست على عجلة من أمرها كي تحقق طموحاتها، هي تضع الكثير من إحساسها في كليباتها وأفلامها، مغامرة، شغوفة بعملها، تتابع دراستها كي تكون متمكنة في المجال الذي تحبه، مع المخرجة ليال راجحة كان لنا حوار في العمق حول أعمالها ومشاريعها الجديدة.

.

أين تجدين نفسك أكثر في الأفلام أو في الفيديو كليبات؟
أنا أجد متعة عندما اقوم بإخراج فيديو كليب لأن مدته قصيرة وليس كالقيام بشهر تصوير وستة أشهر مونتاج وفيها تعب جسدي، والمسؤولية تكون أكبر في السينما. الأمر نفسه موجود في اخراج الكليبات لكن الكليب يبقى محصور في التلفزيون أما عندما يذهب العمل إلى السينما فالناس تقصد الذهاب لمشاهدة الفيلم وهذا أصعب لأن الشخص يذهب يدفع ثمن تذكرة لمشاهدة فيلم، ويمكن أن يقول أن الفيلم لا يستأهل ونحن نكون تعبنا كثيراً لمدة سنة على الفيلم حتى في النهاية يأتينا النقد. لكليهما جمالهما لكن بالنسبة للكليب فتتلقين ردود الفعل بشكل أسرع.

أي الفنانين ترتاحين في التعامل معهم؟
أولاً لدي مبادئ في الحياة فأنا لا أعمل كي أعمل لأنني الحمد لله لا أعمل لأسباب مادية وأنا إذا لم أرتح للفنان لا أعمل معه، وحصلت معي عدة مرات أنني رفضت كليبات بمجرد أنني جلست مع شخص ولم أرتح اليه سواء أكان فنانا أو فنانة أو راقصة، لكن الشخص الأقرب إلي والذي ما زلت على اتصال معه وأشعر أنها قريبة جداً مني وأحبها على الصعيد الشخصي هي باسكال مشعلاني.

وهل تفضلين أن تصوري كليب مع فنان معين؟
سئلت هذا السؤال في بداياتي وأنا منذ صغري أحب نجوى كرم كثيراً وحين كبرت قليلاً صرت أذهب لأحضر حفلاتها "بحب شو بتعمل"، وأنا لم أعد أقل أنا أحب أن أصور لفلان أو فلان، وقلت هذه الجملة في بداية مسيرتي المهنية رداً على سؤال "وبعدن آخدينا عليي لهلأ"، أنا لا أطرق باب أحد في حياتي ولا أطرح فكرة على أي فنان منذ عشر سنوات إلى الآن وهذا يجعلني أسير أبطأ لكنني أصل في النهاية.

هناك كليب لديانا حداد بتقنية الـ3D، ما رأيك؟ وهل تحبين أن تعملي بتقنيات جديدة؟
بصراحة بالنهاية لا تهم التقنية كي ينجح العمل ويمكنك أن تصوري بهاتفك الخلوي وأهم وأنجح الأعمال على مواقع التواصل الاجتماعي تكون مصورة بتقنيات سخيفة فبالنهاية الإحساس الذي يصل للجمهور هو الأهم، ليست مهمة التقنية وكم تكلفتها وأنا لم أتابع فيديو كليب ديانا حداد كي لا يحدث أي لغط، ولكن تستطيعين أن تبهري الناس بأي شيء، لكن أحيانا لا يصل الإحساس حتى لو كنت تستعملين أدوات وتقنيات مهمة، وأنا أنجح بالأفلام والكليبات حين أتبع إحساسا معينا وصادقا بغض النظر عن التقنيات.

هل تشعرين أن هناك منافسة قوية مع بعض مخرجي الكليبات مثل فادي حداد وسعيد الماروق؟
سعيد الماروق خارج المنافسة ومن الظلم أن نضع اسم الماروق مع غيره، ومن الطبيعي أن تكون هناك منافسة في هذا العمل لأنها صناعة وهذا معمل.

وما رأيك بفادي حداد؟
هو لن يبدي رأيه بي وأنا لن أبدي رأيي فيه.

كيف قررت خوض تجربة الإخراج للسينما؟ وهل كانت مخاطرة منك؟
بالتأكيد مخاطرة وأنا درست "مرئي ومسموع" وتابعت ماجستير وبعد أسبوعين سأتابع دراستي لأنال دكتوراه في السينما، لذا أنا جئت من خلفية لها علاقة بالسينما وهذا يتعلق بدراستي، والمخرج الحقيقي حلمه أن يخرج أفلام سينما ويوصل شيئاً مما درسه "وإلا ما إلا عازة"، لكنني حين دخلت إلى هذا السوق خاطرت، لأن بالدرجة الاولى أهلي وتحديدا والدي، أنتج فيلمين "حبة لولو" و"شي يوم رح فل". أما في الفيلم الجديد فأنا أعمل مع شركة الصباح لأنها الشركة الأولى في الشرق الأوسط حسب الإحصائيات، ولكن كان يجب أن أقوم بهذا العمل كي يشتغل الإنسان على نفسه حتى يتطور، ولا يستطيع أن يظل خائفاً من المجازفة، والمخاطرة التي خضتها كانت كبيرة لكن فيلم "حبة لولو" تصدر شباك التذاكر طوال السنة على الأفلام الأجنبية والعربية، والفيلم الثاني لم يحظ بنسبة مشاهدين مثل الفيلم الأول لأنه كانت هناك ظروف ومشكلة النفايات، لكننا حققنا رقم مشاهدة معقولة وفيلم جيمس بوند الذي كان يعرض في نفس الوقت حقق نفس نسب المشاهدة ، لكن نسبياً لا يعود الإنسان إلى الوراء بل يتقدم.

وماذا عن فيلمك الجديد "مش مهم الإسم"،هل تتوقعين له النجاح؟
أنا دائماً أتعلم ولم يخلق أحد كاملاً ومهما تعلمت يظل ينقصني الكثير، وأنا محاطة حالياً بأشخاص محترفين "وحتى لوشطحت بمطارح في حدا يردني عالسكة"، وهذه صناعة ولا نستطيع أن ندخل بلا خلفية تجارية، وليست القصة أنني فتاة وحيدة عند أهلي وأحبوا أن يعملوا لي فيلماً وحالياً تضاعفت المسؤوليات الملقاة على عاتقي والجمهور هو من يحكم في النهاية، لكننا سنقوم بكل ما في وسعنا.

أخبريني عن قصة الفيلم ؟
هو ليس فيلماً كوميدياً لكنه يحوي قصة حب "رومانسية خفيفة" و"مهضوم كتير" ولا يشبه أي فيلم سيطرح في السوق.

هل تطمحين أن تصلي في السينما أكثر ليست لأنها مربحة أكثر من المسلسلات؟
بصراحة أنا أعتبر إذا المسلسل "بينشغل صح" يتطلب تعباً أكثر من الفيلم فكل حلقة تستلزم 3 أيام تصوير، وإذا كان المسلسل مؤلف من 50 حلقة فهذا يتطلب شهوراً، ولست ضد أن أخرج مسلسلات، وفي السابق لم أكن أحب، لكن حالياً هناك انتاجات جميلة.

ما هو أكثر مسلسل لبناني أعجبك؟
مسلسل "محرومين" لم يعجبني، في مسلسل "الحب الحقيقي" أحببت الياس الزايك، وأنا وإياه صديقان ولدي ضعف تجاهه حين يطل على الشاشة وتابعت مشاهد فقط منه، ولكن أعجبني "الهيبة" مثلاً الذي "عمل نقلة في المسلسلات" ولا أحد ينتظر أن أقيّم، وحالياً هناك مسلسل "أصحاب 3" مخرجه صديقي وهو إيلي سمعان وهو أخي لأننا كبرنا معاً من الجامعة إلى الآن ورولا تمثل فيه وهي صديقتي من الجامعة وتشعرين أن هذه القصص جميلة، و"الهيبة" إنتاج كبير مشغول صح ونظيف ولذلك وصل بطريقة صحيحة إلى الناس..

من هي الممثلة التي تشعرين أنها تستطيع أن تعبّر عن أفكارك؟
بالنسبة للمسلسلات نادين نسيب نجيم هي الأولى بالتأكيد، وأحب طريقة تمثيل دارين حمزة كثيراً وأجدها من بين أفضل الممثلات ولم أحب آخر أعمالها لكن فيلم "بيروت أوتيل" سوبر حلو كسينما، لكن في السينما أحب لورين قديح.

ما سر هذا الانسجام مع لورين بالنسبة لعملكما معاً؟
لورين لديها كاريزما وتفرض نفسها أينما تتواجد ولديها كاراكتير وضعه الله فيها وهي تستمع وليست عنيدة ومجتهدة حقاً، وبالنهاية هناك إدارة ممثل فإذا كل ممثل أراد أن ينفذ ما يفكر به لا يتقدم ولا ينجح، ولا يظهر بينما إذا أنصت الممثل إلى المخرج وبالطبع المحترف ولكن هناك مخرجين غير ماهرين لا يعطون اهتماماً في عملهم فلا يقع اللوم على الممثلين عندها إذا فشل المسلسل.

ماذا عن الجرأة في أعمالك؟
أنا طرحتها في أعمالي وليست لديّ مشكلة مع الجرأة، لكن هناك حدود للعين وفي فيلمي "شي يوم رح فل" حتى لو كان هناك مشهد أن لورين والبطل ناما على السمك لكننا لم نر شيئاً أي لم يظهر جسداهما وهنا الفكرة، أنا ليست لدي مشكلة لأنه في النهاية الشخصية حقيقية وواقعية، إذا نقلنا ما يحدث بطريقة محترمة لأن ما ننقله ليس محترماً، وفي النهاية نلطف بشاعة الأشياء لكنها تبقى بشعة مهما لطفناها ولا نستطيع أن ننقلها بشعة.

أين الحب في حياتك؟
أنا دائماً في حالة حب.

ترددت أخبار أن علاقة تجمعك بعادل كرم؟
لن أرد، لكن بصراحة، لا أعرف من أطلق هذه الإشاعة ونشروها، وأنا قريبة جداً من عادل كرم وأخيه وزوجة أخيه، لكن أفضل كل أمر يتعلق بحياتي الشخصية ان يبقى ملكاً للشخص وحده.

ما هي مشاريعك الجديدة عدا عن الفيلم؟
أحضر لشيء، لدي تصويرات صغيرة ولن أتحدث عنها حالياً كفيديو كليبات، وسأبدأ قريباً بالجامعة.

من المخرج الذي تعتبرينه مثلك الأعلى؟
في لبنان لا احد، يوسف شاهين قدم أعمالاً رائعة، وهناك مخرجين قدامى وأنا أحب بيدرو ألمودوفار أحب كيف بيعمل الـVisuals وأنا أستوحي من أسلوبه من الـMood والثياب وألوان نابضة على الصورة وأحب لغته السينمائية لأنه نظيف في عمله و"بينقز" بحب كون متلو.

ما هو طموحك؟
أنا لدي الكثير من الوقت ما زلت أصغر مخرجة لذا أنا أتقدم خطوة خطوة وما زال لدي عشر سنوات وإن شاء الله خير.