لم نخظئ عندما قلنا في السابق أنها نهضة الدراما اللبنانية، الجمهور بات يتعلّق بالمسلسلات اللبنانية، ينتظرها ويتابعها بشغف بغض النظر إذاكانت قصة المسلسل لبنانية أو مقتبسة من الغرب.

نتحدّث اليوم بالتحديد عن مسلسل "الحب الحقيقي" الذي قدمته المنتجة اللبنانية مي أبي رعد بأفضل طريقة ممكنة ضمن إمكانيات إنتاجية محدودة ليحدث الضجّة التي أخذها إن كان في نسبة المشاهدة أو حتى ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، ربما أكثر ما يميزه أنه استطاع جذب شريحة جديدة من الشباب التي لم تكن تتابع مسلسلات لبنانية من قبل.

"الخلطة" كلّها كانت موفقة وفي مكانها، لاحظنا تفاعل الناس مع أغلب شخصيات المسلسل التي قام بإدارتها المخرج جوليان معلوف، نلقي عليها الضوء من "نورا، الى ركان، رامي، ليال، أنور، كمال، عادل، أسما، ليزا، وائل، ميرنا" وغيرهم.

نبدأ بشخصيتي "نورا وركان" التي يؤديان دوريهما الممثلة باميلا الكيك والممثل جوليان فرحات، حيث إستطاعت باميلا في هذا المسلسل أن تقدّم أداءً رائعاً من الحلقة الأولى وحافظت عليه حتى نهاية الجزء الأوّل، أظهرت قدراتها التمثيلية ولم تخرج في كافّة مشاهدها الى منطقة الخطر وهذا ما يحسب له حساب.

جوليان فرحات مما لا شكّ فيه أنه ممثل جيد، إستطاع جذب المشاهد بالكاريزما التي يتمتع بها منذ مشاهده الأولى، عمل على تطوّر شخصيته.

نيكولا معوّض من خلال "رامي" نجح في أن يقسم آراء الجمهور بين المؤيد لحبّه لنورا ومن رفضه كليا، وهو أكبر دليل على أنه ممثل موهوب يستحق ما هو عليه اليوم إن كان في لبنان أو بمصر.

أندريه ناكوزي كسبت الرهان من جديد وجعلت الجمهور يكره "ليال"، هي تقدّم أكثر من أداء تمثيلي لأن فيها تجتمع كافّة العناصر التي تثير فينا شرّا داخليا من شدّة صدقها!

ننتقل للكبيرين أسعد رشدان ونهلة داوود اللذين يقدمان "عادل وأسما"، أقلّ ما يقال عنهما أنهما "أستاذان" وشهادتنا بمسيرتهما مجروحة.

نرفع القبعة لنهلة وأسعد على أدائهما لأنه "يعلّم" بشهادة الجميع.

القدير أليكو داوود الذي أدّى شخصية "المحامي عزيز"، بالفعل الشاشة تحبّه والمشاهد لا يستطيع إلا أن يتابعه "لسلاسة" أدائه.

طارق سويد بشخصية "كمال" خرج من نفسه وأدّى الدور بطريقته الخاصّة، لا أعتقد أن أحدهم كان فعلها بأداء أفضل.

رنين مطر ابتكرت أسلوباً جديداً لفتيات "البار" من خلال تأديتها شخصية "ليزا"، أخذت الشخصية الى مكان تعاطف معه الجمهور وأحبها مع العلم أن الناس تنفر من هذا النوع من الشخصيات، وهذا ما يسمى بالنجاح.

لمى مرعشلي بدور "ميرنا" فعلاً كانت نكهة المسلسل، طرافتها تدخل الى القلب مباشرة، ننوه بأنها من أكثر الممثلات اللواتي يجدن الكوميديا.
الممثل روميو الهاشم، ربما كان أكثر من استفز المشاهد بأسلوبه ودوره الشرير. بمهارته لم يمرّ مرور الكرام.

جورج دياب حجز مكاناً له مع العلم بأنه لم يظهر إلا بحلقات معدودة.

أخيراً الياس الزايك الذي قدّم شخصية "وائل"، دوره من أدّق الشخصيات في العمل، إلا أنه نجح في تأديته منذ الحلقات الاولى، ومما لا شك فيه أن بإنتظاره مستقبلاَ رائعاً.

إضافة الى الممثلتين المبدعتين هيام ونغم أبو شديد اللتان بغنى عن الإشادة بأدائهما.

إذا بالفعل كل الشخصيات التي تحدثنا عنها كانت في مكانها واستطاعت أن تقدّم بأدوارها نسخة لبنانية ناجحة، شدّت المشاهد ليتابع مسلسل "الحب الحقيقي"، على أمل ألا يخيب أملنا في الجزء الثاني من المسلسل.