تخرج من جامعة "روز بروفرد" البريطانية قسم اخراج ودراسات مسرحية وقدم ما يقارب الـ25 عملا مسرحية ما بين لبنان و باريس ولندن.
تعاون مع ممثلين عالميين ومن العالم العربي ومحليين، وقدم عاصي الحلاني على ادراج هياكل بعلبك في مسرحية " عاصي الحلم".
كما قدم ايضا مسرحية " جبران ...لوحة عمر" في افتتاح مهرجانات البترون بحضور رئيس الجمهورية الاسبق ميشال سليمان ونقلها الى مسرح كازينو لبنان فيما بعد.
جو مكرزل المسرحي، عاتب وناقم هذه الايام على مدراء المهرجانات الدولية في لبنان ورد بلغة مسرحية على أسامة الرحباني.
جو مكرزل، المسرحي المخضرم، كيف يقيّم حال المسرح في لبنان؟
يعاني المسرح في لبنان من وعكة صحية أليمة تسبب حالة من الفوضى في شارع الابداع لان البلد الفقير مسرحيا هو بلد متخلف وغير حضاري، فالمسرح هو وجه الحضارة وبعده تأتي بقية الفنون.
ما هي المعضلة التي تعيق الحركة المسرحية؟
تنتشر عندنا آفة الجهل وعدم الاهتمام بالثقافة، وهذه الآفة هي نتيجة ما خلّفته الحرب الاهلية، فالمواطن يُبذر 10 الاف ليرة على النرجيلة و"يستغلي" ثمن بطاقة دخول الى المسرح لانه غير مثقف.
كيف يمكن استرجاع الجمهور المسرحي كما كان في حقبة السبعينيات من القرن الماضي؟
المسألة في الاصل ليست سهلة وهي من مهام العمل الحكومي الثقافي لان الاداء الموجب التقيد به يعود لوزارتي الثقافة والتربية.
كيف ذلك؟
ينص القانون اللبناني على الزام المدارس والجامعات بانشاء مسارح فيها والاستعانة باساتذة اكاديمين لتدريس المسرح، هذا القانون لا يُطبّق والدولة تغض الطرف عن تفعيل دوره.
اين هو دور المهرجانات الدولية في تفعيل المسرح وخصوصا المسرح الغنائي؟
بالنسبة لدور المهرجانات المعنية حدّث ولا حرج . يجب على الدولة ان تُلزم المهرجانات الدولية بعرض مسرحي لبناني في كل دورة.
يتذرّعون بأن النجوم العالميين يجذبون شريحة كبيرة اكثر من الاعمال المحلية في مثل هذه المهرجانات؟
نظرية خاطئة جدا ومعيبة بحق الوطن، ناهيك عن التكاليف التي تترتب على هؤلاء النجوم، فأجورهم مرتفعة لا بل خيالية ونصف ميزانية هذه الاجور كفيل بانتاج اروع الاعمال المسرحية.
جو عاتب على مهرجانات بيبلوس (جبيل) الدولية؟
انا لا انتقص بعتبي من اهمية هذا المهرجان لكنني اتساءل، هل هذا المهرجان مخصص فقط لبيت الرحباني فإما يقدمون عملا مسرحيا، وفي العام المقبل عملا تكريميا لفنانين غابوا عنا وغنوا اغنياتهم، وفي العام التالي استعراضا لهبة طوجي!" عيب والله"، يبدو ان ادارة المهرجان لا تستغني عن اعمالهم.
اي المهرجانات الدولية برأيك هي الاولى في لبنان؟
طبعا بعلبك، أمّ المهرجانات، وهي التي صنعت الرحابنة وفيروز ووديع الصافي وروميو لحود وصباح .هذه المهرجانات حافظت على مقامها دوليا وادارتها تعمل بمكانيكية نشيطة، بعكس ادارة مهرجانات "اهدنيات"، حيث لا نستطيع مقابلة السيدة ريما فرنجية لنطرح فكرة مسرحية عليها، وكما علمت هي اصلا لا ترغب بالاعمال المسرحية اللبنانية.
اطلالتك الاولى في بعلبك كانت اول مرة مع عاصي الحلاني؟
اول مرة في بعلبك كانت مع الاخوين الصبّاغ في مسرحية "صلاح الدين" كنت مستشارا فنيا، وهنا أُثني على دورهما وجهدهما في تقديم الاعمال المميزة. بعدها كانت اطلالتي مع عاصي الحلاني في مسرحية " عاصي الحلم " وهي من كتابتي واخراجي.
حقق عاصي اقبالا جماهيريا؟
بالطبع...حضرها في ثلاثة ايام عرضها المقررة 18 الف مشاهد وليلة الافتتاح كانت بداية التوتر الامني في جرود عرسال ومع ذلك عرضنا ونجحنا.
وهل بات الاختيار صعبا ما بعد بعلبك؟
بعلبك عظمة وتاريخ والوقوف تحت هياكلها يحتم مرحلة صعبة. انا اليوم يقظ حيال اي عمل اقدمه ليكون بمستوى مسرحية " عاصي الحلم ".
ما هو تقيمك لمسرح الاب فادي تابت؟
يعطيه العافية الاب تابت لانه قادر على التوفيق ما بين واجباته الدينية والكتابة والتلحين، ولكن مسرحه كان لفئة معينة من الجمهور، وكان يعتمد على الاخويات والمؤسسات الدينية وعندما حاول الخروج من هذه الدائرة فشل.
تؤيد اعادة عرض مسرحية " بنت الجبل" لروميو لحود؟
انا شخصيا ضد عرض مسرحية نالت شهرتها ونجحت بأبطالها لان اعادة عرضها مع ابطال جدد قد يؤدي الى مقارنة ظالمة .انا مع اعادة مسرحية لم تنل نجاحا حتى لايقال بأن الاعادة كانت من اجل المال وليست لاجل تقديم عمل فني ابداعي.
ما هو ردّك على أسامة الرحباني عندما قال في برنامج" منا وجر" من يغني في المهرجانات الدولية عيب ان يغني في الحفلات مع اورغ؟
عاصي الحلاني غنّى في بعلبك ومعه 65 عازفا، وفي دار الاوبرا رافقته فرقة موسيقية كبيرة. انا لا اؤيد ما قاله اُسامة، فالنجم عندما يصل لمرحلة رفيعة من النجومية بلا شك سوف يحافظ على مستوى نجوميته، "انو يسمحلنا فيها".
انت مقرّب جدا من عاصي؟
علاقتي به علاقة صداقة واخوة، فعندما ارافقه في رحلاته اكون صديقا وليس مخرجا، فهذا الفنان على جانب كبير من الكياسة الاجتماعية والاخلاق الحميدة وامثاله قلائل في هذا الزمن الفني. وايضا تربطني صداقة بأنطونيو صديق الفنانين.
مسرحية جبران من ابرز الاعمال التي قدمتها؟
خطورة كبيرة ان تعمل على جبران، فهذه المسرحية احتاجت الى سنتين من التحضيرات، وترددت طيلة 8 أشهر على الشيخ وليد كيروز رئيس جمعية جبران المؤتمن على تراثه بالاسبوع 3 مرات في عز الشتاء حتى استوحيت 7 لوحات جبرانية من اعماله وعليها كتبت المسرحية. عُرضت المسرحية في افتتاح مهرجانات البترون بحضور الرئيس ميشال سليمان وبعدها في كازينو لبنان واستمر عرضها 7 أشهر بنجاح كبير.
