مخرج له رؤية واضحة ومحددة بتقديم الإختلاف في كل اعماله، وقد أثبت أهميته من خلال عدد قليل من الاعمال حيث كانت بدايته مع السيناريست الكبير وحيد حامد بمسلسل "بدون ذكر أسماء"، ومن ثم إنطلق بأكثر من عمل وحظي بنجاح كبير وكان آخر هذه النجاحات "هذا المساء".

وعلى الرغم من أنه مهندس معماري في الاساس، إلا أن رغبته في دخول معهد السينما للدراسة وتحقيق حلمه، جعلت هذا الإصرار في صالحه ليُحقق نجاحات فنية كبيرة.. هو المخرج تامر محسن الذي يتحدث لـ"الفن" عن مشواره وتفاصيل وكواليس التجربة الصعبة في رمضان الماضي من خلال مسلسل "هذا المساء"، وعن كتابته للمعالجات الدرامية وكيف يرى ورش الكتابة المنتشرة في الوقت الحالي وأسباب غيابه وظهوره كل عامين، وتفاصيل كثيرة في اللقاء التالي معه.

بداية.. لماذا تُقدم عملا دراميا كل عامين وليس كل عام؟
هذه هي طريقتي من أجل التحضير للعمل بأفضل شكل ممكن، فأنا لا أهوى الظهور كل عام، ولكن اتمنى أن تكون تجربتي المقبلة في السينما لأنني لا اعتقد أنني سأخوض موسم رمضان 2018.

وكيف وجدت تجربة المعالجة التي قمت بها في مسلسل "هذا المساء" إلى جانب عملك الاساسي كمخرج؟
تجربة صعبة للغاية وأرهقتني ولكنني إستمتعت بها للغاية لأن التجربة بشكل عام كانت جديدة عليّ، من حيث أن أقوم بتحويل نص درامي لمعالجة لمسلسل مكون من 30 حلقة وبالإشتراك مع ورشة كتابة، اذ قمنا بكتابة السيناريو والحوار، ولكنني ارى أنه خطوة مفيدة بالنسبة إليّ لأنني أقتنع تماما بأن الاخراج ليس فقط وظيفة إدارة العمل من بدايته وحتى نهايته بل من الضروري أن يكون له فكر ووجهة نظر ومن الأفضل أن تبدأ من مرحلة الكتابة، كما أن هذا المسلسل لم يكن الأول الذي أقوم بمعالجة درامية له بل فعلت ذلك بمسلسل "تحت السيطرة".

وهل نجاح المعالجة التي قدمتها بمسلسل "تحت السيطرة" دفعك لتكرار تجربة المعالجة الدرامية؟
بالتأكيد.. ساعدني على ذلك، ودفعني الى تكرار التجربة لأن "تحت السيطرة" حقق نجاحا كبيرا ووجدت أنه ستكون لي رؤية خاصة في ما أُقدمه من أعمال من خلال القيام بالمعالجة الدرامية.

وكيف تصف تجربة الإخراج بشكل عام؟
الإخراج فن غير طبيعي وهو بمثابة تجسيد لصورة يرسمها المخرج ويطلب من فريق العمل أن يجسدوها كما قام برسمها.

ورش الكتابة أصبحت منتشرة كثيرا في السنوات الأخيرة وتتعرض للكثير من النقد، الا تخشى من ذلك في "هذا المساء"؟
لا أنكر أنها تجربة صعبة للغاية ولكن طالما أن هناك شخص مسؤول عن الورشة بشكل عام فسوف يكون هناك تنظيم والكتابة ستكون متناغمة ما بين كل أعضاء الورشة، وهذا ما يفعله الكثيرون حاليا. أن يتم إنشاء ورشة كتابة ويكون لها قائد يحركها حسب رؤيته.

صرّحت بأن إختيارك لأبطال شخصيات مسلسل "هذا المساء" كان صعب.. كيف ذلك؟
كل الشخصيات المكتوبة بسيناريو المسلسل صعبة للغاية لأنها تحتاج الى براعة كبيرة في التمثيل من حيث المشاعر ولغة الجسد أكثر من الكلام، فلم أجد عناوين واضحة لكل الشخصيات وكنت اراها معقدة، ولكن الحقيقة أن كل النجوم الذين شاركوا في المسلسل قدموا ادوارهم بأفضل شكل ممكن.

وهل جاءت فكرة "هذا المساء" كلها من الواقع؟
العلاقة بين المسلسل والواقع ليست مباشرة بل ان الفكرة التي قام عليها المسلسل هي الفضول وحب الإستطلاع الموجود لدى كل الناس على أرض الواقع، ومن هذا المنطلق، تم بناء الشخصيات من الخيال ولكنها قريبة من الواقع وقد تكون موجودة بالفعل ولكن كلها من وحي الخيال.

إعتبر البعض المسلسل و كأنه إنذار لكل أسرة؟
المسلسل حمل الكثير من الرسائل وليس فقط أنه إنذار لكل أسرة.ولكننا طرحنا من خلال هذا العمل تساؤلات كثيرة حول الفضول وحب الإستطلاع وكيف يمكن أن يُدمر حياة العائلات وقيام البعض بالتجسس على غيره من أفراد الاسرة الواحدة وطرحنا نتائج ذلك.

تبدأ اعمالك بمغامرة ولكنك تحصد النجاح بعد خوض المغامرة. الا تخاف ان تخذلك ؟
لا أخشى المغامرات وأحب الدخول فيها من دون أن آخذ في الاعتبار حتى الرهان على نجاح هذه الأعمال، فأنا أقوم بمغامرات فنية من خلال أعمالي يتفاجأ بها الجمهور، وهدفي كله من وراء ذلك هو تقديم أعمال مختلفة وفن حقيقي.

كانت لك مغامرة أيضا بمسلسل "هذا المساء" حيث أشركت اكثر من مئة وجه صاعد في هذا العمل؟
أدعم المواهب الجديدة وأحب أن تُشارك في أعمالي، وعندما أجد الفرصة لذلك أكتب على حساباتي على السوشيال ميديا، فضلا عن أنني متابع جيد لكل ما يدور على الساحة والسوشيال ميديا والأعمال السينمائية القصيرة التي تُشارك بالمهرجانات، وهذا كله مفيد بالنسبة إليّ.

كيف ترى عملية تصوير مسلسلات رمضان في ظل ضغط الوقت؟
اراها مسألة معقدة جدا ولكنها طبيعية لأن المنتج يرغب في تقليص عدد الايام بسبب إستئجار المعدات، اضافة الى عملية الإعلان والتسويق للعمل ومعايير كثيرة تخص الإنتاج، واعتقد أن سبب إستمرار ضغوطات التصوير وعلى رأسها فكرة التصوير حتى اللحظات الأخيرة، يكون السبب فيها المنتج.

هل ترى أن هناك تخوف إنتاجي في الوقت الحالي؟
بالتأكيد. هناك تخوف من جانب المنتجين من المغامرة بأموالهم في سبيل إنتاج اعمال فنية، فالمنتج لا يبحث عن تقديم الفن فقط بل المكاسب المادية هي الأهم بالنسبة للجميع.

وما السبب في إختيارك للممثل محمد فراج للمشاركة في عدد من أعمالك؟
أعتقد أن محمد فراج ممثل موهوب كثيراوشغفه في تقديم أدواره بأفضل شكل ممكن هو الدافع وراء إختياري له، فهناك صفات متوافرة به تعجبني للغاية وهي إصراره على الإختلاف ومن ثم عدم النظر لنفسه كثيرا بقدر ما يهتم بما يقدمه من أدوار مهمة.

كيف تحولت من مهندس معماري الى مخرج سينمائي؟
كان لديّ شغف كبير بالسينما والإخراج بشكل عام وهذا نابع من تجاربي في الحياة لأن المخرج لابد من أن يكون لديه مخزون كبير وتجارب كثيرة في حياته لتكون عينه مختلفة عن الآخرين، وبعد أن أصبحت مهندسا معماريا، قررت دخول معهد السينما للدراسة، إلى أن سنحت لي فرصتي الاولى مع السيناريست الكبير وحيد حامد من خلال مسلسل "بدون ذكر أسماء"، وهذه كانت بدايتي في مجال الإخراج على الرغم من أنني عملت كثيرا في مجال الإعلانات ثم مساعد وصولا لإخراج هذا العمل الذي أفتخر به.

وفي الختام... ما هي طموحاتك من خلال عملك بمجال الإخراج؟
طموحاتي كبيرة وهي أن أنقل للجمهور صور حية في أعمالي وأن تكون هذه الاعمال قريبة من الجمهور وتؤثر به وتقدم له رسائل في حياته، وبمعنى أدق أن تكون أعمالي مفيدة للجمهور إما بتقديم الواقع أو بمحاكاته أو بتقديم الفائدة اليه بشكل ما ، فهذا هو الفن بالنسبة إليّ.