على الرغم من مرور ما يقارب السبع سنوات على الحرب، إلا أن الدراما السورية أثبتت قوتها واستمرت عجلة الإنتاج فيها، حتى استطاعت إنجاز 28 عملاً خلال عام 2017 لكنها عانت من مشكلة التسويق.


ووزعت الأعمال المنتجة على تسعة أعمال شامية ومثلها اجتماعية وكوميدية، إضافة إلى مسلسل تاريخي وآخر فانتازي.
وتبوأت أعمال البيئة الشامية مركز الصدارة وحظيت بمتابعة جماهيرية كبيرة لتدر على المنتجين أموالاً طائلة باعتبارها تجارة رابحة ومضمونة.

الأعمال الشامية التسعة هي "الخان" و"باب الحارة 9" و"طوق البنات4" و"عطر الشام2" و"جسر البيت" و"خاتون2" و"غبار الجوري" و"وردة شامية" و"قناديل العشاق" الذي سجل المشاركة الأولى للممثلة اللبنانية سيرين عبد النور في الدراما السورية.

وحاولت الكوميديا السورية إعادة ترتيب أوراقها ورسم صورة جديدة بعد سقوطها لعدة مواسم، فقدمت مسلسلات "أزمة عائلية" و"بقعة ضوء 13" وجنان نسوان" و" سايكو" و"سنة أولى زواج" و"شباب ستار" و"طلقة حب" وهواجس عابرة".

وشهد عام 2017 تراجعا في عدد الأعمال التي تتناول الأزمة السورية كموضوع أساسي، بينما شهد تزايداً في الأعمال التي تتناول العائلة، والأعمال الاجتماعية التي أنجزت هي "آخر محل ورد" و"الغريب" و"الرابوص" و"ترجمان الأشواق" و"حكم الهوى" و"شبابيك" و"شوق" و"فوضى" و"لست جارية".

وتم إنجاز مسلسل تاريخي واحد هو "الإمام أحمد بن حنبل"، وعمل فانتازي واحد أيضاً هو "أوركيديا".

ورغم إنتاج كل هذا الكم إلا أن العديد من الأعمال لم تدخل السباق الرمضاني بسبب صعوبة التسويق من ناحية، وضيق الوقت من ناحية ثانية، ومنها "سايكو" و"ترجمان الأشواق" و"الغريب" و"شبابيك" و"هواجس عابرة" و"وردة شامية" و"فوضى".

غيابات

عدد غير قليل من الفنانين السوريين غاب عن "دراماهم" خلال عام 2017، لكن هؤلاء الفنانين عوّضوا عن ذلك من خلال التواجد في الدراما العربية المشتركة وعلى رأسهم تيم حسن وديمة الجندي وديمة بياعة.

بينما نجد في المقابل ان فنانين كثر غابوا كلياً عن الشاشة وأولهم دريد لحام الذي غاب للعام الثالث على التوالي حيث تعود آخر مشاركة له إلى موسم 2014 حين لعب دور البطولة في مسلسل "بواب الريح" بشخصية "يوسف آغا".

أما ياسر العظمة صاحبة سلسلة "مرايا"، فاستمر بالغياب هذا العام بعدما غاب خلال الأعوام الثلاثة السابقة أيضاً بعد آخر ظهور له في "مرايا 2013".

سامية الجزائري غابت للعام الثاني على التوالي بعد عملين شاركت فيهما العام قبل الماضي هما "دامسكو" و"فتنة زمانها".

كما غاب محمد الشماط للعام الثالث على التوالي، حيث كان حاضراً في أجزاء "باب الحارة" الستة قبل أن يتعرض لوعكة صحية ويغيب عن الأجزاء اللاحقة.

أيمن زيدان تفرغ لإخراج مسرحيته "اختطاف" التي عرضها على عدد من المسارح السورية، فغاب عن الدراما.

سلاف فواخرجي اعتذرت عن المشاركة في عدة مسلسلات بسبب ارتباطها بالدراما المصرية.

بدورها رفضت مها المصري عدة عروض هذا العام، أحدها مسلسل شامي، فغابت كلياً عن الشاشات للعام الثالث على التوالي بعدما غابت الموسمين الماضيين أيضاً.

ولأن تصوير مسلسل "ترجمان الأشواق" لم يلحق بالسباق الرمضاني فإن غسان مسعود غاب عن الشاشة هذا العام أيضاً.

جيهان عبد العظيم غابت هذا العام لاعتذارها عن عدة أعمال بعد تفرّغها للزواج والعائلة.

دينا هارون اختارت الغياب خلال الأعوام القليلة الماضية، بسبب عدم اقتناعها بنوعية الأدوار المقدمة من جهة، ولتفرغها لعائلتها وتجارتها من جهة أخرى، يضاف إليها مرضها أيضاً هذا العام.

غياب لمى إبراهيم هذا العام بعدما اعتذرت عن عدة عروض.

وغاب قصي خولي هذا العام بعد اعتذاره عن عدة عروض بسبب إقامته في أميركا، ما يعني أنه غاب للعام الرابع على التوالي عن الدراما المحلية.

وبعد استبداله بدور "العكيد" في "باب الحارة"ـ غاب وائل شرف للمرة الثانية على التوالي.

وفيات

حصد عام 2017 تسعة من أهم أعمدة الفن في سوريا، إن كان في الدراما أو الموسيقى، جاءت ثمانية منها في النصف الأول من السنة.

بدأ العام بوفاة الممثل رفيق سبيعي في 5 كانون الثاني/يناير عن عمر 86 عاماً، وشارك في تشييعه موكب شعبي ورسمي كبير في دمشق، وهو أحد أهم مؤسسي الدراما والسينما في سوريا وصاحب شخصية "أبو صياح" الشهيرة، والكل يعلم أنه والد المخرج والممثل سيف الدين سبيعي.

وفي 20 كانون الثاني/ يناير، فارق الممثل وليد حبال الحياة متأثراً بمرضه عن عمر ناهز الستين عاماً.

وفي 16 آذار/مارس توفي الممثل ناصر وردياني عن عمر 65 عاماً بعد صراع مع المرض.

وبعد تسعة أيام تماماً، توفيت الممثلة أميرة حجو، شقيقة الممثل الراحل عمر حجو، وعمة المخرج الليث حجو، وقد رحلت عن عمر 67 بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

الممثلة هالة حسني، هي ايضا فارقت الحياة ليل 25 نيسان/أبريل بعد معاناة طويلة مع مرض السكري، عن عمر 75 عاماً.

أما صاحبة شخصية "فطوم حيص بيص" الشهيرة، الممثلة نجاح حفيظ فرحلت في السادس من أيار/مايو إثر نوبة قلبية عن عمر 76 عاماً.

وفي 25 أيار/ مايو، فُجعت الممثلة أمل عرفة بوفاة والدها الموسيقار المعروف سهيل عرفة عن عمر 83 عاماً.

وفي 20 حزيران/يونيو فارقت الممثلة سحر مرقدة الحياة عن عمر 57 عاماً.

وفي 10 تشرين الأول/أكتوبر فارقت المطربة المعتزلة فاتن الحناوي الحياة وهي شقيقة الفنانة ميادة الحناوي.

آخر الوفيات كان المخرج السينمائي صلاح دهني، والد المخرج فراس دهني، الذي توفي في أبو ظبي في 23 تشرين الأول/أكتوبر ودفن في دمشق عن عمر 92 عاماً.

الطلاق

شهد الوسط الدرامي السوري ثلاث حالات طلاق.

في 21 تموز/ يوليو، حصل الانفصال بين الممثلين لوريس قزق وكرم الشعراني بعد زواج دام لخمس سنوات، علماً أنهما عاشا قصة حب طويلة منذ دراستهما معاً جمعتهما في المعهد العالي للفنون المسرحية.

وفي الثالث عشر من شهر أيلول/سبتمبر، أعلنت الممثلة رنا شميس انفصالها عن زوجها بعد ست سنوات من الزواج، أثمرت عن طفل واحد يدعى وديع. وقد حصل الانفصال منذ أكثر من سنة ونصف، لكن الانفصال الرسمي في المحكمة تم خلال عام 2017 وذلك بعيداً عن الصحافة والإعلام.

أما الممثل يزن السيد فقد انفصل عن زوجته في شهر آب/أغسطس، لكن الانفصال الرسمي تم مطلع شهر أيلول/سبتمبر، بسبب خيانته لزوجته.

​​​​​​​الزواج

شهدت الدراما السورية دخول اثنين من ممثليها القفص الذهبي، أولهما الممثل تيم حسن الذي تزوج من الإعلامية المصرية وفاء الكيلاني بعد ما يقارب خمس سنوات من انفصاله عن الممثلة ديمة بياعة.

أما الممثلة علا الباشا فتزوجت من المخرج يزن أبو حمدة في حفل بسيط بعيداً عن أعين الإعلام ونجوم الفن.

الولادة

شهدت الدراما السورية ولادة واحدة فقط خلال عام 2017، حيث أصبحت الممثلة هلا يماني أمّاً بعد عام وأربعة أشهر من زواجها، حيث رزقت بطفلة أسمتها "لانا".

​​​​​​​شائعات

فرضت الشائعات نفسها على حياة عدد من الممثلين السوريين، لعل أبرزهم دريد لحام الذي عاني من شائعة الوفاة أربع مرات خلال عام 2017.

والشيء نفسه بالنسبة لأيمن زيدان الذي فوجئ بشائعة موته خلال تصويره فيلم "أمينة" في طرطوس، والممثلة مانيا النبواني التي كانت تقضي وقتاً مع العائلة حين أطلق البعض شائعة وفاتها.

وبما يتعلق بشائعات الحب والزواج فقد أصابت جيني إسبر ودانا جبر ورنا العضم، وكلهن نفين شائعات ارتباطهن عبر "الفن".

عودة غوار

​​​​​​​خلال شهر تشرين الثاني، أعاد الممثل السوري دريد لحام إحياء شخصية "غوار الطوشة" الشهيرة التي قدمها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، من خلال حفل مسرحي غنائي راقص حمل عنوان "هنا لنا2 - نتذكر" نظمته مبادرة "أحباب يا بلدي".

تذكر الحفل بنصفه الأول، رائد المسرح والغناء في سوريا والوطن العربي أبي خليل القباني من خلال الغناء والموسيقى والرقص التعبيري بمشاركة المطربين ميادة بسيليس وخلدون حناوي.

وأحيا النصف الثاني من الحفل التجربة الغنية لعمر حجو في "مسرح الشوك"، بمشاركة دريد لحام وحسام تحسين بيك وكندا حنا ومحمد خير الجراح ويزن السيد ويحيى بيازي ومعن عبد الحق وراكان تحسين بك وطارق الشيخ.

وقدم الممثلون أربع لوحات هي "تحقيق" و"مسرحية حديثة" و"جمارك الحدود" و"الصيادة"، علماً أن لحام قدم شخصية "غوار الطوشة" في اللوحة الأولى.