التمثيل وصناعة سينما مستقلة كمؤلف ومخرج ومنتج، على الرغم من أنه ليس خريج معهد سينما، هي أقصى الطموحات التي يسعى الى تحقيقها.

قبل ثورة يناير هوجم كثيرا ولكن مع ذوبان مفهومي السينما المستقلة والتجارية، لمعت موهبته كأحد النجوم الشباب المتألقين في الفترة الأخيرة، كما أنه يبحث عن التوازن ما بين الدراما والسينما ويتمنى تقديم عدة شخصيات صعبة قد لا يجوز تقديمها.. هو الفنان الشاب احمد مجدي الذي حقق نجاحا كبيرا في وقت قياسي ويتحدث لـ"الفن" عن مشواره وأدواره التي صنعت نجوميته وعلاقته بوالده المخرج مجدي احمد علي والكثير من التفاصيل في اللقاء التالي:

بداية.. أنت حالة فنية مختلفة أثبتت نفسها على الساحة في وقت قياسي، لا تنظر للمفاهيم السطحية بل الإختلاف هو ما تبحث عنه.. كيف ذلك؟
أشكرك على كلامك وأتمنى أن أكون عند حُسن ظن الجمهور دائما، فطموحاتي هي أن أكون ممثلا وصانعا لسينما حقيقية لا تسعى وراء لتجارة أو الفرقعة بقدر ما تكون مُفيدة للناس وتحترم فكرهم، وأتمنى أن أكون مؤثر من خلال أعمالي في الناس ومحل إهتمامهم، فأنا لا ابحث عن مساحة الدور بقدر ما أنا معني بتقديم أدوار مؤثرة ومختلفة، وأختار أدواري بعناية ودقة شديدة ولدي طموحات بمجال التأليف والإخراج والإنتاج السينمائي أتمنى أن أُحققها.

نجوم شباب كثر، فرضوا أنفسهم على الساحة وأنت واحدا منهم، هل يعود ذلك لحالة الذوبان التي حدثت ما بين مفهومي السينما المستقلة والتجارية؟
حدث ذوبان ما بين مفهومي السينما المستقلة والتجارية ولم يعد هناك عائق بينهما بل توازن، فأنا أحترم هذا التوازن والمجهود الذي يبذله صُناع هذه الأعمال، ومن قاموا بذلك هم بعض المنتجين الواعين والكثير من الممثلين الأكثر وعيا، ومازلنا نبحث عن طرق أكثر على غرار دعم الدولة للفن وتسهيلات أكثر من الرقابة، ففي البداية كانت معركة لدخول الوسط ووجود السينمائيين المستقلين، وتعرضت للهجوم من قبل كسينمائي مستقل صغير وليس خريج معهد سينما، ولكن الموضوع قوبل برحابة حاليا بسبب هذا الذوبان الذي حدث.

لك تجربة واحدة في الدراما الطويلة من خلال مسلسل "البيوت أسرار"، فلماذا صرحت بعدم تكرار التجربة؟
لأنها بكل بساطة أخذت من وقتي الكثير واستمرينا لأشهر طويلة نصور مشاهدنا في هذا العمل الذي إستمتعت به، ولكن الفكرة هي في أنني لا أحب أن أُنهك نفسي في عمل واحد فقط بل لدي طموحات في السينما والدراما أتمنى أن أُحققها، والعمل في الدراما الطويلة منهك وقد يأخذني عن طموحاتي، لذا صرحت بأنني لن أكرر التجربة.

تطمح الى التأليف والإخراج بعيدا عن التمثيل.. فما السبب؟
هذه هي طموحاتي منذ البداية أن أكون ممثل وصانع أفلام وأقوم بتأسيس جهة إنتاجية للأفلام المستقلة والتي تكون قائمة على رسائل وقضايا مهمة للجمهور من دون الإنجراف وراء موجة البحث عن المكاسب المادية فقط، فضلا عن دراستي لهذه المجالات والعمل بها قبل التمثيل.

وهل هناك أدوار مُعينة تستهويك؟
أنا من مؤيدي التمرد على الشكل وأحب أن أُقدم أدوار بعيدة تماما عن شكلي، كما أنني أحب التناقض في الأدوار وأن تكون ما بين الدور والآخر مما أُقدمه مسافات كبيرة من الإختلاف.

وهل أثّر هذا التمرد الذي تبحث عنه، على مسيرتك الفنية؟
بالتأكيد.. أثّر عليّ بشكل ايجابي وساهم في نجاحي بسرعة وانتقالي الى أدوار كثيرة مميزة قدمتها في مشواري الفني، فأنا مؤمن بأن العمل بمجال الفن محطات وكل محطة مُرتبطة بالأخرى.

تسعى لخلق توازن ما بين حضورك الدرامي والسينمائي، هل هذا مقصود أو من قبيل الصدفة؟
ليس من قبيل الصدفة بل هو أمر مقصود بدافع مني لتحقيق التوازن ما بين الطرفين سواء السينما أو الدراما، خصوصا وأن الطرفين مهمين بالنسبة للممثل، خصوصا كون صناعة الدراما وتطورها وحضورها قوي في السنوات الأخيرة حتى أنها إقتربت من السينما.

صرّحت بأنك تتمنى تقديم شخصية سيدنا موسى.. فما السبب؟ خصوصا أن هكذا دور،يثير الجدل ضدك؟
ليست فقط شخصية سيدنا موسى التي أتمنى تقديمها بل هناك الكثير من الأدوار التي أتمنى تقديمها ولكن قد يكون تنفيذها غير متاح، ولكنني أسعى لتقديم الكثير من الشخصيات المختلفة، كما أنني أحب أن أعبّر عن أفكاري بمنتهى الحرية والصدق، لذا أحب وافضل تقديم شخصيات كثيرة ولكنني لا أعرف ما اذا كان يجوز تقديمها ام لا.

كيف تختار أدوارك؟
أختار أدواري بناء على ثلاثة ابعاد وهي الإخراج والسيناريو والإنتاج، ولو وجدت توافقا ما بين الثلاثة، يكون موقفي بالقبول واذا كان احد العناصر ناقصا لا أوافق، فأنا أعمل بإنتقائية في أدواري وليس بشكل عشوائي.

وماذا عن علاقتك بوالدك المخرج مجدي احمد علي؟
أنا ووالدي أصدقاء ونتعامل معا كذلك وليس فقط علاقة أب بإبنه، فأنا وجدت والدي شغوفا بالسينما وبتقديم أعمال تحمل رسائل للجمهور وتدعو للتفكير وتعلمت منه ذلك، وأستشيره في أموري بما أننا أصدقاء ولكن الإعتماد الأساسي هو على موهبتي وعلى نفسي، وهذا ما قصدته منذ بدايتي الفنية وسأعمل به دائما.

كانت لك تجربة سينمائية مميزة من خلال فيلم "علي معزة وإبراهيم" وأثبتت من خلاله أن البطولة ليست فقط للأسماء المعروفة بل للموهبة.. كيف تُقيّمها؟
تجربة مميزة أفتخر بها دائما، وقمنا بالتحضير لها لعدة أشهر، كما أن ظهور الشخصيات بواقعية كبيرة، يعود الى تعايشنا مع الشخصيات التي قدمناها لفترة طويلة وهذا ما جعل المهمة سهلة علينا، ولكن الفيلم صعب للغاية ولكنها تجربة تمثيل حقيقية إستمتعت بها وشكذلت خطوة إيجابية بالنسبة لي.

أفلامك مُصنفة ضمن مفهوم السينما المُستقلة، هل هذا بقصد منك؟
سعيد للغاية أن أُقدم أفلام سينمائية للجمهور يكون لها معنى حقيقي وتحمل قصصا ورسائل للجمهور من دون البحث عن عنصر التجارة فيالسينما، وأنا أهتم بهذه النوعية من السينما قبل دخولي مجال الفن وأتمنى أن أقوم بتأسيس شركة إنتاج لتقديم مثل هذه الأعمال كما ذكرت سابقا، فأنا أعتبر ان هذه الأفلام أعطتني الفرصة الصحيحة للتعبير عن نفسي وعن ميولي في السينما.

وفي سؤالنا الاخير، لديك مشروع سينمائي وهو "لا أحد هناك"، من تأليفك وإخراجك، ماذا عنه؟
الفيلم من تأليفي وإخراجي وانتهينا من تصويره منذ فترة ونعمل حاليا على وضع اللمسات الأخيرة عليه، وسوف يُبصر النور قريبا. الفيلم يدعو للتفكير من خلال الإختيار ما بين المسؤولية والإيمان وعلاقتهما ببعضهما من خلال عرض نموذج حي يناقش هذا الموضوع في الفيلم.