نوال كامل، ممثلة من رعيل الممثلات المخضرمات اللواتي قدمن الادوار الصعبة وعايشن الدراما اللبنانية وهي في ازمتها الخانقة في التسعينيات من القرن المنصرم.

ممثلة بحثت طيلة مشوارها الفني عن الجودة والنوعية، فلم تغرِها النجومية الاولى او تشغلها، وشكّلت عطاءاتها الفنية اضافات قيّمة في مشوارها الفني .نوال فنانة عزباء مع سبق الاصرار وهي سعيدة في حياتها. اللقاء معها له مفرداته وضوابطه احتراما لخبرتها وحرفيتها العالية، ومعها كان لنا هذا اللقاء...

ما قصة النظارات التي اضفت " لوكا" جديدا على اطلالتك؟
( تضحك) " شو بدنا نعمل"، مشاهدون كثر ظنوها " فنتازي"! بالحقيقة هي نظارات خاصة بالقراءة عن بعد استعملها اثناء التصوير.

لاي مدى تعتبرين دورك في مسلسل " مش انا " كان مختلفا عن شخصيتك الفنية؟
هو نوع من الكوميديا "اللايت"، اذا صح التعبير، قريب من القلب وخطوة جديدة في عملي كممثلة عملت في الدراما. كارين رزق الله كاتبة عفوية استطاعت ان تجذبني بكتابتها لهذا الكاركتير.

برأيك، توجد صعوبة في تكوين هذا الكاركتير ومضمونه؟
صحيح، فعلى الرغم من بساطته هو من الادوار الخطيرة التي تتطلب تركيزا على الاداء بعيدا عن التهريج والحركات الكوميدية . هذا الكاركتير ميزته انه يقوم على مشهدية الموقف المضحك

هل تفتقد الساحة الفنية في لبنان لكتاّب متخصصين بالكتابة الكوميدية؟
لدينا كتاّب يجيدون الحبكة الدرامية والفكاهية. شكري انيس فاخوري مثلا ومنى طايع وكميل سلامة وكارين رزق الله، يوظفون الكوميديا في مجمل اعمالهم الدرامية توظيفا سليما وبنّاء.

اختيارك لاعمالك يتّخذ نمطية واحدة، الا تفكرين بالتغيير؟
ابدا، هذه النظرية ليست صحيحة، المسألة انني انتقائية في اعمالي ولا اتواجد بشكل دائم على الشاشة مثل غيري.

هل غيابك المتقطع عن الشاشة، سببه قلة طرح اسمك من قِبل المنتجين؟
لا، لانني لو قررت التواجد دائما لوجدتني على الشاشة على الدوام. انا ممثلة تبحث عن الشخصية التي تحركها من الداخل وتحمل اليها جديدا. لا يهمني الظهور بقدر ما يهمني الحفاظ على مكانتي في قلوب الناس.

وهل انت تشعرين اليوم بالظلم؟
نوال الممثلة لعبت الكثير من الكاركتيرات المعقدة واثبتت كفاءتها وحِرَفيتها كممثلة، لدى النقاد والمنتجين والمخرجين وهذا يسعدني كثيرا، ولكن تركيز شركات الانتاج على وجوه معينة اصبحت روتينية على الشاشة امر طبعا يحزنني ويشعرني بالظلم .

تقصدين بكلامك "الشللية"، المعروفة في الاوساط الفنية؟
بالتأكيد، وهذا ما يأخذ الدراما الى عالم المحسوبيات. انا لا اجيد العلاقات العامة او المسايرة من أجل الحصول على دور في عمل ما ومن يريدني يعرف رقم جوالي وعنواني.

لعبت دورا شريرا في مسلسل " ماريانا"، لاي مدى ساعدتك تعابير وجهك على النجاح في هذا الدور؟
على الممثل ان يعرف كيف يستعمل تعابير وجهه في التمثيل، فالمشاهد الرومانسية باتت روتينية ولا تتطلب مجهودا عاليا على عكس الكاركتيرات المركبة. ودوري في هذا المسلسل كان دورا صعبا لان الشر الذي لعبته ناتج عن حالة نفسية معقدة.

ماذا بقي في بالك من ذكريات مسلسل " العاصفة تهب مرتين"؟
كل الذكريات الحلوة في هذا المسلسل الذي اعتبره مثل جامعة خرجت نجوما اطلقتهم في الوطن العربي. الكاتب شكري انيس فاخوري طوّر الكثير في شخصيتي في هذا المسلسل وجعلني العب عدة شخصيات من خلال كاركتير ثابت، انه كاتب محترف ولامع في الدراما .

ما هو رأي نوال كامل بنجوم اليوم من الممثلين والممثلات؟
النجومية مسألة خطيرة لا تقوم على الشكل فقط، الشباب فيهم الخير والبركة، والبعض منهم يعتبر من فئة نجوم الشباك وهم لا يجيدون التمثيل، فيما البعض الآخر تعب على صقل موهبته وتعامل مع نجوميته بتواضع والفة .

حكاية "فتى الشاشة الاول" ما زالت موجودة في ايامنا هذه، برأيك ؟
بالطبع لا، ولسبب بسيط وهو ان النص الدرامي اليوم بات يقوم على الفعل الجماعي وكل دور فيه له بطولته ونوعية ممثليه. نحن اليوم في زمن النجومية الجماعية.

بإمكان المخرج ان يصنع نجما؟
اذا كان المخرج متمكنا من عمله وكان الممثل صاحب موهبة حقيقية، بالطبع يستطيع.

ما هو المسلسل الذي تتابعينه وتشدك احداثه؟
هل تصدق بأنني لا اتابع مسلسلا معين، انما اذا ركّزت على عمل ما، تجذبني اولا القصة وفريق العمل والاخراج، لانه للاسف الشديد لدينا بعض الكتّاب ممن يعتمدون الاطالة لسد الفراغات والهفوات في نصوصهم.

نلاحظ أن البطولة النسائية طغت في الافيشات على البطولة الذكورية؟
ربما لاننا في عصر الحريم ( تضحك) . انا لاانظر للموضوع من هذه الزاوية، لان بعض النصوص مضمونها يفسح المجال لان تكون البطولة النسائية على مساحة متقدمة من البطولة الذكورية. في حقبة الستينيات وما بعد وحتى منتصف التسعينييات من القرن المنصرم، كانت البطولة الاولى للرجال.

تزعجك عبارة البطولة الاولى لانها كانت على مسافة قريبة منك ولم تتحقق؟
ابدا، انا بطلة في الادوار التي أديتها وتركت انطباعا في ذاكرة المشاهد . قد يلعب الكثيرون من نجوم الصف الاول ادوار بطولة ولكنهم لا يعلقون في الذاكرة، فيما نجد احيانا ان جملة بسيطة قد تجعل من صاحبها نجما.

ما هو تقييمك للوضع الحياتي في لبنان؟
كارثة على كل الصعد الاجتماعية والفنية والثقافية والسياسية، نحن في زمن الظلام. الانفتاح أبعدنا عن قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا.

هل خروج المرأة للعمل ترك أثرا على حضورها الاجتماعي؟
المرأة اللبنانية سيدة عظيمة تعرف كيف تدير نفسها، انما ظروف الوضع العام في البلد أثّرت على سلوكياتها والمسؤوليات الكبيرة فرضت عليها جهودا مضاعفة.

العزوبية جعلتك لا تفكرين بوجود الرجل في حياتك؟
على العكس تماما، لكل شخص ظروفه ونصيبه وانا امرأة تؤمن بالقدر والقسمة والنصيب. الرجل يكمل حضور المرأة والعكس صحيح.

هل الحرمان من شعور الامومة يؤثر على المرأة نفسيا؟
كل امرأة تفكر بالامومة لانه شعور فطري، وكثيرات من الامهات اسسن عائلات وصنعن رجالا من دون ان ينجبن. العقدة في هذا الموضوع هي التربية التي اعتبرها الاساس.

تحبين الاطفال وتلاعبينهم؟
هم اجمل ما في الحياة لانهم ملائكة على الارض وبراءتهم تعطيني دفئا جميلا.