باتريسيا نمور ممثلة أكاديمية تميل للاعمال المسرحية على الرغم من نجاحها في العديد من الاعمال الدرامية على التلفزيون ومنها: "طالبين القرب"، "صارت معي " وغيرها من المسلسلات .


تألقت باتريسيا حضورا في ذاكرة المشاهد من خلال مشاركتها في مسلسل" آدم وحواء" مع الممثل الراحل عصام بريدي وبدأت تخطو خطوات ثابتة على طريق النجومية . اوضحت في لقائها مع موقعنا الكثير من الامور واسباب ابتعادها عن الشاشة الصغيرة كما عرّفتنا اكثر على شخصيتها.

هل كان انتقالك من الدراما الى الكوميديا صعبا عليك؟
فلنقل كانت خطوة خطرة وحساسة، لان المجال الكوميدي خطير جدا سواء من ناحية النص او الاداء وعلى الممثل الكوميدي ان يوظّف النكتة في مكانها السليم .

ما هي مقومات العمل الكوميدي؟
الكاريزما اولا وخفة الظل، ناهيك عن الكاتب المختص بالمشهدية الساخرة الى المخرج اليقظ القادر على قولبة النص في زواياه الصحيحة بعيدا عن التهريج والاسفاف.

هل يمكن اعتبار مسلسل "آدم وحواء"، المحطة البارزة في مشوارك الفني؟
عملت العديد من الاعمال الدرامية التي قرّبتني من المُشاهد، ولكن هذا المسلسل رسّخ صورتي في الاذهان لانه تطرق الى قضايا يومية وعالجها بأسلوب ساخر.

لديك انتماء للمسرح، الا تخافين من ان يسرقك من التلفزيون؟
ابتعدت فترة عن التلفزيون بسبب رحيل عصام لانه صدمني وأدخلني في حالة من اليأس اذا صح التعبير مما اثر على نفسيتي تأثيرا بالغا، فكان المسرح مفتوحا امامي مع ندى ابو فرحات حيث شاركت في مسرحية" الفراشات الحرة" الى جانب كارمن لبس .الممثل مثل الجندي تماما لا يعرف على اي جبهة يستقر حاله.

ما هي مواصفات نجمة الدراما اليوم، ولماذا انت بعيدة عن النجومية؟
بصراحة نجومية اليوم تقوم على مواصفات انا لا املكها ومن ابرزها القوام الممشوق والجمال المقولب. للاسف الشديد هذه متطلبات النجومية لدى المنتجين الذين يتحكمون بالانتاج، وهذه المواصفات موجودة في اماكن بعيدة عن عالمي.

برأيك ما هو السبب في هذا التحول لدى المنتجين؟
سيطرة الاعمال التركية والتشبه بها وتقليدها هي السبب، لاننا شعب ينبهر بكل ما يأتيني من الغرب.

هل انت مقتنعة بمصداقية النص في المسلسل اللبناني والموضوعات التي يطرحها؟
ابدا، فاحيانا تكون الاحداث ماضية في مسارها الصحيح بالخط الدرامي في المسلسل، وبصورة مفاجئة تتحول الى منعطفات اخرى وهذا نوع من المماطلة واللغط.

تدرّبين طلابا في محترفٍ للتمثيل، ماذا اضاف اليك ذلك من جديد؟
هو محترف للتدريب على التمثيل وكيفية تفريغ الطاقة وسبل التعاون على اكتشاف المرء لجسده و احاسيسه . التدريب ساعدني على ليونة التركيز لديّ واعطاني راحة جسدية ونفسية. ونحن في نهاية كل موسم دراسي نقيم عملا مسرحيا يعده ويعرضه الطلاب وغالبا ما يكون كناية عن مشاهدات من حياتهم.

​​​​​​​هل تؤيّدين ظاهرة الفنانين الذين يعبّرون عن آرائهم وانتماءاتهم السياسية؟
من الافضل برأيي ان يكون الفنان حياديا انما هذه الظاهرة تنم عن الحرية الفردية ونحن نعيش في بلد ديمقراطي .

وبما اننا نتحدث عن الحرية، اين تكمن العقدة السياسية داخليا في لبنان، برأيك؟
نحن شعب اصم لا يستمع للآخر ولا يفتح قلبه للتفاصيل الصغيرة.

شبكات التواصل الاجتماعي اثّرت علينا سلبا ام ايجابا؟
بالمفهوم العام أثّرت سلبا وخلقت نوعا من الفوضى وعدم التمييز بين الصح والخطأ. انما بالمفهوم الخاص سهّلت الكثير من الامور وجعلت المعلومة جاهزة لكن في الوقت نفسه،خلقت هذه الشبكات عند بعض الناشطين عقدة العظمة والكبرياء.

من هي باتريسيا نمور ما بعد الارتباط والزواج؟
الزواج يغير فينا اشياء كثيرة لم تكن في الحسبان فأنا اعيش حياتي الزوجية بشغف كبير وأسعى بكل طاقتي لابعاد الملل والرتابة عنها.

هل أثّرت الامومة على ادائك كممثلة؟
بالطبع، جعلت مني امرأة قلقة لا ترضى بالتسويات بل تريد الغوص حتى الاعماق بكل قضية تشغلها و رفعت ايضا من منسوب الاحساس عندي فزادتني هدوءا وأبعدتني عن العصبية وأدخلتني عالم التأملات.

​​​​​​​لاي مدى أثّر غياب الممثل عصام بريدي عليك؟
شلّني غيابه وشكّل عندي ضربة موجعة خصوصا واننا نجحنا معا في مسلسل " آدم وحواء"، فاصبحت غير قادرة على قبول اي عمل تلفزيوني حتى عملت مع ندى ابو فرحات في المسرحية -كما سبق وذكرت- وبدأت استعيد ذاتي فنيا . انا اعتبر ان عصام هاجَر الى بلد بعيد ولكننا سوف نلتقيه يوما.

ما الذي يعزّ في نفسك فنيا؟
يعزّ على نفسي غياب زميلات سطرنّ اعمالا رائعة امثال فيفيان انطونيوس وهند باز وكارول الحاج التي تطل علينا باطلالات متقطعة. للاسف منتجو هذه المرحلة يهتمون بالاشكال الخارجية ولا يفكرون بالممثلات القديرات.

باتريسيا نمور وعدتني بسبق صحفي تعلنين عنه حصريا لموقعنا؟
صحيح، انا حاليا اتحضر لعرض مسرحية انسانية اجتماعية العبها مونولوجا اي صولو لوحدي على المسرح، وفور الانتهاء من كافة التحضيرات والاستقرار على عنوان ثابت لها، سوف أُزوّدكم بالتفاصيل.