في تغطية خاصة للفن- حلقة جديدة من برنامج "​​هلا كل خميس​​"، قدمتها اليوم الإعلامية رئيسة تحرير موقع "الفن" ​​هلا المر​​، عبر إذاعة ​​راديو سترايك​​ على الموجتين 97,7 و97,3 ، عند الساعة الخامسة عصراً.

خصّصت هلا القسم الأول من الحلقة لاستذكار أعمال راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع سابقاً، المطران أندريه حداد الذي توفي يوم امس.

هلا قالت إن العيد يأتي حاملاً غصة كبيرة كوننا فقدنا رجلاً عظيماً من عظماء بلادي فهو رجل حارب وثار ودافع عن الشباب اللبنانيين وصلّى مع جميع الأشخاص سواء فقراء او مدمنين في زحلة وكل لبنان.

وتابعت أن الرجاء بالقيامة هو الذي يبقى، والمطران سيقوم من بين الأموات ويكون على يمين الله، وهو حامينا في لبنان ويصلي لنا. وذكرت هلا أن المطران كان مسؤولاً عن الكلمة من خلال المحاضرات التي ألقاها والكتب التي كتبها، "هو رجل دين يبارك ويتجسد يسوع بين يديه ويرسله لكل العالم".

وتذكرت هلا مدى تأثّرها حين قامت بالزيارة الأخيرة له حين كان يرقد على الفراش وكانت برفقتها المرنمة ريما الترك والأب مروان غانم، وطلب الراحل من ريما ان ترتل له ترتيلة عن مريم العذراء.

وتضمنت الحلقة مداخلة مع المرنمة و نائب رئيس جمعية نسروتو ريما الترك ،وهي صديقة مقربة من المطران، فروت ان المطران زارهم حين افتتحوا "نسروتو- أخوية السجون في لبنان" في زحلة، ورأى ان ليس لديهم مركز خاص للجمعية بل منزل مستأجر، ومنذ ذلك الحين بدأ بمساعدتهم في دفع إيجار المنزل.
كما أنه استمر في زيارة المدمنين وأعطاهم الكثير من الارشاد الروحي ووزع عليهم كتباً روحية، رغم كل انشغالاته، وتابعت ان المطران كان يتناول الطعام مع المدمنين من جميع الطوائف وحين مرض بات المدمنون يتوجهون لزيارته.
هلا وصفت المطران برجل المواقف والقرارات فكان يخدم الجميع ويُطبّق تعاليم الإنجيل.
ريما تعلمت من المطران المثابرة والعطاء على الرغم من كل العوائق ، وروت أن المطران كان يصر في مناسبة "خميس الجسد" عندما يقوم بتطواف جسد المسيح في كل شوارع زحلة، على ان ينزل الناس من بيوتهم للمشاركة في مسيرة التطواف وعدم الاكتفاء بالمشاركة من على الشرفة، وكان يطلب من السيدات الإحتشام.

وكان المطران يلعب البينغ بونغ مع الشباب في الكشاف، وكان يحب الجوقات ويدعم الشبيبة.
وأعلنت ريما أن الريسيتال الذي كان من المقرر أن يقام يوم السبت تم تأجيله إحتراماً لوفاة المطران والحزن الكبير عليه.
وذكرت ريما ان هلا المر كانت غالية على قلب المطران وكان يسعد برؤيتها.

الإعلامي جوني منيّر، شارك بمداخلة في الحلقة وهو الذي كانت له تجربة خاصة ومؤثرة مع المطران، فقال إن جميل المطران لا يمكن أن ينساه وروى ما حصل معه :"في 11 تموز 1986 اتت المخابرات السورية إلى منزلي في زحلة ليعتقلوني فدخلت لأرتدي ملابسي وتمكنت من الإتصال بالمطران على رقمه الخاص خلسة لطلب المساعدة منه كونه كان يُخرج الشباب المعتقلين من السجون".
وتابع جوني أن المخابرات كشفته وهو يتحدث عبر الهاتف فأقفلوا الخط بوجه المطران وأخذوه إلى عنجر، وبقي هناك 45 يوماً .
واستدرك :"منذ أول ليلة كان المطران يسعى لإخراجي والتقى بغازي كنعان مرات عديدة حتى قرر ان يزوره ليلاً برفقة ايلي الفرزلي لابساً ملابسه الكهنوتية، وطالبه باخراجي من المعتقل، فنظر غازي إلى أيقونة المطران (وهي عبارة عن صليب من ذهب مرصّع بالأحجار الكريمة) وقال له انها جميلة وكرّرها مرات عديدة حتى غمز الفرزلي المطران ففهم واعطى أيقونته لغازي كنعان مقابل اخراجي من المعتقل وبالفعل تم الامر".
وقال جوني ان المطران حين خرج من الجلسة وسُئِل كيف يتخلى عن الأيقونة قال: "إذا كانت الأيقونة بتخلّص روح هيدي الأيقونة معمولة لتخلّص أرواح". (وهنا بكى جوني منير).


وذكر جوني ان كل المحتاجين كانوا يتوجهون إلى المطران ليساعدهم وبالفعل كان يقوم بذلك ولا يخبر احدا.
وتابع أن ما يميز المطران أنه كان رجل قرار ويقوم بواجباته الدينية وكانت لديه صفة القيادة.
وأضاف جوني أنه أحياناً كان يختلف بالرأي مع المطران إلا انه لم يكن حقوداً بل بعد ساعات يتصل به ويدعوه إلى العشاء.
وقال ان قرارات المطران أنقذت زحلة من الكثير من الامور السيئة التي كان من الممكن ان تحصل .
وعبّر جوني عن حزنه حين كان يرى تدهور صحة المطران وروى أن الراحل حين تقاعد ترك في صندوق مطرانية زحلة حوالى 3 مليون دولار وجمع الكثير من المال لبناء الكنيسة التي هدمت.

ترقبوا غداً القسم الثاني من تغطية الحلقة التي تضمنت لقاء مع المؤلف الغنائي طوني ابي كرم.