مخرج سينمائي أثّرت أعماله بالجمهور بشكل ملفت وساهم في صناعة عدد كبير من فناني الزمن الحالي، حتى أن كثيرين لم ينجحوا في أفلام أخرى قدموها بعيدا عنه، وفي كل أعماله يساهم في تقديم الوجوه الجديدة، وعلى الرغم من غيابه عن الفن لسبعة أعوام بسبب عمله كعضو في البرلمان، إلا أن شوقه للعودة الى لسينما كان حاضرا دائما ومُسيطرا عليه، ليعود بتجربة جديدة وهي "كارما".

.. هو المخرج خالد يوسف الذي يتحدث لـ"الفن" عن تفاصيل فيلمه الجديد وسر إختياره لنجوم تعاون معهم من قبل، ومن هي النجمة التونسية التي يُقدمها للجمهور للمرة الاولى ويرد على الكثير من التساؤلات حول فترة عمله بالساحة السياسية ويُبدي رأيه في الفنان محمد رمضان والكثير من التفاصيل في اللقاء التالي.

ما الذي دفعك للعودة الى السينما في هذا التوقيت بعد غياب لسنوات من خلال فيلم "كارما"؟
كانت لدي أشواق العودة للسينما من بعد ثورة 25 يناير ولكن الأحداث توالت وفرضت نفسها، كما أن ما حدث في الوطن العربي من أحداث سياسية جعلني لا أُفكر في ترك مهمتي في العمل بهذا المجال كعضو مجلس شعب إلى أن مرت السنوات وسرقتني حيث لم أشعر بأنني عند تصاعد هذه الأحداث ذهبت لتقديم أعمال فنية، ولكنني أعتبر نفسي عُدت لمكاني الطبيعي.

وهل أنت نادم على غيابك عن الفن لسبعة أعوام؟
بالتأكيد.. ولكن كان لدي شوق دائم للعودة الى الفن والسينما، وعندما وجدت الفرصة المناسبة عدت بتجربة جديدة أطمح أن تُحقق نجاحا كبيرا في الفترة المقبلة.

وماذا غيّرت فيك السياسة؟
ليست السياسة بشكل خاص التي غيّرت وانما تجربتي في البرلمان هي التي غيّرت بي بعض الأشياء. فما نعيشه اليوم غير الغد، ونحن نتغير كل يوم.. فما بالك بكل ما حدث من تغييرات على الساحة خلال السنوات الأخيرة.

وهل هناك علاقة لفيلم "كارما" بثورة 25 يناير؟
الفيلم ليس له علاقة بثورة 25 يناير على الإطلاق، ولكن العلاقة الوحيدة للفيلم بالسياسة فيما يخص التغييرات التي طرأت على الإنسان المصري فقط، ولكن بشكل مباشر ليس لها علاقة بالثورة على الإطلاق.

وما هو تعليقك على تكريمك من قِبل مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الأخيرة؟
عندما أبلغوني بالتكريم من مهرجان الإسكندرية لم أتخيل حجم الحفاوة بي وذلك في ندوة التكريم من خلال تواجد الحضور والكثير من صُناع السينما وسعدت للغاية بالتكريم و الحفاوة وبحضور صناع السينما الكبار جميعا.

ولكن ألم تجد اي تعارض بين تكريمك بمهرجان الإسكندرية وعملك كمراقب للمهرجان من قِبل اللجنة العليا للمهرجانات؟
القرارات ليست بيد اللجنة بل ان السلطات المطلقة هي بيد الوزير، ونحن لسنا أصحاب القرار. مهمة اللجنة هي تقديم التوصيات للوزير وهو صاحب القرار في أن يأخذ بها ام لا، لذلك فلم أجد أي تعارض بين الإثنين، كما أن لدي ضمير حي وأعضاء هذه اللجنة يأخذون قراراتهم بالغالبية وبديمقراطية كاملة وأنا صوت من ضمن عشرين صوت باللجنة.

وكيف تصف تجربتك على الساحة السياسية من خلال عملك كعضو في البرلمان؟
انا أعتز بهذه التجربة ولست نادما عليها لأنني قمت بما أستطيع عمله وقلت كلمة الحق عندما كانت كلمة الحق تُكلف أصحابها أشياء فادحة، ولم أتقاعس أو أتخاذل ولم أخف ومازالت أقول كلمة الحق حتى الآن.

​​​​​​​وهل مورست عليك ضغوطات معينة خلال عملك بهذا المجال؟
انا لا اقبل الضغوطات على الاطلاق من اي نوع كانت، فأنا لا أخاف ولم ترهبني السلطة أو الفشل ولم يكن للخوف مكان في قلبي على الإطلاق.

وكيف وجدت آراء الناس في أفلامك التي توقعت الثورة وخصوصا فيلم "دكان شحاته"؟
كل المشاهد التي قدمتها في "دكان شحاتة" أو "حين ميسرة"، لم يصل معناها الا بعد أحداث 25 يناير، فسواء الإنفلات الأمني اوالخوف من الإرهابيين وما يسمون أنفسهم بالإسلاميين وصولا الى حظر التجول. فكل ما جاء في فيلم "دكان شحاته" جعل الجمهور والمنتجين يفهمون أنني كُنت أرى مسبقا ما سيحدث على الساحة، و بشكل كبير.

وما الذي حمّسك لفيلم "كارما"؟
أنا كاتب الفيلم وهي تجربة جديدة أقوم بها والفيلم قيمة درامية جديدة بالنسبة لي، وأقوم بتجربة أسلوب جديد لم أقم به من قبل واحاول أن أواكب العصر والمتغيرات التي حدثت.

​​​​​​​وماذا عن تجربة الكتابة، هل كانت مختلفة بالنسبة اليك؟
تجربة بالتأكيد مختلفة وأتمنى أن تُحقق نجاحا لأنها برؤية سينمائية جديدة، كما أنني أرى أنه من الجيد أن يكتب المخرج لنفسه في بعض الموضوعات لان هذا يشكل في النهاية رؤية عامة للعمل الفني.

​​​​​​​ومن هي "كارما" التي يحمل إسمها الفيلم؟
هي طفلة عمرها خمسة اعوام، ولا أحب أن أُدلي بأي تفاصيل أخرى بخصوص محتوى الفيلم بل أتركه ليكون مفاجأة للجمهور.

وما السبب وراء إختيارك لنجوم مكررين مثل غادة عبدالرازق وعمرو سعد وغيرهم ممن تعاونت معهم من قبل؟
لأنهم يناسبون الأدوار، فأنا أفكر في من يستطيع أداء الشخصية من دون أن أنظر الى حجم جماهيريته أو نجوميته، وأكتشف نواحي جديدة في الفنان وأقوم بتوظيفه بالشكل الذي أراه صحيحا.

وهل ساهمت الجهة الإنتاجية في عودتك للسينما؟
بالتأكيد..فحماسها لي ولعودتي للسينما كان أحد الاسباب.

تسعى دوما لإكتشاف الوجوه الجديدة.. فمن هي "كارما" في فيلمك الجديد؟
هناك وجوه جديدة في العمل من بينهم فنانة تونسية إسمها "سهر" وأتوقع أن تكون نجمة جديدة، وأتمنى النجاح والتوفيق لكل الفنانين المشاركين في الفيلم.

​​​​​​​وما رأيك في الممثل محمد رمضان؟
لا أحب أن أذكر آرائي في الفنانين، فأنا أحب محمد رمضان وأراه ممثلا مميزا للغاية.

وما موقفك من عمله معك لو سنحت الفرصة؟
اذا كان هناك دور يليق به فبالتأكيد أحب أن أتعاون مع محمد رمضان.

وفي النهاية.. البعض يصف أعمالك بتوقع المستقبل.. فما ردك؟

ليس توقع بل هو إستشراف للمستقبل وليس أكثر من ذلك، وهذا حدث بالفعل في عدة أعمال قدمتها من قبل على غرار "دكان شحاته" و "حين ميسره" وغيرها من الاعمال.