تعمل بشغف كبير بعيداً عن المنافسة، كل مسلسلاتها حققت نجاحاً كبيراً، أهمها كان مسلسل "مش أنا" الذي فاق نجاحه كل التوقعات، وأيضاً مسلسل "الحب الحقيقي" الذي يعرض حالياً وتتولى شركتها تنفيذ عملية الانتاج فيه.

منتجة ذكية حسنة الادارة تدرك الظروف الصعبة للدراما اللبنانية ومع ذلك لم تستسلم،"تعرف من أين تؤكل الكتف"، بقيت في لبنان ومستمرّة بتقديم ما يرضي ذوق الجمهور وبأجمل طريقة ضمن الامكانيات المحدودة، فرص كثيرة قدمتها للشباب الخرّيجين، آمنت بقدراتهم و يحصدون اليوم نجاحهم معاً. هي المنتجة اللبنانية مي أبي رعد، المرأة المثقفة التي معها كان لنا هذا اللقاء الحصري.

تصوّرون حالياً الجزء الثاني من "الحب الحقيقي" أليست هذه مخاطرة؟
كل عمل من بدايته يكون مخاطرة، مثلاً مسلسل "فاميليا" كان مؤلفا من جزئين وكذلك مسلسل "وين كنتي" وغيرهما، كلها مسلسلات لاقت نجاحاً. وهنا برأيي جميلة المخاطرة وفيها تحدًّ، لا نستطيع أن نبقى مكاننا في منطقة الأمان.

نلاحظ أن "كاست" مسلسلاتك تختلف كليا بين مسلسل وآخر؟
لا أقصد ذلك، ولكن نفكّر بالممثل المناسب في العمل المناسب. إنه ليس هدفاً نسعى لتحقيقه، بل يهمنا أن نجمع كافة الممثلين اللبنانيين في مسلسلاتنا لأنهم كلّهم قيمة مضافة للعمل ولكن بشرط أن يكونوا في محلّهم! لا أستطيع أن أسند دور صبية في ال 30 من عمرها لممثلة دخلت بال 50 سنة والعكس صحيح".

اليوم باتت كل المسلسلات تعتمد على الحب الثلاثي وصراع رجلين على امرأة... هل هي موضة الأعمال الدرامية؟
ربما، الا اننا قلبنا هذه المعادلة، "الحب الحقيقي" قائم على إمرأة حائرة بين رجلين لأن الإثنين يحبونها ولكن الظروف لم تكن مناسبة، فهي تحارب الظروف الى جانب العديد من القصص الداخلية.

هذا التعاون هو الثاني مع المخرج جوليان معلوف، لماذا؟
نعم، لأن جوليان تمرّن معنا في الشركة منذ انطلاقته، ولذلك له الاولوية. أخذ أوّل فرصة في "مش أنا" ونفذّها بأفضل طريقة بالظروف الموجودة. وطالما انه يتقدّم ويعطيني رؤية أفضل سأعطيه فرص أكثر. والنص الذي يرفضه جوليان لا أنفذه.

لماذا لا تأتين بفنان لغناء تيتر مسلسلاتك؟
لأنها موضة العصر وليست ضرورية. لو عُرضت علينا أغنية مميزة لكنّا أخذناها ولكننا لن نفتّش عن أغنية حتى نضمن النجاح لأننا متأكدين من نجاح المضمون الذي ليس بحاجة للتسويق بطريقة الاغنية.

في ظل الأزمة التي تحصل في التلفزيونات اللبنانية ماذا عن حجم الميزانية المرصودة لهذا العمل؟
الميزانية هي ميزانية التلفزيونات اللبنانية التي فيها 4 مليون مشاهد، هذا هو السوق اللبناني، صغير جداً والميزانيات الكبيرة غائبة لأننا لا نستطيع البيع للدول العربية فنحاول "تدبير الامور". لدينا مواهب كثيرة في لبنان تنتظر الفرص لتعطي أفضل ما لديها ولكن الأهم كيفية الإختيار لأن المال لا يضمن النجاح.

كيف تقيّمين المرحلة اليوم، هل هناك تطوّر في الدراما اللبنانية؟
المرحلة صعبة ولكنها تتطوّر بفضل الخريجين الجدد."أنا بنفس ال Budget اللي شغلتو السنة أفضل من اللي اشتغلتو بالسنين القبل وبنفس الرقم".

يقال إن التلفزيونات هي من تطلب اليوم مسلسلات لبنانية منقولة عن أفلام أميركية؟
ليس صحيحا، التلفزيون بحاجة لعدد ساعات معين ليس موجودا لدى الكتّاب اللبنانيين. قرأت فوق ال 100 قصة كلّها لا تصلح للتصوير. لدينا أسماء كبيرة موجودة اليوم في أماكنها أنا لا أتكلّم عنها، بل أتكلم عن المواهب الجديدة التي بحاجة للمراقبة والتوجيه.

ومن المسؤول عن هذه المراقبة والتوجيه؟
لا أعلم، نحن في G8 production ، قمنا بمحاولة ارتكزت على مجموعة من الكتّاب ولكن لا نعرف إذا لدينا وقت كاف للاستمرار.

تلومين المنتجين اليوم؟
المنتج رجل أعمال عليه الاستثمار لذلك لا أضع اللوم على أحد. ألوم وضع لبنان لأن كل منتج قدّم أفضل ما لديه بإمكانيات محدودة. وزوجي من الأشخاص الذين توجهوا للإنتاح في مصر ولكن أنا اخذت قرار أن استمرّ في لبنان وبهذه الظروف.

وما هو سر النجاح برأيك؟
عندما يعمل الانسان من قلبه وبشكل مدروس لا مهرب من النجاح. سوء الادارة قد تحطّم العمل ونحن اليوم فريق عمل مؤلف من 60 شخص.

هل تهمك المنافسة في رمضان؟
أنا لا أحب أن أكون بمنافسة، أعمل بسبب شغفي بهذه المهنة. الى أين ستوصلني المنافسة؟ إذا كانت ستوصلني الى Hollywood فسأدخلها حتماً.

من هي النجمة التي تلفت إنتباهك اليوم؟
كل النجمات اللبنانيات جميلات، ولكن لو يحاولن أن لا يعشن النجومية، بل يعشن الشغف لأنه أجمل.

برأيك، ما هو أكثر ما يخيفهن؟
أن يأتي ممثل أو ممثلة من غير جنسية ويأخذ مكانهن وأتفهم ذلك. أنا أيضاً أفكّر مرتين إذا منتج غير لبناني أتى وأخذ مكاني أسأل لماذا؟ هذا بلدي.

هل هناك مشروع سينمائي جديد تستعدّين له؟
أقرأ نصاً ولكن لا أعلم ما إذا كنت سأنفذه..النص فرنسي كتبه لبناني والميزانية فرنسية.

ماذا عن مشاريعك الجديدة؟
أحضّر مسلسلاً يكتبه حالياً طارق سويد. إضافة لمسلسل كتبه وليد زيدان يحمل عنوان "بيني وبينك"، من بطولة كارلوس عازار ووجه جديد، إخراج رندلى علم.