في اول مشاركة للممثلة اللبنانية ديامان بو عبود في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حصلت منه على جائزة أفضل ممثلة، وذلك عن ادائها لدورها في فيلم "في سوريا"، الذي نال اشادات واسعة من الجمهور والنقاد، حيث عبّر الفيلم عن الظروف الصعبة التي يعيشها اهل سوريا في ظل الحرب وغياب الامان.


ديامان قالت في تصريحاتها لنا، إن ترشيحها للمشاركة في الفيلم جاء خلال تصويرها لدورها في فيلم لبناني بعنوان "طالع نازل"، مع المخرج محمود حجيج، حيث عرض عليها مدير تصوير بلجيكي، تقديم فيلم "في سوريا"،كونه يعمل ايضا كمخرج.
وارسل اليها تفاصيله والسكريبت الخاص به وكذلك حدد الدور الذي ستقدمه وهو حليمة التي يُقتل زوجها وهو يمشي في الشارع من قبل بعض القناصين الذين احتلوا المنطقة، ووجدت في الشخصية الكثير من الاحاسيس والمشاعر التي رغبت في نقلها للمشاهد.
واوضحت ديامان ان العمل يتضمن مجموعة من المشاهد الصعبة ذكرت ابرزها في مشهد التعدي عليها من قبل احد القناصة ثم قرارها بالخضوع اليه بعدما عقدت معه اتفاقا لحمايتها وحماية العائلة التي تعيش معها من جيرانها وايضا الا يلمسها القناص الذي رافقه في اقتحام الشقة.
للشخصية حتى تصل حالتها للجمهور الذي يتأثر بها، وهذا ما تسبب في وجود تداعيات بالاحداث فيما بعد وكنا حريصين على الاّ يخرج هذا المشهد بشكل ينفر منه المتابع انما جاءت معرفة ما يحصل عبر نظرات البطلة وهي حليمة، وكانت هذه تفاصيل ذكية ومهمة من المخرج".
ولفتت الى انها اجرت العديد من التحضيرات مع فريق العمل قبل تصوير هذا المشهد وبقي فقط الاستعداد النفسي لديها لكي تتهيأ لتقديم المشهد عبر ملامح وجهها، وهو الامر الذي اكدت صعوبته.

تفاعُل ديامان مع الشخصية التي جسدتها، جعل البعض يُرجّح انه لا بد من ان تكون صديقة لها، او احدى معارفها قد عاشت هذه الظروف من قبل، لكنها نفت ذلك تماما، مشددة على ان تفاعلها جاء من واقع معايشتها لظروف الحرب في لبنان، وكانها انتقلت بالكامل الى داخل منزلها حيث الرعب والقلق والخوف كما لو كانت الحياة قد توقفت.
وقالت: "صورة اجتماعي مع اهلي داخل المنزل خوفا من الحرب والضرب ليست واضحة في ذهني لكنها توجعني وتؤلمني كلما تذكرتها ومهما حكيناها لا يمكن لاحد ان يتخيل حقيقتها لانه لم يعشها فهي تترك في الفرد اثرا يجعله حساس بشدة ويتاثر سريعا بمثل هذه القصص"
وتابعت:" ارى ان قرار الشخصية بالاستسلام للمعتدي هو قرار محوري يعود الى تغلّب غريزتها كأم على كونها امراة تتعرض للاعتداء، اذ رفضت الاختباء وضحّت بنفسها لكي تحمي البيت والعائلة".
ديامان بو عبود، اكدت على وجود اهتمام بضخ المزيد من الافلام التي تتناول الحرب في سوريا، معتبرة ان هذا هو دور الفن والسينما عموما بغض النظر عن جنسيات مقدميها واتجاهاتهم السياسية قائلة: "الموضوع له وجهة نظر انسانية بحتة حتى اننا في فيلم "في سوريا"، لم نقدم الحرب انما تابعنا تأثيراتها من خلال يوميات شخصيات العمل السينمائي. وقد يجد بعض صناع الافلام انه يجب الانتظار لمعرفة ما سيؤول اليه الوضع السياسي بشكل كامل لتقديم عمل ما ، فهذه وجهة نظر تخصهم وقرار شخصي يعود لكل واحد منهم وما يرغب في تقديمه بحسب المعالجة التي يجدها مناسبة."
ديامان قالت إنها كانت تتمنى ان يحصد فيلمها جائزة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لتشعر بانها ادت واجبها بالشكل المطلوب في الفيلم وضميرها يصبح مرتاح نحوه اذ بذلت مجهودا كبيرا في العمل الذي استغرق تصويره من 25 الى 28 يوم.
وأهدت ديامان جائزتها لكل شخص في العالم يناضل كل يوم ليكون موجودا ويحافظ على حياته، بغض النظر عن الظروف التي يعيشها والتي قد لا تكون حربا انما انسانية عامة، وايضا لكل شخص حمل له الفيلم شيئا، لأن الرسالة منه تكون قد وصلت بطريقة صحيحة وبالتالي اكون قد قمت بواجبي بشكل كامل.
​​​​​​​وعلى عكس الكثير من الفنانين ممن يعيشون حالة الشخصيات لشدة اندماجهم بها، نجد ان الممثلة ديامان ابو عبود، تخلصت من الدور بسرعة وهي تستعد لتصوير عمل سينمائي آخر، وأعادت السبب وراء ذلك الى معرفتها بأن هذا تمثيل وغير حقيقي والممثل هو الاداة واللوحة الفنية التي يشكلها جسمه وعقله واحساسه وخياله ايضا الذين تم وضعهم في هذه الظروف، مع ادراكها جيدا ان هذا ما تعيشه الشخصية وليست هي نفسها، وهذا يساعدها كثيرا على الخروج من دور للدخول في دور آخر.
بطاقة تعريف الجمهور المصري ديامان، كانت عن طريق مسلسل "روبي"، الذي شاركت في بطولته الى جانب سيرين عبد النور ومكسيم خليل وامير كرارة ومن بعدها لم تكرر ديامان الحضور في الدراما المصرية، وعن السبب وراء ذلك تقول انه كان عدم تلقيها
عروضا جذابة تدفعها لتجديد حضورها في هوليوود الشرق، مؤكدة انها تتشرف بالحضور فيها اذ تجد ان نجومها يتمتعون بجماهيرية واسعة في العالم العربي لكنها لم تستطع مشاركتهم لان الادوار التي رُشّحت لها لم تكن جيدة.

​​​​​​​واوضحت ديامان ان آخر فيلم لها كان بعنوان "القضية 23"، للمخرج زياد الدويري، والذي تم عرضه في مهرجان الجونة السينمائي بدورته الاولى ونال اشادات عديدة وحصد جائزة منه ايضا وهو ما جعلها تشعر بسعادة كبيرة، وكانت تتمنى حضور المهرجان لكن تأخّر حصولها على الفيزا منعها من ذلك.
ويحكي الفيلم عن شخص لبناني وآخر فلسطيني وقع خلاف بينهما وصل للمحكمة وتلعب ديامان دور محامية للطرف الفلسطيني والفيلم شارك في بطولته عادل كرم.
وعن مشروعاتها الجديدة، كشفت ديامان انها تستعد لتقديم مسرحية ليتم عرضها في فرنسا وبلجيكا وتقرأ حاليا السيناريو لفيلمين هما قيد الاعداد.