طارق الشناوي: أفلام أجنبية كثيرة واجهت صعوبات التصوير بمصر مؤخرا

مُسعد فودة: ملف الافلام الاجنبية ضمن أولويات النقابة منذ سنوات

خيرية البشلاوي: ملف تصوير الأفلام الأجنبية إفادة لمصر ومن الضروري إيجاد الحلول له

عمر عبدالعزيز: تصوير الأفلام الأجنبية بمصر سيخلق فرصا لصُنّاع السينما المصرية للعمل معهم

فاروق صبري: الحل الوحيد هو إختيار لجنة من كل الوزارات المعنية تُنهي تراخيص تصوير الأفلام الأجنبية بسهولة

منذ سنوات وملف السينما الأجنبية في مصر يواجه عراقيل عديدة على الكثير من الأصعدة سواء بخصوص أزمات تصوير بعض الأفلام الأجنبية بمصر، أو بخصوص أزمات إقتصاص هذه الاعمال من دور العرض السينمائية المصرية والمطالبات بتقنين عددها لحماية السينما المصرية من الإنهيار، حتى بات اكبر عدد من النسخ التي يتم طرحها في الوقت الحالي لأي فيلم أجنبي معروض بمصر هو 10 نُسخ. لكن الأزمة الأساسية تُكمن في الصعوبات والعراقيل التي تضعها الجهات المعنية أمام صُناع السينما الأجنبية الذين يأتون سعيا الى التصوير بالكثير من الاماكن في مصر وتُقابَل طلباتهم بالرفض، حتى أنهم أصبحوا يضطرون لبناء ديكورات شبيهة ببعض الأماكن في مصر! فالمغرب مثلا يتوجه لبناء ديكورات شبيهة بمنطقة الأهرامات وابوالهول وبدأ بعض صُناع السينما الأجنبية بالتوجه للتصوير هناك، وهذا يعني أن الإستغناء عن مصر في تصوير الأفلام الأجنبية لن يكون في صالح مصر التي يجب ان تسهل التصوير لديها لما في ذلك من ايجابيات على السياحة وإظهار معالمنا السياحية للجمهور في الخارج، إلى جانب تعامل صُناع السينما الأجنبية مع المؤسسات المعنية بمصر بالدولار وهذا حل للأزمة الموجودة منذ فترة... "الفن" يُناقش هذه الأزمات في التحقيق التالي الذي نتحدث فيه مع بعض المعنيين بالأمر ويكشفون لنا تفاصيله.

أولويات النقابة

في البداية تحدثنا إلى مُسعد فودة، نقيب المهن السينمائية الذي تحدث عن أهمية ملف تصوير الأفلام الأجنبية في مصر ووضعه ضمن أولويات النقابة والعمل عليه منذ سنوات من دون أن يكون حديث الولادة، مؤكدا على تواصله مع عدة جهات معنية بفكرة تصوير الأفلام الأجنبية بمصر والكثير منهم إستجاب، ولكنه يقول إن التغييرات الوزارية الكثيرة التي طرأت خلال السنوات الخمس الأخيرة، كانت سبب في تعطيل القرارات الخاصة بهذه الأعمال.

وتابع فودة قائلا: "الفكرة نفسها تكمن في إمكانية إدخال كاميرات ومعدات التصوير لمصر، فهناك جهات كثيرة معنية والموضوع له عدة نواحي لابد من الجمع في ما بينها لايجاد حل جذري لهذه الأزمة، فضلا عن إرتفاع أسعار التصوير بمصر سواء على الأفلام الأجنبية أو المصرية بالمناطق الحيوية، وقيام المغرب بخطوة بناء ديكورات عوضا عن بعض المناطق بمصر، هو مؤشر يدق ناقوس الخطر ويشكل تنبيها للجهات المعنية لمحاولة حل هذه الأزمة سريعا".

هيئة واحدة

الناقد طارق الشناوي، أكد على أهمية تأسيس هيئة واحدة منوطة بما يخص تصوير الأفلام الأجنبية بمصر على غرار اللجنة الخاصة بهذا الامر بالمغرب، مؤكدا على أن ذلك سيحل الأزمة بمنتهى السهولة كي لا يتم إجهاد مسؤولي الأفلام الأجنبية الذين يرغبون في التصوير بمصر وذهابهم لعدة منصات حكومية من أجل الحصول على التراخيص مما قد يجعلهم يفضّلون الذهاب للمغرب أو التصوير بديكورات بديلة.

وأشار الشناوي إلى أن هناك عدد من الأفلام الأجنبية التي واجهت صعوبات في تصويرها داخل مصر خلال الفترة الأخيرة، وأضاف قائلا: "الفكرة نفسها أن ملف تصوير الأفلام الأجنبية في مصر يخص جهات كثيرة من بينها وزارة الثقافة والآثار والسياحة والداخلية، ومن الضروري وجود شباك واحد يخص مطالب تصوير هذه الأفلام لأنه من الصعب التوجه لكل هذه الجهات للإنتهاء من التراخيص الخاصة بالتصوير، والأمر بالنسبة لي اراه إفادة لمصر ومن الضروري إعادة النظر فيه وتصحيح مساره في الوقت الحالي لعودة تصوير الأفلام الأجنبية بمصر وخصوصا أن هناك أعمال تم تصويرها بمصر خلال السنوات الأخيرة وحققت إيرادات عالية للغاية".

تسهيل الإجراءات

من جانبها، تؤكد خيرية البشلاوي على أن هناك الكثير من الأفلام التي ترغب في التصوير بمصر يتم رفضها بسبب إختلاف معتقداتها وقصصها عن المضمون والثقافة الشرقية، فهناك أعمال قد تُظهر صورة مصر بشكل سيء وهذه يتم رفضها ولا يمكن قبولها، ولكن طالما أن الفيلم إجتاز مرحلة الرقابة بعد قراءة السيناريو فهي لا تتكلف عندها سوى مبلغ ضئيل للغاية. ومن الضروري تسهيل الإجراءات الأخرى لصُناع هذه الأعمال من قِبل الجهات الأخرى المختصة".


​​​​​​​فائدة كبيرة

المخرج عمر عبد العزيز، اكد أن هناك فائدة كبيرة من تصوير الافلام الأجنبية بمصر الى جانب تنشيط السياحة والمكاسب المادية.. وقال: "صناع الافلام الأجنبية عندما يأتون للتصوير في مصر يصطحبون فريق العمل الأساسي ويتم الإعتماد على عناصر كثيرة من الدولة التي سيتم التصوير فيها، لذا فهذه حلول لخلق فرص عمل للشباب والتواجد بالأفلام الأجنبية وإبداعهم، وأعتبر ذلك وسيلة تحفيزية لتسهيل مهام هذه الأعمال".

إرتفاع أسعار التصوير

​​​​​​​هذا وأوضح المنتج فاروق صبري رئيس غرفة صناعة السينما، أن هناك الكثير من الأزمات التي تلاحق تصاريح تصوير الأفلام المصرية بالشوارع الخارجية والمناطق العامة ومن الضروري ايجاد حلول لها بسبب إرتفاع أسعار التصوير فيها، مؤكدا على أن الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لتصوير الأفلام الأجنبية بمصر، موضحا أهمية وجود حلول لهذه الأفلام وإستقطابها للتصوير على أرض مصر ما لذلك من فوائد كثيرة مادية وسياحية.

وأضاف صبري قائلا: "الحل الوحيد لهذا الملف هو إختيار لجنة مُحددة من كل الوزارات المعنية بتصوير الأفلام الأجنبية بمصر سواء وزارة السياحة أو الآثار أو الثقافة، وما يتبع السينما من هيئات، والتنسيق في ما بينها لإيجاد حلول لتصوير هذه الأعمال بمصر بدون أي صعوبات لا بل تسهيل الإجراءات الخاصة بهذا الملف".