غابت الفنانة السورية شهد برمدا عن الأضواء حوالي ستة أعوام، وتحديداً منذ اندلاع الأزمة السورية، قبل أن تعود قبل أشهر قليلة بأغنية "شو فيّ قلك"، ثم أطلقت أغنية خاصة للمنتخب السوري الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى كأس العالم.

غنّت في عمر صغير جداً، لكنها لم تنتشر عربياً إلا بعد مشاركتها ببرنامج "سوبر ستار".

برمدا حلّت ضيفة على موقع "الفن"، من خلال هذا الحوار:

ما سبب ابتعادك لعدة سنوات عن الفن؟

السبب الأساسي لابتعادي هو الأوضاع والظروف الصعبة التي عاشتها البلد خلال السنوات الأخيرة، وعندما قررت الخروج من حالة الكآبة التي أحاطت بي لفترة طويلة والنهوض مجدداً، واجهتني مشكلات إنتاجية.

هل نعتبر 2017 عام العودة؟

يمكن ان نعتبرها عودة خفيفة أو تمهيد للعودة.

وماذا عن مشكلة التسويق؟

لم يعد الدعم المقدم للفنان السوري كما كان حاله سابقاً، وأصبح التركيز على شخص معين فقط، ونحن بحاجة لدعم الإعلاميين من هذه الناحية، ودائماً نطلب مساعدتهم واهتمامهم عندما نطلق عملاً جديداً، فالبعض يهتم والآخر لا حتى ولو طلبنا ذلك، فأنا لا أتعامل مع شركة إنتاج معينة تهتم بمسألة التسويق، وأعتمد على أساساتي وعلاقاتي القديمة.

آخر إصداراتك الغنائية كانت "مشكلتي سوري"، وهي أغنية مهداة للمنتخب السوري

حقيقة أردنا ألا تكون الأغنية موجهة للمنتخب السوري فقط، وإنما أحببنا إيصال رسالة نوضح فيها أن المنتخب استطاع أن يوحّد الشعب السوري رغم اختلاف الآراء السياسية، بعدما شعرنا بفرحة واحدة بسبب جهوده وإصراره، كما أنه أعاد "بعض الأبطال" إلى أرض البلد بعد غياب عنها لعدة سنوات.

ما الشعور الذي ينتابك أثناء متابعتك لمبارياته؟

عشت على أعصابي وبعد كل مباراة كان "ينبح صوتي".

كنت إحدى المشاركات في فعالية "النصر ساعة صبر"، دعماً لأسر الشهداء وغنيت أوبريت بمشاركة شقيقك عبود .. ماذا تعني لك هذه المشاركة؟

أرى أن على كل شخص أن يقدم لبلده من موقعه وعمله، وأهتم دائماً بالتواجد بمثل هذه الفعاليات الضخمة والمهمة، فهي مفيدة لنا جميعاً، ومعنوياً أشعر وكأننا يد واحدة ونشعر بوجع الآخرين، فكل بيت سوري عانى من هذه الحرب وفقد عزيزا.

وأسعى كي أوصل صورة صحيحة عن الفن بشكل عام، لكن الفن السوري (الفن الراقي والنظيف) بدأ ينحدر للأسف.

ما هي المعوّقات التي تقف في طريق الفنان السوري بشكل عام؟

غياب شركات الإنتاج بالدرجة الأولى، وثانياً نحن كمطربين سوريين رغم أن عددنا قليل الا اننا نهتم كثيراً بخِياراتنا، بمعنى أننا انتقائيون، ونحب دائماً أن نظهر بأحلى صورة للجمهور، هذه الحالة شعرت بها لدى غالبية السوريين.

هل الفنان السوري يستطيع الانتشار عربياً بالاعتماد على اللهجة السورية فقط؟

بالطبع، فاللهجة السورية قريبة جداً من اللهجة اللبنانية والأردنية والفلسطينية، أي لهجة بلاد الشام، تختلف فقط ببعض المصطلحات والألفاظ.

كما أن تاريخنا الغنائي حافل بالفلكلور، والتراث السوري يعتبر قوي وبرأيي هو سبب من أسباب انتشارنا، فانتشرنا بالوطن العربي عن طريق الأستاذ صباح فخري عبر غنائه القدود الحلبية إلى جانب عدة ألوان اشتهر بها الفن السوري.

​​​​​​​مع من ستتعاونين في أعمالك المقبلة؟

في أغنيتي الأخيرة تعاونت مع الملحن السوري فضل سليمان، ومستقبلاً هناك عدة أسماء جدد سأتعاون معها، لكن لا أفضّل الكشف عن هويتها حالياً قبل انتهاء العمل، لكن عموماً دائماً تهمني الأغنية الجميلة والمميزة قبل اختيار اسم الملحن.

تربطك علاقة صداقة مع الموزع الموسيقي طاهر مامللي، هلا تخبريننا عنها؟

تربطنا علاقة صداقة قوية وعملت معه حوالي أربعة أعمال، أغنيتين للبلد، وشارتيّ مسلسلي "طريق النحل" و"جبران خليل جبران".

لو أنك لم تشاركي في برنامج "سوبر ستار"، ما هي الخطوة التي كنت لتتخذيها؟

ربما كنتُ انتظرت فرصة شبيهة بهذا البرنامج، لأن الإنسان الذي يمتلك طموحا وشغفا وموهبة تستحق الظهور، سيسعى جاهداً ويحارب كي يسلط الضوء عليها.

​​​​​​​إبراهيم الحكمي حصد لقب "سوبر ستار"حينها، لو نالته شهد برمدا ما هو الشيء الذي كان ليتغيّر؟

لا أعتقد أن هناك تغيير جذري كان سيحصل بالنسبة لي سوى تعاقدي مع الجهة المنتجة، فبالتأكيد كانت مختلفة وربما كنتُ حصدت انتشاراً أكبر، وكل شيء يعتمد على الحظ بالنهاية.

ولو عاد بي الزمن إلى الوراء سأعيد تجربة المشاركة من دون أي تردد.

ما أكثر الأمور التي تشتاقين اليها في البرنامج؟

أشتاق للروح الحماسية وروح المنافسة التي كانت بيننا والتي كانت تُخرِج أفضل ما لدينا.

لو قررت اليوم المشاركة ببرنامج للمواهب، أي برنامج تختارين؟

بعيداً عن "سوبر ستار"، أختار برنامج "ذا فويس"، لكن الأول يشبه لوني وشخصيتي بشكل أكبر.

برأيك من هو الحكم الأفضل في برامج المواهب؟

لجنة تحكيم "سوبر ستار" برأيي هي الأفضل، إلى جانب كاظم الساهر وصابر الرباعي، فهما فنانان مهمان جداً، ولو شاركت ببرنامج "ذا فويس" سأختار أحدهما، لأنهما أستاذين حقيقيين.

​​​​​​​علاقة صداقة تربطك بكاظم الساهر، هل هناك تواصل لغاية اليوم؟

أسعى للتواصل معه بين الحين والاخر، ومن المهم بالنسبة إليّ ان استشيره بأعمالي الفنية.

قلت سابقاً إنك تخجلين لكونك فنانة.. اليوم وبعد كل هذه الاستباحة في الفن، ماذا تقولين؟

من المفترض أن يكون الفنان قدوة بأخلاقه لجميع البشر لكن للأسف انعدمت الأخلاق بالوسط الفني، وهذا سبب من أسباب النظرة السيئة والمتدنية للفنان.

أنت من الفنانات اللواتي لا ينخرطن بالأجواء الفنية وعلاقاتك محدودة .. ألا يؤثر ذلك على عملك بشكل سلبي؟

من الممكن أن يؤثر على عملي بطريقة سلبية، لكن عندما يصبح انتشار الفنان عبارة عن علاقات مشبوهة فلا أريد هذا الانتشار.

أحاول التواجد فقط في الأوساط النظيفة، فهناك فنانون يُرفع بهم الرأس، أما في الأوساط الأخرى فلا أفضل التواجد فيها رغم أنها وسيلة لوصول الكثير من الأشخاص، فعندما يكون الفن مبني على هذه الأوساط أفضّل الجلوس في المنزل، وألف كلمة "أين شهد برمدا وما سبب اختفائها"، عن كلمة "اشتهرت بسبب علاقاتها".

​​​​​​​هل انت راضية عن كم الأعمال التي قدمتها؟

الكم ربما يكون قليلاً بعض الشيء لكنني راضية تماماً على النوع.

وما سبب قلة الكم؟

كالعادة.. الجهة الإنتاجية هي السبب، خصوصا وأنني معتمدة حالياً على إنتاجي الخاص.

​​​​​​​ألا تفكرين بتصوير فيديو كليب؟

الفكرة موجودة لكن لم يحن الوقت المناسب بعد لأنني أنتج أعمالي بنفسي.

من تعتبرين قدوتك في الفن؟

أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وأسمهان ووردة وماجدة الرومي وكاظم الساهر وصباح فخري، وأحب الاستماع إلى الأغنيات التركية.

ومن المطربين الجدد؟

لا أستمع لشخص محدد، وإنما أستمع للأغنية الجميلة.

وهل تتابعين مسلسلات تركية؟

نعم باستمرار، حالياً أتابع الموسم الثاني من "السلطان عبد الحميد"، وعموماً أتابع الأعمال التركية التي تحمل معنى ومغزى وأميل إلى التاريخية أو الأعمال الخفيفة، ولا أتابع قصص الحب المبالغ فيها.

اتّهمت بسرقة أغنية "شو فيي قلك" من الفنانة رحمة رياض، بماذا تردين على هذا الكلام؟

المشكلة أن الناس تتكلم دائماً بأمور من دون معرفتهم بأساسيات القصص، فعندما يسمعون أغنية بصوت مطرب سبق وغناها مطرب آخر، يطلقون حكم السرقة من دون السؤال عما حصل، فشعبنا بحاجة إلى أن يثقف فنياً.

في مجال عملنا من الممكن أن يعتذر أحد المطربين عن شراء أغنية بعد أن يوافق عليها ويغني الديمو الخاص بها بصوته ويصرح عنها بمقابلاته، ومن حق الملحن أن يبيعها لمطرب آخر وهذا ما حصل معي ومع رحمة.

وحقيقة لم أكن أعلم بأن الأغنية كانت لرحمة إلا بعد أن سجلتها، فكانت قد أرسلت لي بصوتها وعندما سمعتها أعجبتني واشتريتها من الملحن بتنازلات رسمية، لكنني لم أكن أعرف بأنها منتشرة وأنها قد غنتها بإحدى المقابلات إلا بعد أن أرسل لي الفانز رسائل.

ثانيا أنا ورحمة صديقتان، تعرفنا على بعضنا منذ فترة قصيرة بعد أن اجتمعنا مصادفة والتقطنا الصور معاً.

وبالنهاية أحب الأغنية بصوت رحمة وأنا حفظتها بصوتها لكنني غنيتها بأسلوبي وبطريقتي.

​​​​​​​هل تفكرين بخوض مجال التمثيل؟

نعم في حال كانت مشاركتي تخدمني كمطربة.

غنّيتِ عدة شارات مسلسلات، هل تكررين التجربة؟

نعم غنيت عدة شارات، ولا أمانع من تكرار التجربة في حال كانت الأغنية جميلة.

عبود برمدا بدأ يشق طريقه الفني، ما رأيك به بعيداً عن كونه شقيقك؟

فنياً عبود رائع ويسعى إلى التطور دائماً، وحقيقة فاجأنا بتطوره، وتجمعنا علاقة صداقة قبل أن نكون شقيقين.

ما سبب رفضكما تقديم ديو غنائي؟

لأن لكل منا لون ونمط غنائي مختلف عن الآخر، لكن في حال وجود فكرة تضيف لنا نحن الاثنين فلا أمانع طبعاً.

من المطرب الذي تفكرين بتقديم ديو غنائي معه؟

كاظم الساهر واحد من المطربين الذين أفكر بتقديم ديو معه، وهو واحد من الخِيارات، خصوصا وأن اسمي ارتبط باسمه.

ماذا عن الحب والزواج؟

دائماً أقول بأن الحب يجب أن يكون موجود في قلب الإنسان، لكن فكرة الزواج والارتباط بيد الله وأتمنى أن أكون الإنسانة "الصح" للشخص الذي سأرتبط به، وأن يكون هو الشخص "الصح" لي.

اتهمت بإجرائك العديد من عمليات التجميل

دائماً متهمة بأني أجريت عمليات تجميل، لكنني أحاول الدفاع عن نفسي بمقولة "وزني زائد"، وأي شخص يقارن بين صوري اليوم ويعود إلى صوري بعمر 16 عاماً يدرك أني لم أجر أي عملية تجميل.

وعموماً لستُ ضد التجميل لكن في الوقت والعمر المناسبين، فهي ضرورية بعمر معين، وكل شخص منا يصل إلى عمر يضطر فيه لإجراء بعض التعديلات وخصوصا النساء، فالأنثى دائماً تسعى للحفاظ على جمالها.