أنارت Les Musicales de Baabdath أو ما يعرف بـ "موسيقيات بعبدات"، ليالي المنطقة المتنية بسلسلة من الحفلات الناجحة التي حصدت اعجاب المئات من الأشخاص.


فهي ومنذ انشائها، تعمل على نقل الثقافة الموسيقية الى آذاننا من خلال اختيار انواع محددة من الموسيقى في احتفالاتهم كالكلاسيكية والجاز وغيرهما...ويبذل المسؤولون فيها جهودا جبارة، علما انها لا تبغي الربح في كل ما تقدمه من مستوى راق واحترافي في كل لوحة موسيقية. وللسنة الثانية على التوالي، شرّعت Les Musicales de Baabdath أبوابها مجاناً أمام كل محبي الموسيقى على مدى خمس ليالٍ من 27 تشرين الأول حتى 30 منه، حيث استضافت موسيقيين محترفين وعالميين في كنيسة القديس أنطونيوس البدواني.

حمل اليوم الأول من سلسلة السهرات الموسيقية، الكثير من الأمل والفرح من خلال أمسية " Baroque Magic with Paradiso Musicale "،التي أحياها خمس موسيقيين من السويد تحت اشراف القنصلية السويدية في لبنان وهم: دان لورين (عازف الفلوت)، أنا باراديسو (عازفة القيثارة)، كتالينا لنغبورن ( عازفة الكمان)، ماتس أولوفسون (عازف الشيلو) وجوناس نوربرغ (عازف التيوربو). وتميّزت هذه الليلة بالمزج بين أنغام عدة آلات موسيقية بطريقة شاعرية استطاعت ان تنقل الحضورالى عالم آخر.



الليلة الثانية جمعت بين ثقافتين مهمتين وهما اللبنانية والأرمنية في حفل استثنائي حمل اسم " Violin & Piano "،للموسيقيين إيهاب جمال (عازف الكمان) وليانا هاروتيونيان (عازفة البيانو)، تحت اشراف البروفيسور أرثور تير هوهانيسيان. وهذه ليست المرة الأولى التي يقدّمان فيها حفلاً ضمن "موسيقيات بعبدات".
وبما أن الموسيقى هي لغة عالمية أتاح ذلك امام العازفَين فرصة نقل الحاضرين الى ارمينيا والعودة بهم الى بيروت الحبيبة.



الليلة الثالثة حملت عنوان ال"Opera Duets " أو الديو الأوبرالي،حيث اجتمع السوبرانو ألبينا كريبكوفا بعازفي الباريتون والبيانو ليونيد بهتالين وايلينا لومي في حفلة موسيقية درامية. وما يميّز هذا النوع من السهرات هو أن المشاهد لا يمل منها لأنها تنقل له أكثر من مجرّد موسيقى يسمعها.




ليلة 30 تشرين الأول نقلت الحاضرين الى القرن العشرينبعزف البيانو على يد العازف هايك ماليكيان، وهو فنان مكرم في أرمينيا. أبدع ماليكيان في عزفه وسط حضور مبهر بعزفه المحترف الذي مزج بين رهبة الآلة الضخمة ورقي نغماتها التي دغدغت آذان الحاضرين. والجدير ذكره أن تنظيم هذه السهرة أتى باشراف السفارة الأرمنية في لبنان.





الليلة الأخيرة، كان ختامها مسكا مع مجموعة من الموسيقيين في "VIVALDI’S 4 SEASONS with MOBILIS ENSEMBLE " . 7موسيقييون اعتلوا المسرح وكل منهم يحمل في جعبته كمشة احتراف ممزوجة بشغف غير مفسر للموسيقى. وعلى الرغم من الاحترافية التي يتمتعون بها الا أنهم ما زالوا في سن الشباب فمثلوا وجه التناقض بين ما يعزفونه من أغنيات لها تاريخ ووجودهم الحيوي الذي يضيف بريقاً من الحداثة على العرض من جهة ثانية.

لا بد من أن نرفع القبعة في ختام هذه الأمسيات الاستثنائية لـ Les musicales de Baabdath على هذا العمل الجبار. فمن السهل تنظيم سهرة وتقديم بعض الأغنيات خلالها، الا أنه من الصعب جدا نقل ثقافات موسيقية الى الجمهور اللبناني ورفع مستوى الذوق والثقافة الفنية. ففي ظل تدهور ملحوظ في الوسط الفني العربي، أتى عمل "موسيقيات بعبدات"، لاثبات أن هناك من لا يزال يعرف كيف يميّز بين الفن الثقافي الحضاري والفن الهابط الرخيص!