لا يُمّل من الحديث معها، إمرأة مثقفة موهوبة وقويّة، مبتعدة عن الاعلام المرئي بقرار شخصي، مسالمة ومتصالحة مع نفسها الى أبعد حدود، تصريحاتها حيث لا يجرؤ الآخرون مع العلم بأنها تفرّق جيداً بين الصراحة والوقاحة وتعرف جيداً أن الفاصل بينهما "لحظة".

هي كاتبة في رصيدها القليل من الاعمال ولكن لكل منها قصّة نجاح، نذكر منها مسلسل "لو"، "قصة حب"، "بلحظة" وغيرها من الأسماء التي أحبّها الجمهور وحققت نسبة نجاح مرتفعة...هي الكاتبة اللبنانية نادين جابر، التي كان لنا معها هذا اللقاء الحصري.

بعد عرض الجزء الاوّل من مسلسل "بلحظة"، هل نادين راضية عن تفاعل الناس مع الجزء الثاني الذي يعرض حالياً؟

جداً راضية، مع العلم أن الجمهور يتفاعل مع نجوم العمل وليس مع الكاتب نفسه، ولكنهم جميعاً ينقلون لي ردّة فعل الناس ويخبرونني بأن الناس تنتظر أحداث المسلسل. ونسبة المشاهدة مرتفعة على الرغم من أن شاشة الجديد تمرّ بظروف صعبة بسبب حجبها في العديد من المناطق، لذا يعتبر الامر إنجاز وأنا فخورة بذلك، إضافة الى نسبة المشاهدة المرتفعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا دليل نجاح.

قلت إن العالم تتساءل حول أحداث المسلسل، فما الذي ينتظرهم؟

"معقول إنزعلكن المسلسل"؟ لا أستطيع، ولكنهم يتساءلون ما اذا كانت النهاية ستكون سعيدة أم حزينة وأنا أقول إن الامر نسبي بالنسبة للشخصيات وبالتالي ستكون نسبية بالنسبة للمشاهد وشخصيته المفضلة، ولكن بنظري النهاية عادلة لأجواء المسلسل.

من من الممثلين فاجأك بأدائه؟

أهم شخصية كتبتها كانت شخصية "ربى" التي تؤديها الممثلة كارمن لبس في المسلسل، كنت أكيدة بأن كارمن سوف تعطي كل ما لديها للشخصية لأنها عندما قرأتها تعلقّت بها وأحبتها، أدته بطريقة أجمل مما توقعت ولا أتوقع ان أحداً كان سيلعبه مثلها.

هل إستحق زياد برجي الدور وأتى في مكانه؟

طبعاً، شخصية سيف كلّها رجولة ولكنها في الوقت نفسه حنونة، خلطة لا تتوفّر كثيرا لدى الرجل الشرقي إلا عند زياد برجي لأنها بالحقيقة موجودة في شخصية زياد برجي الذي يؤدي دور "سيف"، و هو رجل حساس وفنان يشبهه بالحقيقة.

يعرض في نفس وقت مسلسلك، مسلسل "المحرومين"، و"الحب الحقيقي"، هل تابعتهما؟

طبعاً، بحكم صداقتي مع باميلا الكيك وإحترامي الكبير للمنتجة مي أبي رعد، تابعت حوالي ال 6 حلقات من " المحرومين"،ولكنني لم استطع أن أكمله لأنني أتابع مسلسلي "بلحظة"، "لن أقول لك إنني أتابع مسلسلهم ولا أتابع مسلسلي". مسلسل شدّ انتباه الناس وقصته جميلة وشخصياته منوعة. باميلا تؤدي دورا جميلاً "مش غرييب عليها"، وأنا من الاشخاص الذين يؤمنون بموهبتها، هي شخص حقيقي على الكاميرا وبعيداً عنها، وأتمنى لهم التوفيق ونسبة المشاهدة التي حصلوا عليها مرتفعة ونجاحهم هو نجاحنا جميعاً ونجاح الدراما اللبنانية "حلو إنو نصفق لبعض ونشجّع بعض لأنو بالنهاية كلنا عم نشتغل لنفس البيت ومش نحاربوا متل ما ع يصير على مواقع التفاق الاجتماع".

هل انت مع الجرأة على مواقع التواصل الاجتماعي؟

حلوة الجرأة، ولكن الفرق كبير بين الجرأة والوقاحة، علينا أن نفرح لبعض وإذا وجدت الملاحظة أتصل بالشخص المعني من محبتي له ولا أجرحه بالعلن وأزايد.

نلاحظ تفاوتا في المسلسلات التي تقدّم؟

هذا التفاوت يحدث بين المسلسلات اللبنانية والعربية المشتركة، لأن المسلسل اللبناني لا يباع الى محطات عربية وبالتالي الامكانية الانتاجية محدودة وهذا ينعكس سلباً على نوعية المسلسل لأن كل شيء متعلّق بعملية الانتاج.

إذاً عامل الانتاج هو السبب الوحيد الذي أدّى الى تفوّق الانتاجات السورية والتركية على الانتاجات اللبنانية؟

نعم لأنه بالنسة لي لا ينقصنا اي شيء، لا كتّاب ولا قصة ولا ممثلين أو حتى مخرجين.

لكن غالبية النصوص اللبنانية مقتبسة؟

لأن هذا ما تريده التلفزيونات اللبنانية، هناك ما يسمى بالعرض والطلب والتلفزيون يطلب ذلك ربما لأنه لا يريد أن يخاطر بقصص جديدة قد تفشل، ولكننا نحن ككتاب لدينا أفكار جديدة.

أفهم أنك تستطيعين أن تكتبي مسلسل من تأليفك؟

طبعاً"، "قصة حب" لم يكن مقتبساً وأكتب حالياً مسلسلين من تأليفي. هذا القرار يعود الى الجهة المنتجة والتلفزيون إذا طلب إقتباس قصة ناجحة في الخارج أم ترك للكاتب حرية التأليف.وبالنسبة لي أن أقتبس أصعب من أن أبتكر فكرة جديدة لأنه عليّ أن أحول قصة لا تشبه مجتمعي وأُقرّبها الى حدّ ما من المشاهد.

أنت من الكتّاب الذين يذكرون في الجينيريك أن المسلسل مقتبس؟

دائماً ولما لا أذكر، بالنهاية نحن لا نسرق ولا نختبىء خلف أصبعنا، الجمهور سوف يعرف أولاً و أخيراً، وأخلاقياً عليّ أن أذكر ليكون ضميري مرتاح. حتى ان أكثرية المسلسلات التركية مقتبسة عن مسلسلات سورية مثل "حب للايجار" والمسلسل المصري "حلاوة الدنيا" وغيرها، فلماذا ينتقدونها.

تتدخّل نادين جابر في اختيار أبطال مسلسلها؟

بالنهاية القرار يعود لشركة الانتاج ولكن يجب أن يتم التوافق بين الكاتب، المنتج والمخرج لأن الكاتب يضع تصورّه الى جانب الشخصيات ويعقد إجتماعاً تقرّر فيه التفاصيل. بالنهاية الشخص الصحيح يجب أن يكون في المكان الصحيح ولكن أحياناً المنتج يفرض رأيه ويأتي بالشخص غير المناسب.

كيف تصفين علاقتك بشركات الانتاج اليوم؟

لا خلافات مع أحد وأحترم جميع الشركات وأتشرّف بالعمل معها جميعها لان كل واحدة منها تشكّل إضافة لي.

وما هي شروطك في العمل؟

صراحة مؤخراً، شرطي الاساسي كان أن يعرض المسلسل تماماً كما أسلمه "يعني إذا سلمته 30 ما ينعرض 45".

تعترضين لأنه دفع لك ثمن 30 حلقة فقط والمنتج أخذ الباقي؟

"مش عم بحكي عن القبض أنا ما بدي إقبض 45" على المنتج أن يطلب مني كتابة 45 حلقة "يقبضني 30 مش مشكلة"، ولكنني أعترض لانه يؤثر على المسلسل لأن الكاتب يقسم كمية الاحداث على عدد معيّن من الحلقات ويشكي الناس بعدها قائلين بأن إيقاع هذا الكاتب والمسلسل مملّ!

​​​​​​​كم مسلسل تستطيعين أن تكتبي في السنة؟

إجمالاً 2 لأنني لست متفرغة كلياً للكتابة ، بل ايضا أهتم بعائلتي.

من الكاتب الذي تحبين أعماله اليوم؟

منى طايع أحبّها كثيراً.

من النجمة التي ترغبين أن تكون بطلة في مسلسلاتك المقبلة؟

سيرين عبد النور.

من هي النجمة الاولى في لبنان؟

نادين نجيم حالياً.

من الممثل الذي يلفت نظرك تلفزيونياً؟

حسب الدور.

هل جمعت ثروة من كتابة المسلسلات؟

(تضحك)، بالطبع لا، بالنهاية نحن نعمل بالفن، و على الكاتب أن يأخذ ثمن أتعابه ولكنها لا تساوي ثروة.