هي مُعلمة تمثيل أجادت أداء كل الأدوار وكأنها تسحر الجمهور بمشاعر الشخصيات التي تُقدمها في الأعمال الفنية، والكثير من النُقاد يتحدثون دوما عن موهبتها الكبيرة والتي لا يجوز لأحد الإصطدام بها، فهي تُقدم أدوارها وكأنها تلعب بخيوط من مشاعر إنسانية مختلفة، حتى أن الجمهور يتأثر بها ويتفاجأ من تنوع الشخصيات التي تُقدمها دائما.

... هي الفنانة سوسن بدر التي تتحدث لـ"الفن" عن تحضيرات الجزء الثاني من مسلسل "الأب الروحي" وعن تجربة فيلم "الكنز" وعودتها للمسرح، وعن تكريمها الأول من مهرجان سينمائي مصري مؤخرا، وعن رؤيتها لتكريمات الفنانين بعد وفاتهم وعن الكثير من التفاصيل في اللقاء التالي:

بداية.. هل بدأتم في العمل على الجزء الثاني من مسلسل "الأب الروحي"؟وكيف وجدتِ التجربة بشكل عام؟
يجري العمل على التحضيرات الخاصة به ولكننا لم نبدأ في تصويره حتى الآن، وأرى ان التجربة كانت مميزة بالنسبة لي ومختلفة وسعدت بالأصداء التي وصلتني عنها، كما أن رسالة العمل وصلت للجمهور والعمل حظي بنسب مشاهدة عالية وتفاعل معه الجمهور، وهذا دليل على نجاحه وخصوصا أنه قريب من الجمهور ورسالته كانت واضحة جدا.

شاركتِ مؤخرا بفيلم "الكنز".. فكيف تصفين هذه التجربة؟
تجربة ممتعة بالنسبة لي منذ بداية قراءة الدور وحتى تصوير المشاهد الخاصة بي في العمل، فالتعاون مع المخرج شريف عرفة ممتع للغاية وهو مخرج يثق به الجميع ويتمنى التعاون معه، لانه يختار موضوعات فنية تعيش لسنوات مع الجمهور، والعمل بشكل عام حقق نجاحا كبيرا وأتمنى أن يحظى الجزء الثاني من الفيلم بنجاح أكبر.

وهل صحيح أنكِ تُشاركين بعمل مسرحي خلال الفترة المقبلة؟
بالفعل.. هناك عمل وهو "هامليت" وقعت عليه ومن المُقرر بدء التحضيرات الخاصة به خلال الفترة المقبلة، وأتمنى أن تكون خطوة مختلفة بالنسبة لي.

ولماذا المسرح في الوقت الحالي رغم علمك بصعوبات العمل فيه؟
من الضروري التنوع ما بين المسرح والدراما والسينما وعدم الثبوت على ناحية معيّنة وخصوصا إذا عُرضت عليك أفكار مميزة في شيء أنت بعيد عنه منذ فترة، وهذا سبب قبولي للمسرح في الوقت الحالي مع أنني أعرف صعوباته ولكن له متعة خاصة ومختلفة عن السينما والدراما.

تم تكريمك مؤخرا من مهرجان الإسكندرية السينمائي، وكانت فرحتك غامرة، هل لهذا التكريم خصوصيته بالنسبة اليك؟
بالتأكيد.. له خصوصية شديدة بالنسبة لي وخصوصا انه التكريم الأول من مهرجان سينمائي مصري، فلقد سبق وكُرّمت من قِبل عدة مهرجانات سينمائية عربية ولكن هذه هي المرة الأولى التي يكرّمني فيها مهرجان مصري.

ألا تلومين إدارة المهرجانات المصرية على عدم تكريمك من قبل على الرغم مما حققتيه من نجاحات في السينما؟
لا ألومها لأنني لا أعرف الأسباب ولكن التكريمات والجوائز مهمة بالنسبة لأي فنان، فهي بمثابة دافع معنوي كبير لي أو لغيري وخاصوصا حينما يكون التكريم من مهرجان من بلدك، وهذا ما شعرت به حينما تسلمت التكريم من مهرجان الإسكندرية ورأيت الفرحة في عيون الجمهور وكانوا يصفقون لي بشدة وهذا أسعدني للغاية.

ولكن هناك الكثير من النجوم الكبار لم يتم تكريمهم إلا بعد وفاتهم.. كيف ترين ذلك؟
ما الفائدة لفنان أن تتسلم أسرته تكريمه بعد وفاته ولا يتم تكريمه وهو على قيد الحياة، فكما ذكرت لك، أن التكريمات مهمة وتشكل دافعا معنويا بالنسبة للفنان وخصوصا اذا اتت من المهرجانات المصرية وهي مهرجانات بلدنا، ومن الضروري إعادة النظر في هذا الأمر، ولا أتحدث بملامة لتأخر تكريمي لأن هناك الكثير من الفنانين الكبار الذي تأخر تكريمهم، كما ذكرت.

​​​​​​​مازلتِ تتحدثين عن الفنان الراحل نور الشريف إلى الآن وتعاونت معه لمرات.. هل من صداقة كانت تجمعك به؟
بالتأكيد.. جمعتني به صداقة طويلة بدأت منذ سنوات، وتعاونت معه لمرات عديدة من قبل وسعدت بذلك وإستفدت وتعلمت من التعاون معه، فهو كان فنان صاحب تاريخ فني طويل لا يمكن أن ننساه وعلى المستوى الشخصي إنسان رائع وصديق مُقرب وأفتقده حاليا وأتمنى له الرحمة والغفران وأدعو له بذلك دائما.

​​​​​​​رغم أن بدايتك في الفن كانت من خلال السينما، إلا أن هناك من يرون أن إبداعك في الدراما يفوق السينما.. فما رأيك؟
أتفق معك في ذلك وخاصة أن سيناريوهات الدراما مميزة للغاية لذا تجد ان غالبية النجوم يتواجدون في الدراما أكثر من السينما، فنحن نفتقر للإنتاج السينمائي الغزير على الرغم من نشاط الحركة السينمائية خلال الفترة الأخيرة، ومن الضروري وجود أفكار سينمائية مميزة كي نُعيد للسينما المصرية أهميتها، فالموسم الواحد من قبل كان يتواجد به أفلام كثيرة وكان هناك غزارة في الإنتاج على عكس الوقت الحالي.

​​​​​​​وهل هناك أعمال فنية تشعرين بالندم حيال مشاركاتك بها؟
لا توجد أي أعمال شاركت بها وندمت عليها لأن هذا الأمر غير موجود في قاموسي، الفشل ليس نهاية الدنيا بل هو تعلم وإستفادة لأنه لا يوجد شخص في الدنيا لا تكون لديه سقطات، ولكن من الضروري التعلم وتصحيح المسار سريعا ومن دون أن تؤثر هذه السقطات على الفنان.

إتخذتِ مؤخرا موقفا بالإبتعاد عن الصحافة والإعلام، فما هي أسباب ذلك؟
بإختصار وجدت تصريحات وكلام لا يخصني ومنسوب لي وعلى لساني وشعرت بضرر من هذا الأمر، لذا أصبحت حريصة على إختيار من أتعامل معهم من أهل الصحافة والإعلام وكذلك وسائلهم الإعلامية.

وكيف ترين تطور السينما المصرية حاليا، من وجهة نظرك؟
هناك تطور بالفعل ومحاولات لتطوير وتحسين مستوى الأفلام السينمائية المصرية سواء من خلال الإخراج أو الصورة والجودة بشكل عام، اضافة الى إختلاف النوعيات المُقدمة ما بين الكوميديا والأكشن والدراما، وكل هذه، أمور تصب في صالح السينما بشكل عام.

​​​​​​​وما هي أبرز محطاتك الفنية بالنسبة اليك؟
كل عمل قدمته هو بمثابة محطة فنية مهمة بالنسبة لي، ففي كل عمل أعمل بنفس المجهود والأداء، وكل عمل له قيمة بالنسبة لي ولكن هذا لا يعني أن كل أعمالي حظيت بنفس النجاح ولكن هناك درجات في حب الجمهور لها، وبالنسبة لي كل أعمالي هي على درجة واحدة من الحب.

وفي النهاية.. ما هي الطموحات التي تسعين اليها في الوقت الحالي بعد ما حققتيه من نجاح ونجومية؟
طموحاتي أن أظل أُبدع واعمل بشغف كبير في الفن حتى نهاية عُمري، فأنا أحب الفن للغاية وأعمل فيه بحماس وحب شديدين ولا يُمكن أن ينطفيء هذا الشغف طيلة حياتي، وأطمح أن أُقدم الكثير لجمهوري، فالنجاح لا يتوقف أمام محطات معينة ناجحة.