بعد النجاح الباهر الذي حققه على مدى أربع سنوات، يشرّع مهرجان أجيال السينمائي أبوابه هذا العام أمام أكثر من 100 فيلم ليستمتع عشاق السينما بأروع الأعمال الحديثة ويستفيد المهتمون بصناعتها من الندوات التعليمية والحلقات النقاشية مع عدد من أبرز الأسماء العالمية في هذا المجال.


وتحضيراً لانطلاق النسخة الخامسة من المهرجان الذي تقدّمه مؤسسة الدوحة للأفلام، عقد أمس في الحي الثقافي كتارا، مؤتمر صحفي ضمّ حشداً هائلاً من ممثلي الوسائل الإعلامية العربية والعالمية، وتمّ خلاله الإعلان عن جدول المهرجان هذا العام وأبرز محطاته والأفلام التي ستعرض خلاله.
وبعد كلمة افتتاحية لمسؤول العلاقات العامة في مؤسسة الدوحة للأفلام محمد فخرو، تمّ عرض شريط وثائقي عن الدورات السابقة من المهرجان، لتعتلي من بعده المنصة المديرة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام ومديرة مهرجان أجيال السينمائي فاطمة الرميحي التي ألقت كلمة تحدثت فيها عن تطوّر المهرجان عاماً بعد عام كونه احتفالاً بالسينما يستهدف جميع فئات وشرائح المجتمع، واهتمام الأجيال المختلفة بعالم السينما وصناعتها... كما نوّهت الرميحي باختيار "صقر أجيال" ليكون شعار المهرجان لهذا العام، وتكريم الفنان الكويتي الراحل عبدالحسين عبد الرضا الذي خسرته الساحة الفنية الخليجية والعربية منذ فترة، وذلك تقديراً لعطاءاته الفنية ومسيرته المهنية الحافلة. ومن ثم توالت الكلمات مع نائب مدير المهرجان عبدالله المسلّم، وشادي زين الدين مبرمج أفلام أول في مؤسسة الدوحة للأفلام، قبل أن يفتتح المجال أمام الصحافيين المشاركين لطرح أسئلتهم.
تنطلق الدورة الخامسة من مهرجان أجيال السينمائي في 29 تشرين الثاني الحالي وستستمر لغاية 4 كانون الأول، على أن يعرض خلالها 103 أفلام من 43 بلداً، إلى جانب مجموعة من الندوات وحلقات النقاش وعروض السجادة الحمراء، وعدد من المعارض والأنشطة المختلفة.
باكورة عروض المهرجان ستكون مع العرض الأول في الشرق الأوسط لفيلم "المعيل"، للمخرجة نورا تومي والمنتجة المنفذة أنجلينا جولي. وسيتمكن متابعو المهرجان من الاستمتاع​​​​​​​بالعرض الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لفيلم "البحث عن أم كلثوم"، لصانعة الأفلام شيرين نشأت، والعرض الأول في قطر لفيلم "محبة فنسنت" وهو الفيلم الأول من نوعه في العالم الذي يعتمد على رسومات الألوان الزيتية، بالإضافة إلى العرض العالمي الأول لفيلمين أنجزا بتمويل ودعم من صندوق الفيلم القطري، الأول هو "ألف يوم ويوم" لعائشة الجيدة، والثاني هو فيلم "إيليفيت" لحميدة عيسى. كما سيضيء المهرجان على أصوات سينمائية كويتية ضمن برنامج "صنع في الكويت" الذي يضم مجموعة مختارة من الأفلام القصيرة المميزة.
​​​​​​​أما المسابقة الرسمية في أجيال فتضمّ 12 فيلماً طويلاً وسلسلة من البرامج القصيرة، في حين تتشكل لجان التحكيم من 550 حكماً من 45 بلداً من عمر 8 إلى 21 عاماً، وثمة 29 حكماً دولياً من دول عدة منها أرمينيا، البوسنة والهرسك، جورجيا، العراق، إيطاليا، الأردن، الكويت، المكسيك، عمان، تونس، تركيا، والمملكة المتحدة.
وعلى هامش المؤتمر، إلتقى موقع "الفن" مديرة مهرجان أجيال السينمائي فاطمة الرميحي التي تحدثت عن اعتزازها بنجاح الدورات السابقة من المهرجان ما ساهم في التحفيز على التحضير للنسخة الخامسة بشغف أكبر، مشيرة إلى أن "احتفالنا هذا يعتبر أمراً عظيماً مع تمكننا من الوصول إلى كافة شرائح المجتمع، وثقة الآباء والأمهات والمدرسين والجهات المختلفة... نحن فخورون بما سبق و قدّمناه وبتمكننا من إيصال رسالتنا بدعم ومساندة من شركائنا الرعاة والمهتمّين". وعن اختيارهم للصقر شعاراً لهذه الدورة، أضافت الرميحي: "أتمنى أن يكون هذا الصقر مصاحباً​​​​​​​لحكام أجيال لأنه يرمز للشموخ. كلنا لاحظنا مدى الشموخ الذي تمتع به أهل قطر والمقيمون فيها في الفترة الأخيرة مع صمودهم بشموخ واضح، ومن هنا جاء اختياره ليمثل الشموخ والعزة والحرية، أي أبرز السلوكيات التي نتمنى لشبابنا العيش في أجوائها والاحتفال بها في المهرجان".
بدوره، أشاد نائب مدير المهرجان عبدالله المسلّم بتطوّر المهرجان، وأشار إلى أهمية تضمنّه هذا العام معرضاً جديداً ألا وهو (البلوكيد) الذي "عبّر خلاله عدد من المخرجين والفنانين عن مشاعرهم وردودهم على الإعلام الخارجي خلال فترة الحصار على دولتنا الحبيبة قطر".