سنوات عديدة وهي تناضل من أجل الوصول إلى عالم الأضواء.

حاربت ببحة صوتها كل من حاول التعدّي على حلمها، واعتبرت نفسها كالأم الشرسة الّتي تخاف على خطواتها المستقبلية. منذ صغرها وهي تعيش بين أجواء الطرب، لتستلهم روح الغناء من والدتها، والشجاعة من والدها. هي الفنّانة ريم الشريف، الّتي حازت على الميدالية الذهبية من استوديو الفن بموسمه الأخير عام 2010، وهذا الفوز دفعها إلى شقّ طريق الفن على السجادة الحمراء.
بمقابلة خاصة أجريناها مع ريم، أجابت على أسئلتنا بكل عفوية وجرأة.

كيف بدأت ريم الشريف مسيرتها الفنّية؟
في طفولتي عشت في ظل أصوات جميلة، فوالدتي كانت تمتلك بحّة قوية، وكنت أستمع كثيرا إلى أغاني الكبيرة أم كلثوم والسيّدة نجوى كرم، كما وكنت أستعين بفرشاة شعري كميكروفون وأتخيّل نفسي أمام جمهور كبير.

لماذا تحاولين دائماً اعتماد اللّون الخليجي والابتعاد عن اللبناني؟
في الحقيقة أرى صوتي ينطبق على اللّون الخليجي أكثر، إضافة إلى أنّني حاولت تقديم أغنية لبنانية في بداية مسيرتي الفنيّة لكنّها لم تلق نجاحاً كبيراً كالأغنية الخليجية اليوم، ورغم ذلك لم أستسلم من الغناء بلغتي الأم، وتقصّدت إطلاق أغنيتي الأخيرة "هيدي الليلة" باللهجة اللبنانية.

هل تعتمدين اللّون الخليجي لأنّك مدعومة من جهة خليجية ما؟
هذا الكلام غير صحيح، إضافة إلى أنّني لم "أطأ ارض الخليج" منذ حوالي سنتين. ولكنّني أحييت بعض الأعراس والحفلات الخاصة في بداية مسيرتي. كما وأنّني أعمل على كسب الشهرة في وطني قبل الانطلاق إلى العالم العربي بشكل أكبر.

من يساعدك اليوم في إنتاج وإدارة أعمالك؟
أنا من يموّل أعمالي الفنيّة ويديرها، لأنّنا أصبحنا في وقت لم يعد هناك وجود لشركات الانتاج بشكل لافت، ربّما هناك جهات ما تموّل عمل الفنّان وتساعده. وأنا من الفنّانات اللّواتي لا يمتلِكن علاقات عامّة في هذا المجال، ربّما خوفاً من الخوض في الساحة الفنّية بشكل أعمق، الأمر الّذي لم يساعدني بعد على القيام بخطوة كبيرة في مسيرتي.

هل سنراك قريباً على الشاشة الصغيرة؟
تلقّيت عرضا لتقديم برنامج جديد خاص بي على إحدى الشاشات المهمّة، والآن نعمل على الفكرة بشكل أوسع، و"الخلطة عم تنطبخ". كما وأنّني سأعمل بكل جهد من أجل اتقان هذه الخطوة بمهارة. إضافة إلى أنّني تلقيت الكثير من العروض الدرامية، ولكنّني دائماً أفضل دراسة الخطوات الجديدة بشكل دقيق، على الرّغم من أنّني "متل القردة وين ما تزتني بجي واقفة".

من هو الفنّان (ة) الّذي تودّين الغناء إلى جانبه؟
الفنان الكويتي عبدالله الرويشد هو من أودّ الغناء إلى جانبه، لأنّه يمتلك خامة صوت قوية، خصوصاً أنّها باللّون الخليجي.

كيف تعملين على إثبات نفسك بالساحة الفنّية؟
دائماً أشتغل على نفسي وعلى صوتي، كما وأنّني أواكب كل التطورات من خلال متابعتها عالمياً، إن كان على صعيد اللّحن، او الأزياء، اوالكلمات وما الى هنالك....

هل تستعرض ريم الشريف نفسها مقابل الشهرة؟
دائماً هناك مفهوم خاطئ عند الشعوب العربية، خصوصاً عندما يرى الجمهور فنّانة عربية بإطلالات عالمية على المسارح، فيوجه لها فورا أصابع الانتقاد. فأنا لست كـ "ميريام كلينك" أستعرض نفسي فقط، مع احترامي لها. علينا أن نأخد الإيجابيات أيضا من الغرب، ليس فقط ما يصب في رغبتنا. فهيفا وهبي مثلا حصدت جماهيرية واسعة، لأنّها عرفت كيف تتقّن الخطوات العالمية بشكل جريء وجيد، ولأنّها أوّلى الفنّانات اللواتي لبسن "جينز وتوب" واعتلين المسرح بكل ثقة، بعكس زميلاتها اللّواتي لم يلاحظن أنّ زمن "الشاحوط" تغيّر. فأنا ضد التعرّي والاستعراض التافه، ولكنّني مع تقديم لوحات فنّية راقية تعكس ثقافة ورسالة معيّنة.

هل من الممكن أن تبيعي جسدك مقابل الأضواء؟
طبعاً لا، ولو كنت أودّ بيع جسدي مقابل الحصول على الشهرة لفعلت ذلك من قبل وكنت الآن في مكان آخر، وأكثر شهرة...

ما هو أكثر ما يلفت نظر ريم عند الرجل الّذي تودّ الارتباط به؟
أحبّ الذكاء، لكن أوّل نظرة تعود إلى أسنانه، وحذائه.

ماذا لو خلق أحد أولادك مثلي الجنس؟
أنا مع احترام خصوصية الغير بشكل كبير، وطبعاً ليس هناك من مانع أن يخلق ابني "Gay" أو ابنتي "Lesbian". كما ولا يحقّ للغير أن يتدخل بحريّة الآخرين حتّى لو كانوا أهله، فكل انسان له شأنه الخاص، بالنهاية هذه أمور لا يمكن التحكّم بها وأنا شخص يحترم حريّة الغير.

من هو الفنان الّذي يعكس شخصيّة رجل أحلامك؟
الفنّان ماجد المهندس، لأنّه شخص راقٍ، أنيق، ويعكس شخصية رومانسية وإيجابية.

إذا تحولت إلى رجل، ما هي أوّل خطوة تقومين بها؟
أنا ضدّ المجتمع الذكوري، وهذا الأمر يزعجني، ولكن في حال تحوّلت إلى رجل، أوّل ما سأفعله هو المشاركة في جلسات لا تسمح للمرأة التدخل بشأنها، وسأستغل صفتي كـ "ذكر" لأشارك بالقرارات باعتبار أننا في عالم نادراً ما يسمح فيه للمرأة التدخّل بأخذ القرارات.

وفي ختام المقابلة، وجّهت ريم شكرا خاصا لكل متابعيها الّذين يهتمّون بمسيرتها الفنية، آملة أن يستمر دعمهم لها إلى الأبد.