ملامحه قريبة من الجمهور ولهذا قدم الكثير من الأدوار ضمن الإطار الشعبي ولكنه سعى الى ألا يحصر نفسه في هذا الإطار وقدم بعض الأدوار البعيدة عن الشعبي وهذا ما فعله مؤخرا بفيلم "هروب إضطراري"، وفي الوقت نفسه هو فنان مثقف ويستدعيه كبار المخرجين للتعاون معه لموهبته الكبيرة التي صنعت نجوميته، فهو كاتب ولديه هذه الملكة منذ سنوات طويلة ويعكف حاليا على كتابة نص سينمائي جديد.

. هو الفنان باسم سمرة الذي يتحدث لـ"الفن" عن مسلسل "الدولي" وتأجيل عرضه وسبب تكثيفه للأدوار الشعبية، ويكشف لنا عن موقفه من تقديم أدوار الكاراكتر والكوميديا ويوضح لماذا يُصر على تحويل بعض الأفلام لمسلسلات درامية على الرغم من عدم تحقيق مسلسل "الكيف" نجاحا كبيرا وتفاصيل أخرى في هذا اللقاء...

في البداية.. نود أن نسألك عن موعد عرض مُسلسل "الدولي" الذي إنتهيت من تصويره مؤخرا ومؤجل من موسم رمضان الماضي؟
موعد عرض المسلسل هو بيد الجهة الإنتاجية للعمل وهي تختار التوقيت المناسب حسب التوزيع الخاص بهم والتسويق للعمل، والمنتج محمد فوزي يسعى لتسويق العمل بأفضل شكل ممكن، لذا فلا أشغل بالي بموعد عرضه لأنه حتما سيُعرض ولكن المهم أن يكون ذلك بشكل جيد وبطريقة تليق بحجم العمل الذي يناقش موضوعات إجتماعية جديدة لم يتم التطرق اليها دراميا.

ولكن لماذا صرحت بأنك كُنت تتمنى تقديم شخصية سائق عربات النقل الثقيل؟
لأنني لم أُقدم شخصية مماثلة وحين عُرض السيناريو عليّ أعجبني للغاية وإستمتعت بقراءته، فضلا عن الموضوعات الكثيرة التي يناقشها هذا العمل ما بين الغربة والمشاكل التي تواجه المغتربين وتأثير الغربة على العلاقات بين الناس، فضلا عن جانب الأكشن الذي يحتويه المسلسل وكذلك الدرامي، فهناك خيوط متشابكة مكتوبة بحرفية عالية من المؤلف ناصر عبدالرحمن وقام بصياغتها المخرج محمد النُقلي بأفضل شكل ممكن، وقد سبق وتعاونت معه وهناك إنسجام بيننا.

وهل أفادك تعاونك السابق مع المخرج محمد النقلي وقت تصوير "الدولي"؟
بالتأكيد.. أفادني لأنه مخرج كبير ومهم وله الكثير من الأعمال التي قدمها وتضئ أرشيفه الفني، فهو من افضل مخرجي الدراما في الوقت الحالي، وإستفدت منه للغاية وتعاوني معه من قبل جعلني أفهم ما يريده سريعا لانني بت أعرف طريقة عمله وتفكيره حتى أصبحت الأمور أسهل من قبل.

ولكن المسلسل يناقش عدة قضايا في وقت واحد وهذا يُعتبر تشتت، ألم يقلقك الأمر؟
لا مانع من أن تكون هناك عدة قضايا تتم مناقشتها في وقت واحد طالما أن هناك حبكة درامية للعمل، ولا أرى الأمر تشتت طالما أن كل مشهد مُبرر دراميا وله أهميته، والكاتب ناصر عبدالرحمن معروف بكتاباته الإجتماعية التي يربط بها خيوط أخرى دراميا ولم أقلق من مناقشة المسلسل لقضايا عديدة في وقت واحد بل هذا التنوع مفيد للعمل.

لماذا ظهرت بدور ضيف شرف في فيلم "هروب إضطراري"، الذي عُرض مؤخرا بدور العرض السينمائية؟
ليست لدي مشكلة في الظهور كضيف شرف بأي عمل فني حتى ولو بمشهد واحد فقط ،طالما أن الدور الذي أُقدمه لا ينتقص مني ومؤثر في أحداث العمل، فظهوري في هذا العمل كان من خلال المشاهد التي تحكي القصة الرئيسية للعمل، فضلا عن مشاركة السقا وأمير كرارة والكثير من النجوم في هذا العمل، وسعدت به للغاية وحقق إيرادات عالية للغاية وطالما حدث ذلك فهذا شيء يُسعدني إن شاركت به.

ولكنكِ كُنت واحد من أبطال أفلام يسري نصرالله والكثير من مخرجي السينما المهمين، فلماذا قل نشاطك السينمائي؟
لم يقل نشاطي ولكنني أختار ما هو مناسب للظهور به، والمعروف عن المخرج يسري نصرالله أنه يُقدم أفلاما تعيش لوقت طويل وليس للعرض خلال موسم سينمائي وحسب، فأنا إستفدت من التعاون معه ومع الكثير من المخرجين، ولا مانع لدي من الظهور في السينما طوال مواسم السنة طالما أن الأعمال التي أُقدمها مميزة. انا أسير على المعايير الخاصة بي لإختيار أدواري فإن تطابقت التفاصيل مع ما أُريده فأفعلها وعكس ذلك أتواجد بالدراما.

البعض يرى أنك مازلت تحصر نفسك في الأدوار الشعبية، فلماذا إرتبطت بهذه النوعية من الأدوار؟
قد يكون ذلك لملامحي القريبة من الناس وإتقاني تقديم هذه الأدوار بأكثر من شكل ممكن، فأنا لم أُكرر نفسي ولا مرة في أي عمل قدمته بشخصية مُكررة ولكن مئات الأدوار تندرج تحت لون فني واحد وهذا أمر طبيعي ولكن المهم بالنسبة لي هو الإختلاف ما بين كل أدواري، وأنا في الأساس أحب هذه النوعية من الأدوار وأراها تليق بي أكثر من غيرها، ولكنني كسرت هذه القاعدة لأكثر من مرة في عدة أعمال وكان آخرها دوري في "هروب إضطراري" بشخصية رجل الأعمال التي قدمتها.

​​​​​​​ولماذا لم تُقدم أدوار "الكاراكتر" كما يفعل محمد سعد وهنيدي والكثير من النجوم؟
أدوار الكاراكتر أكثرها مُرتبط بالكوميديا وأنا لم أُقدم عمل كوميدي خالص من بدايته حتى نهايته بل قدمت نوعية قريبة من هذا اللون في "الكيف" وفي "بيبو وبشير"، كما أن الأدوار الدرامية تحتوي على كاراكتر على غرار ما قدمته بفيلم "الفرح".

إذن.. فأنت تخشى الإقتراب من تقديم الكوميديا؟
لا أخشاها إنما لها تراتبيتها الخاصة ولابد من التحضير لها بشكل جيد وإختيار النص المناسب لأنه الأهم بالنسبة لتقديم الكوميديا.

وهل مازلت تستمر في الكتابة كما فعلت لأكثر من مرة من قبل؟
الكتابة شيء يستهويني للغاية وأقوم به بشغف وحب شديدين، ومازلت أكتب وأعكف على كتابة نص سينمائي جديد قد يكون مع المخرج يسري نصرالله، وطالما أنني أمتلك الموهبة ولا تأخذ من وقتي بالتمثيل فلا مانع من القيام بها.

​​​​​​​صرّحت عن رغبتك في تحويل بعض الأفلام لمسلسلات درامية، وهذا يتنافى مع عدم تحقيق مسلسل "الكيف" الذي قدمته، مع النجاح الذي حققه الفيلم؟
مستحيل أن يُحقق المسلسل نجاح الفيلم ولا تجوز المقارنة لأن من قدموه لهم تاريخ فني كبير يعرفه الجميع، كما أن موضوع المسلسل كان مختلف عن الفيلم، ورغبتي في تحويل الأعمال السينمائية لدرامية تعود لحبي لبعض الأعمال وليس من باب إستغلال النجاح كما يزعم البعض.

وفي النهاية.. هل تؤمن بفكرة النجم الواحد؟
لا أؤمن بذلك وخصوصا أن العمل الفني اذا نقص ركن منه يفشل كله. فلو هناك ممثل يظهر بمشهد عادي وأداؤه ضعيف فان ذلك سينعكس على المشاهد حتى ولو من يقف أمامه حاصل على الأوسكار، لذا، لا بد من أن نُفكر بإحترافية بأن كل الأدوار مهمة ولا يوجد نجم واحد يستطيع تقديم عمل بمفرده.