ممثلة سورية، سطع نجمها منذ بداياتها الأولى.

. تتميز بالبساطة والعفوية والابتعاد عن الأمور المصطنعة.
بدأت مشوارها الفني عام 1999 بمسلسل "مرايا"، قبل أن تقدم عشرات الأعمال منها "دنيا" و"باب الحارة" و"صبايا" و"حمام القيشاني" و"سيرة الحب" و"قيود الروح" و"المفتاح" و"بنات العيلة" و"قلم حمرة" و"غرابيب سود".
ديمة الجندي، حلّت ضيفة على موقع "الفن" وكان معها هذا الحوار .

جئت خصيصاً الى دمشق لتصوير فيلم قصير بعد غياب؟
نعم، صوّرت فيلما قصيرا بعنوان "في مطعم صغير" لعبت فيه شخصية فتاة ليل، ولا أود الكشف عن تفاصيل الشخصية كون الفيلم قصير ومدته 13 دقيقة فقط.
أنا بكل الأحوال لم أنقطع عن سوريا منذ انتقالي للعيش في الإمارات، وأطول فترة غياب دامت حوالي 8 أشهر، لكنني غبت عن الدراما السورية لعدم وجود عمل مغرٍ بالنسبة إليّ، وليس بسبب إقامتي في الخارج.

إذاً ما الذي شجعك على المشاركة في هذا الفيلم؟
فكرة مشاركتي في فيلم سينمائي كانت مغرية جداً كوني لم أخض تجربتها من قبل، وقصة الفيلم جميلة جداً كما أن تصويره في حارات الشام القديمة زاد من حماسي، ناهيك عن أن شريكي في العمل هو عبد المنعم عمايري، الذي أرى أن الكيمياء كبيرة بيننا في العمل وأشعر براحة وسعادة عند وجود شريك محترف مثله ومخرج كمهند قطيش له رؤية جديدة ومختلفة. يمكن القول ان جميع العناصر كانت مغرية ولم أتردد أبداً في السفر إلى دمشق خصيصاً للمشاركة في هذا الفيلم.

ألم تتخوفي من الجرأة في الشخصية؟
لا، لأن الشخصية لا تتضمن مشاهد مبتذلة أو مؤذية لعين المشاهد، وأديتها بطريقة لطيفة، من جهة ثانية، تتضمن السينما مساحة أكبر من التلفزيون لتنفيذ مثل هذه الأدوار لأنها بالأساس تعتمد على مبدأ الجرأة بتناول الشخصيات.

وماذا عن جديدك على صعيد الدراما؟
وقّعت عقد انضمامي لمسلسل سعودي عنوانه "ورق مسموم" وسألعب بطولة حلقتين منه، وتشارك زميلتي ديمة بياعة أيضاً في العمل وستلعب بطولة حلقتين منه (على ما أعلم)، ونحن فقط سنشارك في العمل من سوريا.

​​​​​​​ما سبب نقل مكان إقامتك إلى دبي؟
بعد سنة ونصف من بداية الأزمة، تعرضت للتهديد وخفت على سلامة ابنتي مثلي مثل أي أم، كما أن طليقي حصل على عرض عمل مغري جداً في الإمارات وأفضل من عمله في دمشق، كما أن أهلي وأهله مقيمين هناك، فكان من الطبيعي أن ننتقل.

تواجدك هناك ربما حرمك من فرصة المشاركة في عدة أعمال.
بعد مشاهدتي للأعمال خلال السنوات الأخيرة لم أشعر أن هناك فرص ذهبية قد فاتتني إثر سفري، وجميع الأعمال الجيدة التي قدمت بعد أن وقفت الدراما السورية مجدداً على قدميها، نُفّذت خارج سوريا. اضافة الى ذلك،لا أعتقد أن الدراما قائمة على تواجدي أو خروجي من البلد، فأهم نجوم الصف الأول من كتاب ومخرجين وممثلين سافروا، ولا أرى أنه بسببي فقط تراجعت الدراما السورية وإنما لأسباب عديدة. ورغم قلة الأعمال التي شاركت بها خارج سوريا، لكنني أعتقد أنها أهم ما عملته خلال مسيرتي الفنية.

​​​​​​​أترين بأن نجمك خف بعد خروجك من سوريا؟
من الطبيعي أن يحدث ذلك نتيجة التغيب لفترة عن المشاركة في الأعمال "المنهارة" التي قُدّمت مؤخراً، وبالتأكيد سيقال بأن نجم ديمة الجندي لم يعد ساطعاً كالسابق بالنسبة لبعض الأشخاص، وبالمقابل نجمي لامع بالنسبة لغيرهم، وإن أراد أي شخص رؤيتي على الشاشة ليس بالضرورة أن يراني على القنوات المحلية، وإنما عبر الفضائيات التي لطالما عرضت أعمالنا السورية.

بعد مشاركتك في أعمال داخل سوريا وخارجها .. ما الذي اختلف عليك؟
لم أرَ أي اختلاف إلا من جهة جودة الأعمال التي تعتبر أحد أسباب تراجع الدراما السورية وتقدم الدراما المشتركة إلى جانب وجود يد للسوريين بكل عمل مشترك سواء من مخرجين أو كتاب أو فنيين.
أحب الدراما المشتركة كثيراً ولطالما تكلمت عنها في السابق وتمنيت لو كانت كل الأعمال مشتركة، فأشعر بأنها مفيدة لكافة الأطراف، وعلى صعيدي الشخصي تعرفت من خلالها على ثقافات فنية وإنسانية جديدة وغالبية نتائج هذه الأعمال تكون إيجابية وجيدة وتلقى قبول الجمهور وتحقق نسب مشاهدة عالية، والدليل على ذلك أن الجمهور يلاحق هذه الأعمال حتى ولو عرضت على قنوات مشفرة، كون غالبيتها تذهب باتجاه النمط التركي أي باتجاه الأعمال الرومانسية التي تتضمن جرعة كبيرة من الحب وبعيدة كلياً عن الحروب وتداعياتها، وتعتمد الإبهار البصري على صعيد الإضاءة والتصوير والشعر والماكياج الخ، وأرى أن للجمهور رغبة بمتابعة هذه الأعمال.

​​​​​​​أترين بأن هذه الأعمال سحبت البساط من الأعمال السورية؟
الأعمال السورية التي قُدمت في السنوات الأولى من الأزمة، لا تستطيع الوقوف أمام أي دراما أخرى، لأنها كانت فاشلة على جميع المقاييس، لكن مؤخراً عاودت الوقوف على قدميها بعض الشيء، وأعتقد أن السبب هو تحسن الميزانية المخصصة للأعمال واستقطاب كتّاب مهمين.

وما الذي ينقصنا كدراما سورية؟
نفتقد إلى الصناعة للأسف، والدليل على ذلك الحال الذي وصلت إليه الدراما السورية، فبعد سفر بعض النجوم الى خارج سوريا، انهارت الدراما وهذا يشير إلى عدم وجود بدائل، وللأسف إذا خسرنا أحد النجوم سواء بسبب وفاة لا سمح الله أو سفر فليس لدينا بديل عنه بنفس الفئة العمرية، ولهذا السبب يضطر القائمون على العمل إلى الاستعانة بممثلين من دول أخرى.

شاركت بمسلسل "غرابيب سود" ألم تتخوفي من المشاركة بعمل يتحدث عن تنظيم داعش الإرهابي؟
لم أتردد نهائياً بالمشاركة بعد أن قرأت نص العمل واعتبرتها فرصة كي أظهر للجمهور بطريقة مختلفة، إلى جانب أن المسلسل يتناول موضوع يخصني كسوريّة، ومن المهم بالنسبة لي أن أظهر ممارسات تنظيم داعش على حقيقتها، خصوصا بعد وجهات النظر المختلفة حوله.
نحن كسوريين نرفض تنظيم داعش رفضاً قاطعاً وهم مجرمون وسيئون، لكن السوريين في الخارج لا يعرفون ذلك ويتساءلون عن كيفية تعايشنا معهم، وشعرت أنه من واجبي التواجد بهذا العمل.

​​​​​​​أصحيح بأن القائمين على العمل تعرضوا لتهديدات؟
أنا لم أتلق أي تهديد لكن بعد عرض العمل قال أحد المسؤولين بقناة "إم بي سي" إن القناة تعرّضت لتهديد بالتفجير وقتل جميع العاملين بالمسلسل، لكن حسابي على الفيسبوك تعرض للقرصنة من سعودي متطرف ولا أعرف مدى ارتباط الموضوعين ببعض وحقيقةً هذا لا يعني لي!
وعلى كل الأحوال، موقع التصوير بحد ذاته كانت له رهبة كبيرة وأرعبني، اذ كان محاطاً بالأعلام السوداء والسيارات المدججة، ومجموعة كبيرة من الكومبارس كانت ترتدي لباس تنظيم داعش.
وبعد أن ارتديت ملابس الشخصية وبدأت بتصوير أول مشهد من العمل والذي كان عبارة عن خطاب للنساء، شعرت بتعب كبير لأنني لعبت قليلاً على مستوى الصوت إلى جانب التواجد بين ممثلين من جميع أنحاء الوطن العربي، معظمهم لا أعرفهم ولا أعرف مستوى أدائهم.

​​​​​​​ما زلتِ تتابعين "باب الحارة"؟
آخر جزء تابعته هو الثالث، حتى الرابع لم أتابعه رغم أنني شاركت به.
أصداء العمل ممتازة، والحمد لله اسمي لدى الناس "زهرة" أكثر من "ديمة"، ومؤخراً بدأت الناس تناديني ب"الخنساء" بعد نجاح "غرابيب سود".

في حال عُرضت عليك المشاركة مجدداً.. هل توافقين؟
لا خلص، اكتفيت.. وبناء على طلبي تم حذف شخصيتي من الجزء الخامس، فبعد انتهاء الجزء الثالث أرسل لي الأستاذ بسام الملا نص الجزء الرابع فقلت له ليس لدي رغبة في المشاركة فقال لي "فقط هذا الجزء لأنني إذا قمت بإلغاء شخصيتك من العمل سأضطر لإلغاء العائلة بأكملها".

وما سبب رغبتك بالانسحاب؟
رأيت أن شخصية "زهرة" استُهلكت ومن الواضح أن معالم الشخصيات الأخرى تذهب باتجاه الأبطال الشباب، وعموماً راضية تماماً عما قدمته بالعمل ولا أود تشويهه فقط لغاية التواجد في الأجزاء الجديدة.

لمعتِ أيضاً بمسلسل "صبايا".
شخصية "لبنى" قريبة مني جداً ووضعت لها الكثير من تفاصيل ديمة، فأنا ابنة إحدى القرى ووضعت لها صفة البساطة والنخوة وخفة الدم.
"لبنى"، فتاة لذيذة وقريبة من القلب، مشروبها المفضل هو المتة وتستمع إلى إلياس خضر وجميع هذه الصفات موجودة بي شخصياً.
وأتمنى إنتاج جزء جديد لكن بشرط أن يشارك بالعمل نفس ممثلات الجزء الأول أو الثاني.

كان من المفترض أن تشاركي في مسلسل "سايكو"، لماذا لم يحصل ذلك؟
عُرضت عليّ المشاركة في العمل وكان من المفترض أن أؤدي شخصية رئيسة العصابة، وتم تغيير موعد تصوير مشاهدي بسبب انشغالي بعمل آخر، لكن فجأة وبعد عدة أيام تم الاعتذار مني، وقيل لي بأن الشركة المنتجة طالبت بوجود ممثلة لبنانية وليس سورية.

​​​​​​​هل من الممكن أن تتنازلي عن أجرك في حال طلبت الشركة المنتجة ذلك؟
طبعاً ليس لديّ مشكلة بهذا الموضوع، وسبق وتنازلت عن أجري في مسلسل "قناديل العشاق" للربع، لكنني اعتذرت عن المشاركة لأن الشخصية لم تنل إعجابي كما أن الوقت لم يكن مناسباً بالنسبة إليّ.

شاركت مؤخراً كعضو في لجنة تحكيم "الايمي أوورد".. أخبرينا اكثر عن التفاصيل؟
نحن كنا مسؤولين عن تحكيم فئة "أهم أداء ممثل بأمريكا اللاتينية" وبالتالي شاهدنا عدة مسلسلات واخترنا الأفضل، وشرف كبير لي أن أكون إحدى أعضاء لجنة التحكيم " وأتوقع بأن أي ممثل يحلم في أن يتواجد في هذا المكان، اختياري من بين مجموعة كبيرة من الأسماء المرشحة أسعدني كثيراً، والموافقة على اسمي أمر جميل جداً خصوصا لكوني أمثل بلدي سوريا إلى جانب زملائي.
التجربة عموماً مهمة بالنسبة إليّ وقد أغنتني على الصعيد المهني وأيضاً على الصعيد الشخصي وأحسست بقيمتي كشخص بالدرجة الأولى.
وقد دُعينا لحضور حفل الختام بـ 9 تشرين الثاني للتواجد، وسيتم الإعلان عن أسمائنا كلجان تحكيم من الشرق الأوسط، ويسعدني التواجد بشكل شخصي بمثل هذا الحدث العالمي، كي تتعرف الناس على ممثلي الشرق الأوسط.

ماذا عن خطواتك المقبلة؟
خطواتي المقبلة هي باتجاه السينما وأطمح أن تكون خطوتي الأولى من بوابة مصر.
سبق وشاركت بفيلم سينمائي في العام 1999، لكن للأسف الفيلم لم يحقق الصدى المطلوب ولم يلب طموحاتي وأحلامي وأتمنى بتجربتي السينمائية الجديدة والتي أعتبرها الأولى، أن تتحقق النتائج التي نسعى اليها بما يتناسب مع شغفنا، وأشعر بأن هذا العمل على الأقل هو بادرة خير لشيء أجمل.

لماذا تطمحين بأن تكون الانطلاقة من مصر؟
لأن مصر هي أم السينما ولا أود أن أعمل في السينما التجارية، وأتمنى لو أني شاركت بفيلم سينمائي سوري كالأفلام التي يخرجها باسل الخطيب أو عبد اللطيف عبد الحميد، لكن لم تأتني فرصة للأسف.

​​​​​​​بالانتقال إلى العائلة... حدثينا عن ابنتك "تيا".
صحيح ابنتي أغلى ما أملك وتبلغ الثالثة عشرة من عمرها وبالعموم هي فتاة رزينة وليست طائشة ومجتهدة بمدرستها، تتمتع بمواهب عديدة (رسم، موسيقى، باليه، جمباز) ولكنها ذهبت باتجاه كرة القدم. ونحن أصدقاء وليس مجرد أم وابنة وأروي لها يومياتي وتفاصيل عملي بالكامل، علاقتنا متوازنة وجميلة ونحن سعيدتين مع بعضنا البعض.

وهل شجعتها على ممارسة كرة القدم؟
على الأهل أن يفتحوا الأفق أمام الطفل كي يختار ما يرغب به ويميل إليه وأنا لا أجبر ابنتي على شيء لكنني أشدد دائماً على موضوع ممارستها الرياضة والاهتمام بلياقتها.

ماذا عن الحب؟
لا يوجد حالياً.

أتفكرين مجدداً بالزواج؟
سابقاً لا، لكنني مؤخراً بدأت أفكر بالموضوع جدياً لأنني بدأت أشعر بالوحدة، وليست لدي مشكلة بإعادة تجربة الزواج ولكن ضمن شروط معينة.

​​​​​​​ما هي هذه الشروط؟
ليست شروطا بالمعنى الكبير للكلمة، لكني أتمنى أن يكون الشخص قريباً من بيئتي وتفكيري وثقافتي، وأهم من كل ذلك أن يتقبل مهنتي.

هل تكررين تجربة الارتباط برجل من الوسط الفني؟
ليس لدي مانع لكن ضمن الظروف التي أفضّلها.

أنت مقلة بلقاءاتك الإعلامية، ما سبب ذلك؟
لقاءاتي قليلة لأنني لا أحب الظهور في أي وقت لمجرد الظهور أو لأنني خضعت لجلسة تصوير وأريد نشر صوري عبر المجلات، أحب الظهور في الوقت المناسب وبالنسبة للصور أنشرها متى أشاء عبر حساباتي على السوشال ميديا.