في تغطية خاصة للفن- حلقة جديدة من برنامج "هلا كل خميس" قدمتها اليوم الإعلامية رئيسة تحرير موقع "الفن" هلا المر عبر إذاعة راديو سترايك على الموجتين 97,7 و97,3 ، عند الساعة الخامسة عصراً.


لكن حلقة اليوم كان لها وقع خاص ، فهي حلقة خاصة في ذكرى مرور سنة على رحيل الموسيقار اللبناني الكبير ملحم بركات، وتضمنت صوته وهو يبدي رأيه في الكثير من القضايا الوطنية والفنية في لقاء سابق مع صديقته هلا المر، ويغني أجمل اغنياته الخالدة.
بدأت هلا الحلقة بمقدمة أخبرت فيها ملحم أن سنة مرت على غيابه لكن الوطن ما زال على حاله الذي كان ينتقده، واستذكرت حين أطل في حفل في بعبدا طلب فيه عدم تصويره بالفيديو ليوصل كلمته بأنه كان يريد ان يصبح ميشال عون رئيساً للجمهورية.
وتمنت هلا لو كان ملحم عاش ليشعر بفرح تحقيق امنيته بوصول ميشال عون الى الرئاسة.
وانتقلت هلا للقول إنه منذ سنة حتى اليوم الكثيرون استغلوا ملحم، وتابعت :"شو بزعل إنك تتكرم بسوريا وما تتكرم بلبنان، وإنو يقتلوا بعضون المنتجين ع غنيتك، ولما بدون يكرموك ببعلبك ما يمشي الحال".
ولم يقتصر زعل هلا على ذلك، بل عبّرت عن حزنها الكبير حين يقول لها أحد الوزراء أن ملحم "ما بيستاهل" التكريم، وإذا فتحوا باب التكريم سيضطرون لأن يكرموا الكثير من الفنانين الآخرين.
وقالت هلا "إن كل جيل ملحم يستحق التكريم والجيل الذي تعامل مع ملحم أيضاً، وتساءلت هلا أين انتم غائبون ودائماً فقراء وليس لديكم المال، فالفن هو الذي صنعكم حين لم تصنعكم السياسة أو الاقتصاد".
واستذكرت هلا الدكتور الراحل وديع الصافي الذي غنى الكثير من الأغاني للبنان، والشحرورة الراحلة صباح التي لم تكن ترضى أن تمثل في فيلم مصري بدون تضمنه أغنية للبنان.
وإختصرت هلا حزنها بالقول :"ملحم بركات بدنا حريق".
واستدركت ان الرجال الذين هم بصدق وصراحة ملحم بركات قلائل، وتابعت أن لا أحد يمكنه ان ينكر أن ملحم مبدع وخلاق وشاطر واخذ مواقف سياسية "أكبر راس مش آخدها".
واوردت هلا أنه لا يجب أن نبكي لان ملحم ترك إرثاً كبيراً في الفن، لكن لا يمكننا ان نقاوم الحزن على ملحم بركات ، فالسيد يسوع المسيح جلس امام قبر لعازر وبكى.
وختمت هلا مقدمتها المؤثرة بالقول :"أبو مجد اشتقتلك".
مجموعة من المقابلات أجرتها هلا في الحلقة تحية لروح الموسيقار الراحل ملحم بركات.

البداية كانت مع الشاعر صديق ملحم الوفي "نزار فرنسيس" الذي وصفته هلا بأنه "شاعر مكلل بالوفا"، ولم يكن يوماً محباً لنفسه فقط ويريد تسليط الضوء على اسمه بشكل خاص ، بل في كل مرة يطلب منه ان يتحدث عن صديق عمره يتحدث من قلبه عن توأم روحه الذي فقده.
نزار قال أنه وهلا كانا يعلمان سابقاً أن أبو مجد في وضع خطر قبل موته، لتشير هلا الى انها حاولت حينها التكتم على الموضوع.
وذكر نزار أن ملحم كان يعتبره شقيقه .
ويعتبر نزار أنه سيظل يحمل هذا الفخر طالما هو على قيد الحياة.
ويرى أن هناك الكثير من الناس الذين لا يعرفون إلى أي مدى ملحم بركات هو محب ، ووفاؤه وفاء طفولي فلا يمكن أن يأكل مع أصدقائه قبل حضور نزار فرنسيس.
وقال نزار في حديثه مع هلا أن المرة الأولى التي تعرف فيها على ملحم كانت عام الـ1996 :"حينها كان لدي اعمال ناجحة في السوق، وكان ملحم على خلاف مع المخرج سيمون أسمر ، وكان يريد أن يجتمع بي ليس عن طريق الأخير".

وتابع نزار أن كان هناك أغنية يريد أن يلحنها للفنان زين العمر -الذي كان حينها لا يزال إسمه طوني حدشيتي- وأراد ملحم ان تكون من كلماتي وكانت الأغنية "سامح يا حبيبي سامح".
وقال نزار ان أغنية "تعا ننسا" كانت رسالة تسامح بين كل الناس المختلفين، ويعتبر أن هذه الأغنية هي محطة مفصلية في حياته نقلته من مكان إلى مكان على صعيد المستوى الفني.
وأورد نزار أن الأغنية تم تلحينها خلال 20 دقيقة فقط.
كما روى نزار أن أغنية "صاير كذاب" كانت مزحة وتحولت إلى أغنية "صاير كذاب اللي بحبو".
ويعتبر نزار ان العمل مع ملحم له نكهة خاصة، ويرى أنه تلاقى مع ملحم بالروح.
وعن نجاح ملحم قال نزار إن الفنانين الذين وصلوا إلى هذه المرحلة من النجاح قلائل.

وقال نزار :"كل يوم أستفيق وأيامي ينقصها ملحم بركات ، والفن ينقصه ملحم بركات".
وتابع :"ملحم بركات علمني الوفا والتواضع ، فهذا الإنسان الكبير والعظيم الذي اضفى على الدنيا الابداع والجمال لا يتردد في أن يشرب القهوة مع عمال محطة البنزين ويشرب السيجارة".
وأضاف نزار راوياً أن ملحم كان "يمر على الحواجز ويتبادل المزاح مع الشباب حتى في المطار، وما كان يتردد لما يطلع عبالو فنجان قهوة او سيجارة قدام اي بيت يوقف السيارة ينزل يدق عليون يقلون "مرحبا انا ملحم بركات عندكون قهوة تسقونا؟".

كما روى نزار كيف شرب ملحم آخر فنجان قهوة ودخن آخر سيجارة حيث ان ملحم كان في المستشفى واتصل بنزار عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وطلب منه ان يخرجه من المستشفى ، وبالفعل حضر نزار مشيراً الى أنه كان يعلم أنه لا يمكن ان يخرج من المستشفى لكنه امن له كل التجهيزات ليخرج، وحينها جلس ملحم في حديقة المستشفى شرب القهوة ودخن سيجارة وطلب أن يعود إلى المستشفى، وبعد حوالى الأسبوع توفي.
وبكلمات مؤثرة وصف نزار غياب ملحم "بعدني مضيعك ، بدي قول طولت صاروا سنة وينك بعدا ما شبعت غفا عينك ، إشتقنالك ندهنا بأعلى صوت لا سمعتنا ولا عم بيزيح الموت الي واقف يا ملحم بينا وبينك".
وتمنى نزار ان يعلّم مشوار ملحم الفنانين أصول الحياة والمحبة والفن والغناء ، فهو الذي كان شفافاً وواضحاً وقريباً من الناس ، ولم يكن خبيثاً .

​​​​​​​الفنانة نجوى كرم كانت لها مداخلة في الحلقة، فقالت "في الزمن الذهبي للأغنية اللبنانية، احد عمالقة الأغنية كان الفنان ملحم بركات فقدناه وفقدنا عنصراً اساسياً من أركان الأغنية اللبنانية".
واوردت نجوى ان ملحم ترك فراغاً كبيراً في الأغنية الشعبية اللبنانية التي تدخل إلى قلوب كل الناس.
وترى نجوى ان ملحم لم يكن فناناً او ملحناً فقط ، بل كان مدرسة ويجمع الكثير من المواهب في شخص واحد.
​​​​​​​وتابعت ان ملحم كان يفهم لعبة الأغنية الشعبية اللبنانية فيقدمها بدون ابتذال، وكان يمتلك الموهبة الفطرية في تلحين الأغنية الشعبية.
وأضافت نجوى أن ملحم أسس عصراً كبيراً وطويلاً هو عصر إسمه "ملحم بركات".
وتساءلت نجوى "مَن من الشباب او الصبايا لم يغنوا لملحم بركات ليزينوا سهراتهم؟".
وختمت نجوى :"لقد فقدنا عموداً اساسياً في الأغنية اللبنانية ، يكاد يكون الاخير في عصر العمالقة".

انتظرونا غداً في جزءٍ ثانٍ لتغطية الحلقة مع مجموعة من الفنانين الذي استذكروا الراحل الموسيقار ملحم بركات وهم النجم العربي وليد توفيق، النجم ملحم زين، المؤلف الغنائي طوني أبي كرم والمطربة ميشلين خليفة.