"الساحة الفنية"، يا لها من ساحة تحوّلت إلى "حلبة مصارعة"، فكل من أراد الغناء نزل إليها برزمة عملات فارضاً صوته على آذان جماهير يتمايلون على كلمات لا معنى ولا فائدة منها.

وحقاً، كما قيل ويقال، إن الزمن لا يقف عند نقطة محدّدة بل يتقلّب كأمواج بحر متلاطمة، تجلب على شاطئه كل ما تراه أمامها، إن كان حسناً أم مضراً . وهذه الساحة تحوّلت من زمن كانت للمنافسة الفنية فيه نكهتها المحترمة، إلى ان أصبحت المنافسة مقتصرة على أرقام وهمية تحت عنوان "مواقع التواصل الاجتماعي".

كثيراً ما يسمع المشاهد عن أغنية ضربت أو "هيت قوية"، لكنّه نادراً ما يلجأ إلى مقارنة هذه الأرقام ليُصدم بخياليتها، وخصوصاً عندما يقارنها بتلك الواقعية.

أدهم نابلسي، فنّان شاب دخل الى هذه الساحة، وربّما الأرقام هي أكثر ما تهمّه، خصوصاً نسبة المشاهدة العالية الّتي حظي بها فيديو كليب أغنيته "نسخة منك"، لتفوق الـ 49 مليون مشاهدة! على الرغم من أنّ عدد متابعيه على موقع "يوتيوب" لا يتجاوز الـ 400 ألف "subscriber" . إضافة إلى ان نسبة مشاهدة الفيديوهات السابقة له، لم يتعدّ أحلاها الـ 3 مليون مشاهدة. الأمر الّذي دفعنا لمقارنتها مع نسبة المشاهدة لفنّانات عالميات، لنلاحظ أنّ نسبة المشاهدة لفيديو كليب مايلي سايرس "Younger Now" لم يتعدّ الـ 43 مليون مشاهدة!

من هنا طرحت العديد من علامات الاستفهام، لتكون أبرزها الأرقام الوهمية الّتي يلجأ الفنّان إلى شرائها من أجل صناعة صورة فنيّة أمام الإعلام، أم أنّ ادهم وصل حقا إلى العالمية من دون علم الصحافة وجمهوره العربي!

ربّما نابلسي هو ليس الوحيد ضحيّة هذا التقدّم الّذي انحصر فهمه بالأرقام لدى الكثيرين، وبالتأكيد هناك الكثير من الفنّانين والفنّانات الّذين يلجأون دائماً إلى صناعة صورة فنيّة مفبركة لأنفسهم.