كمش الحنين بأيسره الموجع، وشدّه نحو الأضواء ليريه لمجتمع حيث لم يعد للإنسان قيمة ، ولا لعنوانه احترام. فبكل عزم، جسّد لبنان بشخصيته الحقيقية، لتذرف آلاف العيون دمعاً حنينياً، مشتاقاً لأبناء أجبروا على ترك وطنهم وأرضهم.

سنوات وسنوات، والشعب اللبناني يتلقّى أسهم الفقر والبطالة، الّتي أودت بسمّها الى هجرته، ليبقى لبنان وحيداً كالأم الّتي فقدت رضيعها بأشهره الربيعية الأولى، ويتيماً كالأب الّذي فقد حنان أولاده.

كل القضايا الّتي يعانيها اللبناني اليوم، أراد جان كيروز أن يختصرها بعمل مسرحي موسيقي ضخم تحت عنوان "كمشة حنين"، الّذي لم يتعدّ الساعتين في كازينو لبنان، متضمناً أفلاما قصيرة، وملابس فولوكلورية لعلّها تبقى بوجدان الأجيال القادمة، والّذي ترك بصمته في أذهان الحاضرين، ليخلقوا أسئلة عديدة بينهم وبين أنفسهم تمحورت حول بقائهم في وطنهم.

حلا "سينتيا كرم"، ومجد "طوني عيسى"، أبطال رافقتهم أنظار الحاضرين خلال الزمن، أي منذ طفولتهم حتّى وقت تتويج حبّهم بالزواج. فكانا يحبّان بعضهما منذ الصغر، إلى أن كبرا وقرّرا الارتباط، ولكن بسبب الظروف القاهرة الّتي عاشها مجد، قرّر أن يترك حضن وطنه الدافئ، وقلب حلا المجروح، ويلجأ إلى حضن الغربة الّذي قدّم له العمل والمال لكنّه لم يقدّم له رعاية الأم لابنها. وخلال غيابه، دموع حلا لحّنت كلمات، من توقيع حنين كيروز، وصل صداها إلى سماء لبنان الّتي عادت بابنها مجد إلى أرضه، لتزفّه أزهار بلاده الكريمة، وابتسامة أحبائه السليمة، والّتي دخلت كلّ قلب كان حاضراً، من محبّين، فنّانين،إعلاميين، وسياسيين.

وعندما دخلنا إلى كواليس هذا العمل لمقابلة أبطاله، اعتبر صاحبه، جان كيروز، أنّ شعلة الأمل لم تنطفئ بعد عند اللبنانيين، وهو أحد هؤلاء الأشخاص الّذين يثابرون ليلاً نهاراً من أجل خلق أفكار تمثّل قضايا لبنان اليوم، وليحبكها بطريقته الفنّية من أجل جذب عيون المغتربين، وتشجيعهم على العودة. أمّا الممثّل طوني عيسى، فاعتبر من جهة أخرى أنّه من الرائع أنّ الفنّان اللبناني ما زال يناضل في سبيل ثقافة وطنه، وباستطاعته خلق أعمال جديدة، خصوصاً في ظل الأوضاع السلبية الّتي يعيشها اليوم، ولكن يبقى الأمل هو الخيط الشّجاع الّذي يربطه ببلده. لتضيف على ذلك زميلته سينتيا كرم بأنّهم سلطوا الضوء على الهجرة لأنّها شرذمت العائلات وفكّكت روابطها. بالرغم من أنّ هناك آلاف القضايا الّتي يمكن تسليط الضوء عليها.

وما إن انتهى العرض، حتّى علت أصوات المحبّين الّذين أبدوا إعجابهم بعمل صوّر حياتهم، وكأنّه "مرآة عكست صورة حياة الحاضرين".

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً، إضغط هنا .