لم تدرس التمثيل ولكن موهبتها جعلتها تدخل الفن وتُشارك في الكثير من الأعمال المهمة وبأدوار صعبة ومؤثرة، ورغم تصريحاتها عن صدمتها في أول تجربة قدمتها في التمثيل، إلا أنها لا تندم على شيء وترى أنها تعمل على تطوير نفسها بشكل دائم للوصول لأفضل مستوى ممكن، فهي واحدة ممن يعملون في الفن بشغف وحب شديدين بعيدا عن أي حسابات سطحية لن تُقدم أو تؤخر.

. هي النجمة أروى جودة التي تتحدث لـ"الفن" عن مشاركتها الأخيرة بمهرجان الجونة ورؤيتها له، إلى جانب الحديث عن سبب قلقها على السينما وعدم دراستها للتمثيل وماذا تفعل لتطوير نفسها وما هو مرفوض، وترد على التساؤلات عن تأخر البطولة المطلقة وغيرها الكثيرفي اللقاء التالي معها:

بداية.. حضرتِ فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، كيف وجدتيه وهل صحيح أنه قريب من المهرجانات السينمائية العالمية؟
سعدت للغاية بوجود مهرجان سينمائي كبير ومميز للغاية في بلدي مصر، فالقائمون عليه أشخاص يحبون الفن ويقدرونه ويصنعونه بأبهى صورة ممكنة وفي الوقت نفسه هو ترويج للسياحة المصرية، لذا فأنا سعدت للغاية بمستوى التنظيم الخاص بكل مراحل المهرجان سواء حفل الإفتتاح أو الندوات والمؤتمرات وأتمنى أن تحذو كل المهرجانات المصرية حذوه، وهذا المهرجان جعلني أشعر وكأنني في مهرجان دبي السينمائي فهو قريب منه للغاية، وما المانع أن يكون لدينا مهرجانات سينمائية تنافس العالمية طالما أننا نبذل قصارى جهدنا في ذلك!

وكيف وجدتِ مستوى الأفلام التي عُرضت بالمهرجان، هذا إلى جانب إستضافته لنجوم عالميين؟
مستوى الأفلام التي شاركت بمهرجان "الجونة" كان عاليا للغاية وتم إختيارها بحرفية ودقة شديدة، فضلا عن حضور النجم العالمي فوريست والكر والكثير من النجوم والنجمات من مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم، وهذا أمر مميز ويؤكد على أن المهرجان في طريقه للعالمية منذ دورته الأولى التي لابد أن تكون فيها أخطاء، ولكن مع قدرة إدارة المهرجان على الإمساك بكل الأمور فإن هذه الأخطاء جاءت قليلة للغاية ولا تُذكر،و كل شيء كان منظما ومرتبا بشكل جيد وتم الإعداد له على أعلى مستوى.

ولماذا صرّحت بأنكِ خائفة وقلقة على السينما رغم إنتعاشها بعدة أفلام حطمت ارقاما قياسية؟
لا أنكر أن السينما إنتعشت خلال الفترة الأخيرة بوجود عدة أفلام سينمائية على مستوى فني عالِ وحققت نجاحا كبيرا، فضلا عن الإيرادات الكبيرة التي حققتها بعض الأعمال، ولكننا أصبحنا في عصر التكنولوجيا. كما ان الدراماباتت تستخدم كاميرات بتقنيات عالية وهي التي يتم العمل بها في السينما، فيجب أن نهتم بهذه النقطة حتى ولو كانت السينما مُنتعشة فهناك خطورة عليها لأن السينما هي ناقلة التاريخ في كل العصور، فضلا عن إنتشار القرصنة والمشاهدات الإلكترونية للأعمال الدرامية والسينمائية.

لهذا السبب أنت مُقلّة في حضورك السينمائي؟
لست مُقلّة في حضوري السينمائي ولكن الأمر يتوقف على الأعمال المميزة التي أتمنى أن أُشارك بها في السينما لأنني ما زلت دون ذلك وأجد ان الغياب هو الحل الانسب الى حين العثور على العمل المميز.

وهل هناك نوعية معينة من الافلام السينمائية التي تفضلين مشاهدتها كواحدة من الجمهور؟
ليست نوعية معينة بل أنني احب مشاهدة كل الألوان، وأنا ضد النمطية ومع التغيير لأنه الأفضل دائما، ولكن لو سألتني ما هي نوعية الأفلام التي أرفضها؟ فسيكون جوابي الأعمال الساذجة التي تستخف بعقول الجماهير والتي لا تكون لها علاقة بالتمثيل والتي تتسم بالسطحية.

هل ترين أن عدم دراستك للتمثيل نقطة غير إيجابية في حقك؟
أنا مع الدراسة والتعلم المستمر وأسعى لتطوير نفسي بشكل دائم، وليس من العيب أن يحصل الفنان على دروس تمثيلية، لاسيما وأنني اعتبر نفسي في بداية الطريق ولا أعمل بمبدأ المحترفة. وعلى الرغم من ذلك لا أُشارك إلا في ما احب واقتنع به من أعمال لأنني لو فعلت غير ذلك لن أكون صادقة مع الجمهور، كما أنني أفعم نفسي بالدراسة والإستفادة من التعاون مع كبار المخرجين الذين تعاونت معهم إلى جانب تجارب الزملاء والأصدقاء الآخرين.

شاركت في رمضان الماضي بمسلسل "هذا المساء" وهو حال بينك وبين سيناريوهات أخرى نالت إعجابك، هل حزنت لعدم قدرتك على التوفيق بين تصوير هذا المسلسل والأعمال الأخرى التي رفضتها؟
لم أحزن على هذا الأمر فدوري في"هذا المساء"، كان مختلف والمسلسل ناقش قضية مهمة للغاية وكشف الستار عن بعض الأسرار والقرارات التي يهتم كثيرون بتقديمها ولكن الخوف ينتابهم. وسعدت للغاية بالتعاون مع المخرج تامر محسن الذي إستفدت منه كثيرا وإياد نصار الذي كررت تعاوني معه وكل فريق العمل، كما أن رفضي لأعمال درامية أخرى يعود لعدم قدرتي على التوفيق ما بين تصوير "هذا المساء" واي عمل آخر لصعوبة المسلسل وضرورة التركيز عليه، ووجدت أن عملا واحدا مميزا هو أفضل بكثير من اعمال عديدة لا اعطيها من ذاتي او أركز عليها وتمر مرور الكرام.

وما الذي تسعين إليه من خلال عملك بالفن؟
اسعى لأن أُقدم أدوارا خاصة بي فضلا عن فكرة المتعة الفنية وضرورة تحقيقها بأي عمل فني أُشارك فيه، وفي كل مرة قبل التصوير تدور في ذهني الأسئلة التي أُصارح نفسي بها، وإنطلاقا منها أستشعر مدى نجاح العمل، ولا أشعر بالراحة إلا بعد متابعة الاصداء والإطمئنان على ما قدمته.

​​​​​​​صرّحت بأنك لا تحبين مشاهدة أعمالك الفنية، لماذا؟
شعوري بالصدمة بعد أول تجربة فنية قدمتها في مشواري، جعلني أخاف من مشاهدة أعمالي لانني اشعر أنه كان عليّ أن أؤدي المشهد مثلا بطريقة معينة، وفي وقت تصوير مسلسلات رمضان حينما تُعرض الأعمال ونبقى لنواصل التصوير، يزداد رفضي لمشاهدة الدور كي أكون صادقة مع الجمهور وأظهر بواقعية.

وهل تحول الأمر الى هاجس بالنسبة اليك؟
ضحكت وقالت: لم يتحول الأمر لهاجس لأنني أمنع نفسي من ان أصل الى هذه المرحلة.

الحديث عما ترفضينه في الفن في المجمل صعب وقد يطول النقاش فيه، فهل هناك نوعية معينة من الأعمال ترفضين المشاركة بها؟
أنا لا أرفض إلا الأعمال التي تستخف بالجمهور وتضحك عليه، ولكن ما عدا ذلك أقبل بأي عمل فني أو أرفضه بعد قراءة السيناريو.

​​​​​​​أيهما يُسيطر عليكِ أكثر في عملك بالفن.. المبادئ أو الحسابات المتعلقة بمتطلبات السوق؟
الإنسياق الى متطلبات السوق ضروري ولكن من دون فقدان المبادئ. ولا بد ايضا من الاعتماد على الذكاء، وفي الحقيقة ليست هناك حسابات تدعوني للقلق ولا أفكر أو أعيش سوى كل يوم بيومه.

وفي النهاية.. ألا ترين أن البطولة المطلقة تأخر موعدها؟
لا أرى ذلك لأن كل شئ قسمة ونصيب، كما أنني حينما اجد نفسي جاهزة لها سأقوم بها، فلماذا التسرع! كما أن العمل بمجال التمثيل شغف وحب كبير بالنسبة لي والدور المميز هو الذي يلفت نظري ويجذبني لتقديمه وليس البطولة من عدمه، فأنا لا أقيس أهمية أدواري بالمتر.