في حلقة جديدة من برنامج "بلا طول سيرة" في الموسم الرابع الذي يحمل شعار "العالم يتغير" خصص مقدم البرنامج زافين قيومجيان هذه الحلقة للحديث عن التحولات التي تشهدها الاغنية اللبنانية.

الحلقة تناولت ترجمة واقتباس الأغاني وإعادة احياء الأغاني القديمة وكذلك فتحت ملف الاغنية السياسية في لبنان، مع الضيوف جاهدة وهبي، كارل اس، كريستينا حداد وعبيدو باشا.
وفي ختام الحلقة فقرة طابعها طريف بامتياز ومؤثر في الوقت عينه مع الاعلامي ميشال قزي الذي ودع جمهوره على شاشة تلفزيون "المستقبل"، متحدثا عن انطلاقته الجديدة خارج المستقبل للمرة الاولى منذ احترافه العمل التلفزيوني قبل 24 سنة.
زافين استهل الحلقة بالكلام على البوم السيدة فيروز الجديد، وسأل: الجميع يغني فيروز، وفيروز تغني غيرها: هل انتهت الأغاني؟ وهل الاغنية اللبنانية في ازمة تجديد؟
والبداية كانت مع سمير نخلة، رواد رعد، فارس إسكندر وعمر صباغ في تقرير عما يمكن ان يقدمه الشعراء والملحنون الجدد للسيدة فيروز اذا طلب منهم الكتابة او التلحين لها. كما تم عرض مقتطفات من اغنية "ايماجين" لجون لينين بأصوات مختلفة، والتي غنتها فيروز بعنوان "يمكن" في ألبومها الجديد. كما تحدث مع المغني السوري الشاب المقيم في هولندا ريمي، الذي كان اول من اقتبس اغنية فيروز هذه وغناها في خلطة مع الاغنية الاصلية.
في الفقرة الاولى، تطرقت الفنانة جاهدة وهبي الى واقع الاغنية اللبنانية، خصوصاً أنها غالباً ما تسعى لكتابة أغانيها بنفسها. فاعتبرت ان هناك ازمة كبيرة تعيشها الاغنية اللبنانية كما الاغنية العربية، ومن اسباب الازمة العولمة التي جعلت الاغنية اللبنانية ضائعة، وغربتنا عن هويتنا الثقافية. واشارت الى ان البعض اتجه ناحية الاستهلاك، والبعض قدم اغنية جيدة، لكن الارتباط بين شركة الانتاج والسوق الاعلانية جعل فكرة الاستهلاك تطغى. وقالت: من الضروري ان تكون البيئة السياسية صحية لتساهم في النهضة، فيما العالم العربي يعيش اليوم حالا من الفوضى.
جاهدة وهبي اشتهرت بالغناء الاوبرالي باللغة العربية وبالإنشاد السرياني والبيزنطي والتجويد القرآني، واختارتها جامعة كامبريدج البريطانية بين اهم الشخصيات الثقافية في القرن العشرين.
وقد اوضحت ان غناءها اديث بياف كان بمحض الصدفة، وبمصادفة انطلاقتها المئوية، وانها احست ان صوتها يمكن ان يؤدي اغانيها وان يعطيها نكهة شرقية. وبعد الاستماع الى مقتطفات من اغنيتها "من وين تطرقت الى البومها الجديد، واشارت الى انها تحاول من خلاله التقرب اكثر من الناس، وان تأخذهم الى مكان جميل باللحن والكلمات.
في الفقرة الثانية، تم عرض تقرير عن اغان لبنانية بألحان مقتبسة والنسخة الفلسطينية من اغنية "ديسباسيتو" للفنان الفلسطيني علاء الكردي، وهي من اكثر الأغاني الضاربة المترجمة مؤخرا الى اكثر من عشر لغات، والتي اطاحت بها اغنية "مي غينا" الارمنية الأميركية. وقد تحدث الفنان الكردي عن تجربته في تعريب " ديسباسيتو" التي أصبحت معه "مش بسيطة".
بعدها وقفة مع المرنم كارل اس ادى اغنية "سوزانا" مباشرة في الاستديو للمرة الاولى منذ ثلاثة عقود. هذه الاغنية التي تعتبر اشهر محطات تعريب أغاني البوب العالمية في لبنان، عرب كلماتها الشاعر يونس الابن، مؤلف رائعة وديع الصافي "لبنان يا قطعة سما". وتناول كارل اس كيف تحولت هذه الاغنية الى وجه للانقسام اللبناني خلال الحرب. ففيما لاقت الاغنية رواجا واسعا في المناطق الشرقية، وتمايلت على أنغامها أجساد جيل صاعد في النوادي الليلية ، كما في الملاجئ خلال الحرب عام 1984، قاطع إعلام بيروت الغربية سوزانا، متهما من يقف خلفها ، بالتخطيط الممنهج لعزل لبنان عن محيطه العربي وربطه بالغرب!
تحدث كارل اس (صوفنا) بعدها عن مسيرته الموسيقية، ومحطة اغنية "ماري ماري" مع مكتشفه الياس الرحباني، والتي طبعت مسيرته. وقال انه كان مقتنعا بالاغاني الاجنبية ولم يجد نفسه مرتاحا في تأدية اغان لبنانية. واغنية "سوزانا" كانت اول واخر تجربة له باللغة العربية، قبل ان يغيّر مساره في العام 1994، وينصرف الى اداء تراتيل كتبها واستعمل الموسيقى الغربية في تلحينها.
في الفقرة الثالثة الفنانة كريستينا حداد، إحدى أبرز المغنيات المعروفة بادائها لاشهر أغاني البوب العالمية والعربية وحديث عن تجديد الأغاني أو الـ Cover songs. وقد اشارت حداد الى ان المغني يعطي آفاقا جديدة لاغنية الغير التي يؤديها وانها تحب ان تؤدي اغاني الغير باحساسها وطريقتها من دون تقليد. واوضحت ان الكثير من المغنين بدأوا عبر اداء اغاني الغير معتبرة ان المشكلة في لبنان هي الانتاج في غياب اي انتاج لاغان اجنبية. وقالت ان حلمها ان تشارك في حفلات كبيرة أو في المهرجانات.
وتم عرض تقارير عن الاغاني العالمية الشهيرة المجددة، وعن الاغاني العربية التي عاشت باصوات جديدة، إضافة الى وقفة مع تجربة السيدة صباح والفنانة رلى سعد التي استطاعت ان تنقل بعض اغانيها الى جيل جديد من المستمعين.
"ذاكرة الاغنية السياسية" ناقشها زافين مع الكاتب والناقد عبيدو باشا الذي اعتبر ان الاغنية السياسية انتهت لان ظروف قيامها انتهت. وقال ان الاغنية السياسية ارتبطت بالحرب، وما من اغنية بديلة. وفرّق بين الاغنية السياسية والاغنية الوطنية، باعتبار الاولى تضع فريقا في مواجهة فريق آخر، وهي اغنية اشتباك، في حين ان الثانية تقاتل عدوا خارجيا مشتركا. واعتبر ان من اهم الاسماء في عالم الاغنية السياسية مارسيل خليفة وخالد الهبر. وقال ان الحرب انتجت ثقافتها في ما كان يعرف بالمنطقة الغربية لكنها لم تنتج ثقافتها في ما كان يعرف بالمنطقة الشرقية. ووصف اغنية "اللطشة" السياسية بانها اغنية هجاء سياسي. واعتبر ان الاغنية اللبنانية في ازمة، وبعد ان قامت وازدهرت في الخمسينات والستينات بضوء الصراع بين ثقافتي الساحل التي كان يمثلها زكي ناصيف وتوفيق الباشا وثقافة الجبل حسمها الاخوان الرحباني باعتماد الثقافة الثالثة البيضاء.
في ختام الحلقة، استقبل زافين زميله ميشال قزي في تحية وداعية له بمناسبة انتقاله من تلفزيون المستقبل الى المؤسسة اللبنانية للارسال. قزي تحدث عن الانفصال الحبي مع تلفزيون المستقبل، مشيرا الى ان علاقته بمحطة المستقبل ستستمر وربما يكون هناك تعاون في ما بعد. وقال انه يحمل معه الى المؤسسة اللبنانية للارسال خبرة طويلة، اضافة الى خبرة النجاحات التي حققها والمطبات التي وقع فيها، معتبرا ان احلى ذكرى مهنية لديه هي "ميشو شو" و"كوكتيل مع ميشال". واصعب الاوقات التي مرّ بها كانت يوم اغتيال الرئيس رفيق الحريري، اضافة الى المعاناة التي تشارك فيها مع باقي الموظفين السنتين الماضيتين.
زافين سأل قزي عن قدرته على التغيير واستجابته لمتطلبات وشروط العمل التلفزيوني الجديدة، وعن رأيه بمقدمي البرامج الترفيهية الشباب، فاشار الى وجود من يقلده بصورة شبه كاملة، رافضا ذكر اسمه او التشهير بأحد.
وعن إمكانية الارتباط طالما الزمن هو زمن التغيير، بدا قزي مصراً على العزوبية، لكن اذا وجد صبية يحبها اكثر من حريته فسيتزوجها فورا. وختم بالتأكيد ان دعوة زافين الى البرنامج فاجأته، شاكرا له ولادارة المستقبل هذه اللفتة المميزة.