لأنه منصور الرحباني ، هذا الكبير من لبنان الذي رسم وأخوه عاصي خط لبنان الحضاري الموسيقي بعد أن قدما أهم الأعمال الغنائية والمسرحية والسينمائية والتلفزيونية بصوت أهم فناني لبنان وعلى رأسهم سفيرتنا إلى النجوم فيروز ، وبعد رحيل عاصي ، أكمل منصور الرحلة بأعمال لم تقل شأناً عن عملهما كثنائي ، لذلك وبرعاية السيدة الأولى ناديا ميشال عون ، وبدعوة من وزارة الثقافة وبحضور الوزير الدكتور غطاس خوري ، وبالتعاون مع بلدية بعبدا-اللويزة ، قدمت الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية ، بقيادة المايسترو أندريه الحاج ، تحية إلى منصور الرحباني بصوت الفنان جيلبير جلخ في حفل ضخم أقيم في سراي بعبدا الأثرية .

بدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ، ثم أطلت مقدمة الحفل عضو بلدية بعبدا-اللويزة الإعلامية الراقية سينتيا الأسمر ، وكانت كلمة لرئيس الكونسرفاتوار الوطني الدكتور وليد مسلم ، وكلمة لوزير الثقافة الدكتور غطاس خوري الذي قال :"ما لفتني اليوم هو حضور السيدة الأولى ناديا ميشال عون التي قالت لي في إحتفال موسيقي سابق إنه يجب عليّ أن أهتم بسراي بعبدا ، وإن شاء الله سنهتم كلنا بهذه السراي ، فلفت النظر في المواضيع الثقافية هو أساس ، وستكون السيدة الأولى دائما معنا في كل إحتفالات وزارة الثقافة ، كراعية أو بحضورها ، والتي هدفها إحياء عظماء من لبنان مثل هذه التحية اليوم..".


وإنطلق البرنامج الغنائي-الموسيقي حيث أطل المايسترو أندريه الحاج والفنان جيلبير جلخ ونقلانا معهما إلى عالم آخر ، رقي ، إبداع ، إحتراف...والنتيجة حفل يليق بمنصور الرحباني ويشرف وجه لبنان الحضاري.

"الوصية المقدمة الأولى ، يوميي يوميي ، غريبين وليل ، شهروا السيف ، صيف 840 ، كان العمر بأولو ، زينوا الساحة ، وطني بيعرفني ، علمتونا يا بيي ، الوصية المقدمة الثانية ، إذا راح الملك ، لمعت أبواق الثورة ووحياة اللي راحوا" ، وكان التصفيق يعلو أكثر وأكثر بعد كل مقطوعة موسيقية أو أغنية لمنصور الرحباني .

موقع "الفن" عاد بهذه التصريحات الخاصة .

الإعلامية سينتيا الأسمر:"فكرة إقامة هذا الحفل في سراي بعبدا تعود إلى وزير الثقافة غطاس خوري ونائب المنطقة آلان عون ، وكان هناك وفد تركي موجود في المنطقة ويتفقد السراي الذي نطالب بترميمه منذ فترة ، فبالتعاون مع بلدية بعبدا-اللويزة والوزارة قررنا أن يقام هذا الحفل في الباحة الداخلية للسراي لنضيء قليلاً على هذا المعلم الأثري العثماني اللبناني منذ عهد المتصرفية ، والجميل أن الحفل برعاية السيدة الأولى ناديا عون ، أي بإشراف مباشر من القصر الجمهوري الذي هو ضمن النطاق البلدي لمنطقة بعبدا ، وهذا أمر مهم جداً".

وأضافت :"أن تكون التحية لمنصور الرحباني من الكونسرفاتوار والأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية فهذا أمر جميل جداً ومهم جداً ، وهو جزء مني ومن عملي في مجال الإعلام ، لدي دائماً نقطة ضعف تجاه الكبار والمخضرمين".

رئيس الكونسرفاتوار الوطني الدكتور وليد مسلم:"منصور الرحباني دائماً في البال ، وهو جزء من تاريخ لبنان ومن تراث لبنان الفني والموسيقي الراقي جداً ، وهذا المعلم التاريخي والذي هو سراي بعبدا ، له رمزية كبيرة ، فأحببنا أن نفتتح الموسم الموسيقي الجديد للأوركسترا في هذا المكان بالذات وبرعاية اللبنانية الأولى السيدة ناديا عون ، فإجتمع التراث مع الثقافة والتاريخ مع الموسيقى في هذا المكان".

المايسترو أندريه الحاج:"اليوم الإحتفال كله لمنصور الرحباني من حيث الكلمات والألحان ، وهناك 3 ألحان لأسامة الرحباني وهي "شهرو السيف" ، "كان العمر بأولو" و "وطني بيعرفني" ، والتوزيع الموسيقي لأسامة ومروان وغدي الرحباني ، صحيح أن الناس يعرفون أن هناك عاصي ومنصور الرحباني ، ولكن هناك منصور بـ 11 مسرحية بعد 23 عاماً على رحيل عاصي ، تشعر بأن هناك منصور بقيمته الفنية كلها ، ونحن بهذا الحفل نفتتح موسم الأوركسترا 2017-2018".

وعن إختياره الفنان جيلبير جلخ لأداء أغنيات الحفل ، قال لنا الحاج :"هذه المشاركة الثالثة لجيلبير مع الأوركسترا ، فهو شارك منذ 3 سنوات في تحية للأستاذ الياس الرحباني وكان دوره بارزاً رغم أنه كان دوراً صغيراً ، وفي الصيف الماضي قدمنا تحية للفنان نصري شمس الدين والناس أحبوا جيلبير كثيراً لأنه قريب جداً منهم ، وأنا أقول دائماً إن جيلبير لديه الكاركتير والصوت معاً ، وهذا أمر نادر جداً وموجود لدى نصري شمس الدين وإيلي شويري وليس موجوداً لدى كثيرين ، إضافة إلى أن جيلبير من الجيل الجديد الذي عاصر الرحابنة ويعيش روحهم ولديه معلومات واسعة عن أعمالهم ، وأنا أريد أن يسمع الناس المدى الدرامي الموجود في صوت جيلبير ، لأن الجميع يعرفه بالأغنيات الإيقاعية".

وعلى صعيد التحضيرات الجديدة قال لنا الحاج :"لقد وجهت دعوة لقائدَي أوركسترا من مصر ، وهناك أيضاً من سوريا ، وهناك الموزع المصري عماد الشاروني سيكون حفله جميلاً في السابع من كانون الأول المقبل".

وأضاف :"المعاهد والجامعات يتبعون الخط الذي نسير به منذ العام 2011 ، فسياستي الموسيقية التي وضعتها في ذلك العام وهي "تحية للكبار" لم أكن أراها في مكان آخر من قبل ولاحقاً أصبحت أراها ، وهذا أمر جيد بمعنى أننا فتحنا الباب للموسيقى ولنستذكر تراثنا ، وأنا أقول دائما إننا لسنا مرشدين لنوعظ الناس ، نحن نقوم بمتعتنا ، إلى جانب أنه يجب أن يكون هناك ما يسمى بالسوق والأغاني وأنا لست ضدها ، ولكن يجب أن يكون هناك توازن ونحن نقوم به كمؤسسة أكاديمية ، بحيث أنه عندما يكون هناك أغنيات يجب أن يكون هناك إنتاج للموسيقى".

الفنان جيلبير جلخ:"المسرح الرحباني ، وخصوصاً أني عملت مع الأستاذ منصور ، رحمه الله ، يعطيك شخصية قوية ، وبما أن الحفل الذي نقدمه اليوم هو تحية للأستاذ منصور ، هذا يعطيني دافعاً إضافياً لأعطي من قلبي لنستطيع أن نكسب رضا الناس دائماً".

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.