لم تكن مشاركة فيلم "شيخ جاكسون"، في مسابقة الافلام الروائية الطويلة بالدورة الاولى من مهرجان الجونة السينمائي، مثلها مثل بقية الافلام المشاركة في هذه المسابقة او حتى بالمهرجان بالكامل، اذ اثار العمل الجدل منذ الليلة الاولى لانطلاق هذا الحدث السينمائي الضخم، وذلك بسبب اللفظ النابي الذي خرج عن لسان بطل العمل احمد الفيشاوي تعبيرا منه عن استيائه من طريقة عرض العمل على الحضور في حفل الافتتاح من خلال شاشة كبيرة ركيكة وغير متماسكة الاطراف ما جعلها تتأرجح مع الهواء الذي كان يهب بقوة في مسرح المارينا بقرية الجونة السياحية.


وعلى الرغم من اتفاق البعض مع رأي الفيشاوي حول عدم ملاءمة وسيلة عرض الفيلم، الا انهم عبّروا عن رفضهم التام لترديده هذا اللفظ علنا وفي ظل نقل وسائل الاعلام لهذا المهرجان السينمائي. معتبرين انه كان الاجدى به التضحية او عدم التعليق وترك الامر للحضور ليوضح ذلك.
اما عن تفاصيل الحدث حول ما قيل عن الفيشاوي من كلام أزعج القيّمين على هذا المهرجان، انه وبعد عودة نجوم وصنّاع "شيخ جاكسون" الى مقاعدهم بعد عرض الفيلم واستكمال ناردين فرج تقديم فقرات الحفل ، فوجئ الحضور بالممثل أحمد الفيشاوي على المسرح ، حيث توقع البعض انه سيقول كلمة للجمهور عن الفيلم وعن اعجابه بالمهرجان، الا ان ما قاله قلب الاحداث رأساً على عقب حين عبّر بلفظٍ نابٍ عن استيائه من شاشة العرض الموجودة في الهواء الطلق لتقديم الشريط السينمائي لفيلمه ، فقال :"مش عارف ازاي هنشوفه على البتاعة الـ....".
هذا الامر، دفع بصناع العمل للتاكيد على انهم غير مسؤولين عن تصريحات نجل الفنان الكبير فاروق الفيشاوي مطالبين الجمهور ووسائل الاعلام بالفصل بينها وبين العمل السينمائي الذي تطلب مجهودا منهم استمر 3 سنوات.
ومع تناقل انباء بشأن انسحاب احمد الفيشاوي من المهرجان وعودته للقاهرة، قرر بطل "شيخ جاكسون" تصوير فيديو يعتذر فيه للجميع عما بدر منه مؤكدا انه لم يكن يقصد قلب الاحداث راسا على عقب وطالب الجميع بتفهّم موقفه.
وقال احمد الفيشاوي في تصريحات خاصة لـ"الفن"، إن بطولته لفيلم "شيخ جاكسون"، جاءت بسبب الصداقة التي تجمعه بالمخرج عمرو سلامة منذ تقدمهما لفيلم "زي النهارده" قبل 9 سنوات، حين تلقى هذه الفكرة من السيناريست الشاب عمر خالد وأُعجب بها عمرو سلامة وقرر تحويلها الى عمل سينمائي خصوصا كونها تناقش عالم التدين خلال فترة الدراسة بالجامعة وما يشمله من تيارات فكرية مختلفة وخوض الانسان لتجارب عديدة تغير من حياته وقناعاته الدينية والفنية من وقت لاخر حتى يتحول من النقيض للنقيض.
​​​​​​​وذكر الفيشاوي ان ما مر به بطل الفيلم يشبه ما عاشه في حياته بشكل عام من اعادة ترتيب الافكار واكتشاف الذات والتعلم من التجارب مع اختلاف الاحداث، وهو ما جعله يوافق على العمل فورا عند تلقيه عرضا لتقديمه.
واضاف: الفيلم حقق مكاسب مختلفة لكل الاطراف، فمن ناحية صناع الفيلم كنا سعداء بمشاركة الفيلم في مهرجانات عالمية هامة مثل عرضه في حفل ختام مهرجان تورنتو وافتتاح مهرجان الجونة الى جانب اهتمام الجمهور بمتابعة خطواته والجدل الذي حصل على السوشيال ميديا منذ طرح الاعلان الترويجي للفيلم والافيش الخاص به قبل اعلان ترشيحه لمسابقة افضل فيلم اجنبي بالاوسكار، واتمنى ان يكون سببا في تغيير نظرة الغرب لافلامنا مع الحديث عنها في المحافل العالمية.
وحول رأي البعض ان افلام المهرجانات لا تناسب الا النخبة ولا تجد صدى قويا في شباك التذاكر، قال الفيشاوي، الفيلم حقق المعادلة الصعبة بين ان يحمل افكار انسانية هامة تشغل العقل والتفكير وفي نفس الوقت المشاهد سيجد نفسه يتابع عملا مسليا وممتعا ويصلح للعرض التجاري وعمرو سلامة ماهر جدا في صنع هذه التوليفة وسبق وقدمها في افلامه ومنها "لامؤاخذة".
ونفى الفيشاوي ان يكون الفيلم يحارب التطرف الديني او الارهاب مؤكدا على انه لا يخشى رد فعل السلفيين عليه وقال: الفيلم ليس ضد جماعة او تيار معين انما يدعو الجميع لعدم حبس الافكار في قوالب جامدة.
المخرج عمرو سلامة رفض التعليق على ما بدر من احمد الفيشاوي في ليلة افتتاح مهرجان الجونة السينمائي، وذكر انه يركز فقط خلال هذه الفترة على متابعة تعليقات مشاهدي الفيلم على تفاصيله ويرحب باي اراء سواء كانت سلبية ام ايجابية.
اما منتجا الفيلم محمد حفظي وهاني اسامة، فأكدا في تصريحات خاصة لـ"الفن"، ان الفيشاوي قد اخطأ واعتذر بالفيديو للجميع، لذا علينا تجاوز هذا الموقف والالتفات للخطوات القادمة للعمل المقرر ان تستقبله شاشات العرض قريبا.
فقال محمد حفظي إن مشكلة الفيشاوي الوحيدة كانت الخطأ الذي ارتكبه يوم افتتاح مهرجان الجونة ولقد اعتذر احمد عنه. واوضح حفظي انه عتب ولام الفيشاوي على ما فعله وهو ما دفع بالاخير الى نشر فيديو الاعتذار وطالبه بان يكون حريصا في افعاله التي سيقوم بها فيما بعد.
اما هاني اسامة فاعتبر ان الفيشاوي هو وحده من يجب لومه على فعله لانه يخصه وحده رافضا وضع الفيلم معه في كفة واحدة وتمنى من الاعلاميين ان يكونوا اكثر حرفية في التعامل مع الامر ومنح العمل السينمائي الاهتمام والتقدير الكافيين.
واضاف: كمنتج لا تعنيني تصرفاته فقط وانما اهتم ايضا بفيلمي، وكمصري، انا مهتم بنجاح مهرجان الجونة ولم يخطر على بالي تأثير تصرف ولفظ الفيشاوي على درجة إقبال الجمهور على متابعة العمل في الصالات.