من أعظم المواهب الغنائية في العالم العربي، صوته يجمع ما بين الشجن والحزن والفرح في الوقت نفسه، شكّل حالة فنية إجتماعية حين غنّى للمساكين أغنية "مش باقي" بفيلم "دكان شحاتة" وأطلق دعوة لحب الأصدقاء من خلال "بحبك يا صاحبي" التي حققت نسب مشاهدة عالية.

هو من أفضل من غنّوا تترات لأعمال درامية وسينمائية، وها هو يعود للتمثيل بقوة خلال الفترة المقبلة.... هو الفنان احمد سعد، الذي يكشف لـ"الفن" عن تفاصيل فيلمه الجديد "خطيب مراتي"، وعن تدرّبه على يد المخرج خالد يوسف ويوضح سر غيابه عن التمثيل والغناء، ويشكف حقيقة الصوفية التي يعيشها حاليا ويرد على تساؤلات كثيرة من بينها ما اذا كان قد قصّر في حق نفسه، وعمّا اذا كان راضٍ عن مشواره وأمور كثيرة أخرى في اللقاء التالي مع موقعنا.

كيف تختار أعمالك الفنية سواء في الغناء او في التمثيل الذي عُدت إليه مؤخرا؟
أختار أعمالي بناء على ما يناسبني وما اراه قريبا مني، فالغناء بالنسبة لي حالة كبيرة من الشغف والإهتمام وطالما أن لدي الموهبة فلا بد من أن أهتم بها وأن أظهر بأفضل حال وأن أختلف عن الموجودين على الساحة، أما بخصوص التمثيل فهو مهم بالنسبة للمطرب وأسعى للتركيز عليه خلال الفترة المقبلة ولكن من دون أن يتأثر عملي في الغناء بسببه، وكل شيء له معاييره والتوقيت عنصر مهم للغاية في الإختيار.

ولماذا غبت عن التمثيل لسنوات بعدما قدمت مسلسل "احنا الطلبة" ومن ثم عُدت من خلال فيلم "على وضعك"؟
غيابي عن التمثيل كان سببه عدم وجود أدوار مميزة تُعرض عليّ وفي الوقت نفسه كانت غالبيتها في الدور الثاني وهذا ما لم أكن أقبله، لذا قررت عدم خوض أي تجارب إلا البطولة وحينما سنحت الفرصة من خلال فيلم "على وضعك" شاركت فيه.

وهل من الممكن أن يؤثر حضورك في التمثيل على الغناء؟
هذا لم يحدث من قبل ولن أسمح به فيما بعد لأنني لا أقبل أي عمل تمثيلي بالكامل بل أحب أن يرتبط الغناء بالتمثيل لأنني في الأساس مُطرب وأحب أن تكون أعمالي التمثيلية فيها أغنيات، وفي الوقت نفسه لا أغيب عن الغناء طوال العام بل حضوري إما من خلال الأغنيات المنفردة أو الغناء للأفلام والمسلسلات، فضلا عن أنني أقوم بالتمثيل من أجل دعم عملي في الغناء وهذا شيء مهم بالنسبة للمطرب.

ولكن هل هناك عمل فني شجعك على العودة الى التمثيل؟
الوقت الحالي بالنسبة إليّ هو إنفتاح ما بين الغناء والتمثيل وهناك الكثير من المطربين الذين توجهوا بهذا الاتجاه، كما أنني حققت عدة نجاحات من خلال غنائي تترات مسلسلات وأفلام.. فقلت لماذا لا أقوم بالخطوة طالما أنها تُحقق لي النجاح لو قدمتها بالشكل الصحيح.

ولكنك صرّحت عن عدم رضاك على ما حققه فيلم "على وضعك".. لماذا؟
لم أُصرّح بذلك ولكنني قصدت بأن الدعاية التي تمت للفيلم لم تكن مناسبة ولم يُنفق عليها بالشكل الكافي، لأن أي منتج جديد تُقدمه للجمهور يحتاج دعاية قد تصل لأكثر مما تم إنفاقه على المنتج الذي نقدمه للجمهور وهذا لم يحدث، وهذه النقطة هي التي قصدتها ولكنني راضٍ تماما عن التجربة.

وماذا بخصوص فيلمك الجديد "خطيب مراتي"؟
إنتهيت من تصوير جميع مشاهدي في الفيلم، وما جذبني اليه هو الرسالة الإنسانية والمجتمعية التي يحملها الفيلم، حيث يُخاطب الصم والبكم وكنا قد توقفنا لفترة بسبب مشاركات بعض الفنانين المشاركين في الفيلم بأعمال درامية خلال الفترة الأخيرة، هذا إلى جانب وجود جزء كوميدي وخفيف في هذا العمل نتمنى أن يصل بالشكل الصحيح للجمهور.

وما حقيقة تدريبك على يد المخرج خالد يوسف في فيلم "خطيب مراتي"؟
هذا صحيح، تدربت على يده كثيرا وهذا أفضل ما حدث لي لأنه مخرج كبير وقيمة فنية كبيرة لا أحد يستطيع أن ينكرها، وخصوصا لأنه المشرف عليه، وأتوقع ان أحقق نجاحا كبيرا من خلال هذا العمل، فأدائي التمثيلي سيتجلى فيه أكثر من أي تجربة أخرى وأتمنى أن يُحقق النجاح المطلوب.

​​​​​​​ماذا يمثل لك النجاح؟
النجاح هو أفضل شيء في الكون والدافع نحو استمرارية أي إنسان في الحياة، وأنا لست من أنصار النجاح السريع الذي قد ينتهي في وقت قصير. انا أحب النجاح الذي يأتي خطوة بخطوة ويكون بالتدريج كي أشعر بقيمته وأحافظ على نفسي وخطواتي.

وهل صحيح أنك تعيش حالة من الصوفية، حسَبَما صرّحت لإحدى الصحف المصرية؟
هذا صحيح لأن هناك الكثير من الأخطاء والأحداث الصعبة التي حدثت في حياتي وشعرت بأنني عليّ أن أنتهي من ذلك وأن أتوقف عن هذه الأخطاء، وهذا ليس عيبا أن أعترف بخطأي، والحمد لله أعيش حالة تقرب من الله عزّ وجل وسعيد بأنني أؤدي صلواتي وأدوام على طاعة ربنا سبحانه وتعالى، فأنا أعيش بمبدأ الوسطية أحرص على أن تكون علاقتي بديني على أقوى ما يكون وفي الوقت نفسه أؤدي عملي وأُقدم الحفلات وأغني وهذه هي الوسطية.

وما جديدك الغنائي في الفترة المقبلة؟
لديّ بعض الأغنيات الجديدة التي أُحضّر لها حاليا وطرحت من بينها أغنية "نهاية عادية" ولاقت إعجابا كبيرا من الجمهور ووصلتني عنها أصداء طيبة للغاية، هذا إلى جانب أنني أستعد ل لقيام بجولة أوروبية سأقوم بها بعدة حفلات في سويسرا وإيطاليا وأتمنى أن تنجح هذه الجولة وتُحقق لي نجاحا اضافيا.

​​​​​​​أنت موهبة فنية كبيرة لا يمكن إنكارها، ولكن هل تعترف بتقصيرك في حق نفسك؟
أعترف بذلك ولكنني صالحت نفسي بمعرفة أخطائي وابتعدت عن كل شيء يُعطل نجاحي الفني، وحاليا لا أهتم إلا بعملي وبعلاقتي بربي وديني من دون التركيز على أشياء أخرى، وفي الوقت نفسه أنا لست بطيئا في تقديم أعمالي بل أنا أحب أن أدقق وأركز في أعمالي لأنني أقدم أغنيات وأعمالا تعيش مع الجمهور ولا تنتهي بمرور الوقت.

وهل أنت راضٍ عن مشوارك وما حققته من نجاح؟
بالتأكيد.. راضٍ عن كل ما قدمته طيلة مشواري الفني وأطمح الى تحقيق المزيد خلال الفترة المقبلة، فالحياة محطات ولابد من الإهتمام بكل محطة على أن تكون أفضل مما قبلها.

​​​​​​​وكيف ترى تكريمك كأفضل مُطرب للعام الحالي من التلفزيون المصري؟
سعيد للغاية بهذا التكريم وفخور لأنه من تلفزيون بلدي، كما أن التكريمات والجوائز لها أثر معنوي كبير على أي إنسان في الكون، والحقيقة أن ذلك يعطيني دفعا قوية للأمام من أجل تحقيق النجاح فيما هو مقبل.

وفي الختام، صف لنا علاقتك بشقيقك الفنان عمرو سعد؟
عمرو ليس مُجرد شقيقي بل هو صديقي الذي أتفاءل به دائما واحب أن أغني لأعماله لأنه فنان كبير وموهبة تمثيلية لا يمكن إغفالها وهو بارع في أداء كل الألوان الفنية، وأدعو الله أن يحفظه لي ويزيد من نجاحه أكثر وأكثر.