فنانة مثقفة وعلى درجة كبيرة من الوعي السينمائي والفكري وهي سفيرة للنوايا الحسنة ومن أبرز فنانات تونس والوطن العربي، هذا وقد حققت نجاحا فنيا كبيرا خلال مشوارها الفني لتُصبح واحدة من أهم ممثلات الزمن الحالي، فلقد قدمت الرومانسية والأكشن وادوار المرض والمعاناة الإنسانية وفي أحيان كثيرة كانت شريرة في أدوارها.

لوّنت نفسها بألوان من الأدوار الفنية وخلقت لنا زهرة جميلة هي زهرة حلب والوطن العربي كله.

الفنانة هند صبري، تتحدث لـل"الفن" عن تفاصيل فيلم "الكنز"، وتنفي تدخل الفنانين في عمل لشريف عرفة، وتروي لنا كيف ترى تراجع إيرادات الفيلم عن "الخلية" وعن شخصية "حتشبسوت" ودخولها مشارف التحضير للجزء الثاني من الفيلم، وعن الدراما وحياتها ويومها الطبيعي وأشياء أخرى كثيرة في اللقاء التالي:

في البداية.... كيف وجدتِ أصداء فيلم "الكنز" الذي تُشاركين في بطولته على الرغم من تراجع إيراداته مُقارنة مع فيلم "الخلية"؟
الحقيقة أنني مندهشة من كثرة تساؤلات البعض عن حلول فيلم "الكنز" في المركز الثاني بعد"الخلية"، فلا تجوز مقارنة لون فني بآخر مختلف عنه و هذا غير طبيعي، وطالما أن الفيلمين مميزين وكل منهما في طريق مختلف عن الآخر فالأمر شيء طبيعي، لأن الجمهور قد يحب الأكشن وقد يحب الرومانسي وهذا كله قائم على أساس رؤية الجمهور ووجهات نظره، فلا أحد يُنكر أن فيلم "الكنز" من أهم أفلام العصر الحديث لما فيه من تنوع وتفاصيل كثيرة مختلفة عما وُجدت في بقية الأفلام.

​​​​​​​وكيف تعاملت مع "الكنز" من مرحلة القراءة وحتى الإنتهاء من تصوير الجزء الأول؟
تعاملت مع هذا الفيلم على أنه أهم عمل في حياتي لأسباب كثيرة أهمها أن من رشّحني وإختارني للدور هو المخرج شريف عرفة وإسمه غني عن التعريف، فأنا تعاونت معه في جزئي فيلم "الجزيرة" وحققت بهما نجاحا كبيرا، لذا حين عُرض عليّ العمل قبلته مبدئيا قبل أن أقرأه لثقتي الشديدة بالمخرج شريف عرفة ومن ثم قرأت الورق وأعجبني للغاية وخصوصا لأنني كُنت أتمنى تقديم شخصية "حتشبسوت" في عمل فني وحينما سنحت الفرصة لي سعدت بها وقبلت العمل ومن ثم صوّرنا لأشهر طويلة وكانت الكواليس رائعة، وأنا سعيدة بأن أرشيفي أصبح يضم فيلما مثل "الكنز".

​​​​​​​ولكن ماذا عن معاناة التصوير لاشهر طويلة في ظل الارتباط ايضا بأعمال أخرى؟
بالطبع.. كانت هناك صعوبة في الأمر ولكنني كنت مُستمتعة بها للغاية وخصوصا لأنني مع مخرج أحبه وكوني أقدم شخصية كُنت أتمنى تقديمها من قبل، فضلا عن أنني كُنت أتدارك هذه الصعوبات كي لا تتداخل المواعيد مع وقت تصوير مسلسل "حلاوة الدنيا" الذي قدمته في رمضان الماضي، حيث كان هناك ترتيب لهذه الأمور، وفي النهاية قدمت فيلما للتاريخ ويعيش في وجدان الجمهور وهذا أهم شيء.

وما مدى صحة تدخل الفنانين محمد رمضان وسعد في التصوير والنقاش مع المخرج شريف عرفة بسبب ترتيب الأسماء على التتر؟
لا مجال للمناقشة في أي تفاصيل تخص أعمال شريف عرفة من الفنانين الذين يتعامل معهم، وكل من يعمل معه يعرف ذلك ويتفهمه منذ ما قبل التصوير، لذا فهذا الكلام عارٍ تماما من الصحة والكواليس كانت رائعة، لاسيما وأن الفيلم أربع حقبات ودور محمد سعد في حقبة ودور محمد رمضان في حقبة أخرى ولم يحدث أي شيء من هذا القبيل وكلها مجرد تخمينات وإجتهادات صحافية لا أكثر.

​​​​​​​ولماذا صرحتِ بأنكِ تتمنين تقديم رواية "مائة عام من العزلة" في عمل سينمائي؟
أنا قارئة جيدة وأحب قراءة الروايات والقصص والكتب بشكل عام، وهذه الرواية من أروع من قرأت في حياتي، لذا أتمنى تحويلها الى عمل سينمائي، ولكنني أعرف أن الأمر صعب بل مستحيل لأن فترة التحضيرات فقط لتقديمها قد تتجاوز العام لما بها من تفاصيل كثيرة من الضروري التركيز عليها.

وهل صحيح أنكِ لن تُشاركي في دراما رمضان 2018؟
المعروف عني أنني لا أظهر في الدراما كل عام وهذا الأمر يعود الى أنني أُقدم أعمالا صعبة تعيش مع الجمهور لسنوات، أبذل فيها قصارى جهدي، فضلا عن أنني لا أحبذ الحضور الدرامي كل عام بل لابد برأيي من أن أغيب عن الجمهور لعام أو لفترة ومن ثم أعود، وفي الوقت نفسه الأمر بمثابة إحداث توازن بين عملي في الفن وحياتي الشخصية، والمسلسل يستغرق وقتا طويلا في تصويره وقد يجعلني هذا الأمر أُهمل ظهوري السينمائي وأنا أعشق السينما، لذا لابد من ترك مساحة لنفسي قبل الدخول في أعمال أخرى.

​​​​​​​ما هي تفاصيل الجزء الثاني من فيلم "الكنز"، وموعد تصويره؟
ليست لدي أي تفاصيل في الوقت الحالي حرصا مني على عدم مخالفة كلام المخرج شريف عرفة وتنبيهاته بعدم خروج كلمة لأي إنسان، فأفلامه يَفرضُ عليها سياجا من السرية وهذا حقه الطبيعي حفاظا على عنصر المفاجأة في أعماله، أما عن موعد تصويره فنحن لم نبدأ بعد في التحضير أو تحديد موعد نهائي ولكن ما اعرفه أن المخرج شريف عرفة لن ينتظر طويلا لحين البدء في التصوير بل سيكون سريعا.

ولماذا دخلت تجربة الإنتاج وقررت إقامة شركة إنتاج قدّمت من خلالها فيلم "زهرة حلب"، الذي يناقش الفكر الإرهابي ودوره في تخريب المجتمعات؟
لم أُخطط لإنشاء شركة إنتاج لنفسي ولم يخطر ببالي القيام بالأمر، ولكن حين عُرض عليّ فيلم "زهرة حلب" وأُعجبت به للغاية، قررت الإنتاج وهذا أمر طبيعي أن يقوم الفنان بإنتاج بعض الأعمال وأنا استفدت من هذه التجربة. وفي الوقت نفسه الشركة لا تقوم بعمل منتظم في إنتاج الأعمال الفنية بل الأمر قائم على وجود أعمال مميزة نقدمها بين الحين والآخر.

​​​​​​​​​​​​​​ماذا اضاف اليك لقب سفيرة النوايا الحسنة؟
شعرت بقيمة الأعمال الإنسانية والعمل على رعاية مصالح الناس، وهذا اللقب ليس مُجرد كلام على ورق بل إنني أعمل جاهدة وأصبحت إنسانة مسؤولة أكثر من اللازم حيال هذا اللقب، وفي الوقت نفسه سعيدة بأي عمل إنساني أقوم به وهو يحمسني ويزيد حياتي نجاحا.

وفي النهاية.. كيف تعيشين يومك ما بين العمل في الفن وحياتك الخاصة؟
حياتي الخاصة تخصّني وحدي والحقيقة أنني أفرض عليها سياجا من الخصوصية وهذا أمر طبيعي، وما يمكن أن أقوله لك، أنني أعيش حياة بسيطة وهادئة وأحب الإستقرار والهدوء وأنا وزوجي وبناتي نقوم بذلك. اما بعيدا عن العمل فلا أحب أن أقضي وقتا خارج المنزل بل مع بناتي وزوجي لأن عملي في الفن صعب وأحيانا يأخذني منهم، كما أنني في وقت التصوير ألتزم بمواعيدي ومن العمل للمنزل والعكس صحيح، فأنا لا أهوى الخروج من المنزل إلا للضرورة.