كتب أجمل القصائد والأفكار والمواضيع ، والتي سمعناها مغناة بأصوات أهم النجوم ، فالأغنيات التي تحمل توقيعه محسومة النجاح قبل إطلاقها.

إنه الشاعر منير بو عساف ، صاحب الأغنيات الضاربة ، والذي يعيش اليوم مع النجم وائل كفوري ، نجاحاً لا حدود له ، وذلك بعد إطلاق كفوري ألبومه الجديد "وائل كفوري W"، الذي كتب كلمات كل أغنياته الشاعر منير بو عساف ، والذي يحل ضيفاً على موقع "الفن" في هذا الحوار .

مبروك ألبوم النجم وائل كفوري ، كم أنت سعيد بهذا العمل الذي سأسمّيه "وائل كفوري يغني منير بو عساف" ؟

و"منير بو عساف يكتب وائل كفوري"، أكيد سعيد بهذا النجاح المنقطع النظير ، نجاح كاسح وجامح ، بكل تواضع أعتقد أننا نكتب تاريخاً مشرفاً للأغنية اللبنانية ، وهذا ليس النجاح الأول مع وائل ، وأتمنى ألا يكون الأخير ، مسيرة نجاحنا بدأت منذ زمن ، من حين "حبك عذاب" ، بيحن" ، "لو حبنا غلطة" ، "ناس منتلاقى فيهن"...، وأتى هذا الألبوم بعد الألبوم الذي سبقه ، أتى ألبوماً كاملاً من كلماتي ، وهذا فخر كبير بالنسبة لي أن يكون فنان كبير مثل وائل كفوري تبنى ثمانية نصوص مني .

كان التحدي كبيراً وربحناه بنجاح كل الألبوم ، وليس نجاح أغنية أو أغنيتين فقط من الألبوم ، إذا نظرت إلى السوشال ميديا تجد أن كل شخص تبنّى أغنية من أغنيات وائل ويعتبرها أغنيته ، هذا الأمر يُكبّر القلب ويفرحني ، ويقول إننا ما زلنا بخير في هذا الزمن الفني الذي فيه ما يكفي من الرداءة والتراجع والإنحطاط ، لا زال هناك أشخاص مثل وائل كفوري ، نجم بهذا الحجم ، يسجلون هكذا نجاحات تذكرك بنجاحات كانت تحصل بزمن تسعينيات القرن الماضي حين كانت تنفذ الطبعة الأولى من البوم ، هذا ما يحصل مع وائل ، وأظن أن الأمر لا يحصل حالياً مع أحد غيره ، ألبوم وائل كفوري "عامل ثورة" .

أنت تقول "إننا في زمن وائل كفوري" ، هل من الممكن أن تكون قد ظلمت فنانين آخرين بقولك هذا ، أو أن يشكل ما تقوله غيرة لدى بعض الفنانين خصوصاً الذين يتعاملون معك وتنجح أغنياتهم ؟

الفنان الصادق مع نفسه يعلم أن ما اقوله صحيح ، أنا لا أقلل من شأن ونجاح أي فنان آخر ، ولكني أقول إن النجاح الذي يحصده وائل كفوري ، الفنان الآخر وأنا ندرك أن ما أقوله صحيح ، أنا لا أبالغ بكلامي ، وليس لأن كل ألبوم وائل من كلماتي ، ربما وائل كفوري لن يغني لي أي أغنية ، ولكن سيبقى وائل كفوري ناجحاً ونجماً ، نحن نتكامل سوياً بنص مهم وبلحن مهم وبمطرب مهم إلى هذه الدرجة ، "عم تكون كل الطبخة مهمة كعناصر".

أنا أعمل مع فنانين كثيرين وأسجل نجاحات معهم ، ولكن هذا النجاح الذي يسجل مع وائلعلى كل الأصعدة ، "عم بيكون فارق وواضح" ، إن أردتُ أن أخبئ هذا النجاح أكون شخصاً يعمل ضد المنطق ، هذا النجاح يتحدث عن نفسه ولا يشبه بحجمه نجاحاً آخر.

معين شريف غنى من كلماتي "ما بتركك" ، وأخيراً "الله كريم" ، نجوى كرم بألبومها "الدنيي تحديت" ألحان وسام الأمير ، و"ينعاد عليكي" ألحان جورج مارديروسيان ، مع نانسي عجرم "كيفك بالحب" و"مش إنت"..الفنانون الذين ذكرتهم لدي نجاحات معهم ، ليس لأنني تحدثت عن نجاحي مع وائل أكون قد ألغيت نجاحي مع الفنانين الآخرين .

كل الفنانين الذي يغنون كلماتك هم نجوم ، هل من الممكن أن نسمع كلماتك بأصوات فنانين جدد أو بأصوات فنانين ليسوا بشهرة الفنانين الذين تتعامل معهم ؟

ناجي أسطا بدأ معي بأغنية "تعبوا أعصابي" وبعدها "كبرانة براسها" و"كذابة إنتِ" ، واليوم هناك عمل جديد معه ، النجاح ليس محصوراً بفنان Class A وممنوع عن فنان مبتدئ ، كل فنان وصل الى Class A بدأ بأغنية ضاربة ، وأكمل مسيرته أو لم يكملها هذا يذكره التاريخ .

الأمر أصعب من حيث أن تتعامل مع فنان جديد وينجح .

أكيد ، هذا تحدّ أكبر.

لأن النجم يساهم أيضا بنجاح الأغنية .

طبعاً لأن النجم مثلما يقولون يكون حصاناً رابحاً ، بينما الفنان الجديد هناك تحدّ أكبر في أن تنجح معه ، وإنجاز مهم، أنا ذكرت ناجي لأن أول بداياته بالنجاح كانت معنا أنا والملحن هشام بولس ، وهناك أيضاً أغنيتا الفنان جوزيف عطية "يا كل الدني" و"تعب الشوق" ، وجوزيف قدم أيضاً "لبنان رح يرجع" من ألحان هشام وكانت أغنية رائعة ، النجاح ليس محصوراً بمن يغني الأغنية ، هناك أغنية جميلة تصنع نجاحاً مع مطرب .

منير بو عساف الذي يتعامل مع النجوم ، هل المبلغ الذي تتقاضاه مقابل قصائدك يخيف بعض الفنانين الجدد الذين ينتجون أعمالهم بأنفسهم ؟

إن أردت أن تأخذ الموضوع ضمن لعبة الإنتاج ، فأنا لا أشكل خطراً على المنتج أو المطرب الذي ينتج أغنيته من حيث المبلغ الذي أتقاضاه ، طبعاً المبلغ الذي أطلبه ليس مثل المبلغ الذي يطلبه شاعر مبتدئ ، وأنا في وقت من الأوقات كنت مبتدئاً ولم يكن المبلغ الذي أتقاضاه سابقاً مثل المبلغ الذي أتقاضاه اليوم ، ولكن المبلغ ليس مخيفاً ، الفنان الذي يريد أن يتعامل مع أسماء مهمة من حيث الكلمة واللحن والتوزيع الموسيقي ربما يشعر بأن التكلفة كبيرة لأن هناك ثلاثة أسماء كبيرة يعمل معها ، وإذا أراد أن يصور فيديو كليب وأن يسوّق جيدا للأغنية ، سيشعر حتماً بأن التكلفة كبيرة ، وربما لن يستطيع أن يدفع ما يتوجب عليه .

ما هي الأعمال الجديدة التي ستحمل توقيعك ؟

إضافة الى أغنية ناجي أسطا التي ستصدر سينغل قريباً ، هناك 3 أو 4 أغنيات لـ نادر الاتات سيضمها الى الألبوم الذي يحضره ، هناك أغنية جديدة مع رامي عياش بعد أن قدمنا سوياً أغنية "مبروك" التي أصبحت نشيد الأعراس ، وهناك أغنية مع عبير نعمة ، لا أريد أن أنسى أحداً.

ما هي الحالات التي تجعلك تكتب وفي أي وقت ؟

ما من وقت معيّن ، ممكن أن تأتي خاطرة على رأسي خلال قيادتي السيارة أو في أي مكان آخر ، ممكن أن أتأثر بأمر أخبرني إياه أحد الأشخاص، أو عشت إحساساً معيّناً، أو شاهدت فيلماً، أو أعجبتني فكرة أو قول ، ممكن أن أكون خلال قراءتي عنى لي سطر معيّن ، هناك أكثر من حالة ممكن أن أعيشها وتستفزني لأكتب .

في ظل الكم الهائل من الأغنيات التي نسمعها ، كم أصبح صعباً على الشاعر أن يجد مواضيع وأفكاراً جديدة يكتبها بكلمات جديدة يعبر من خلالها ؟

ليس سهلاً أن تكتب موضوعاً جديداً ، حين كتبت "لو حبنا غلطة" كان موضوعاً جديداً ، حُكي عن الفراق والخيانة والغدر ، ولكن هناك حبكة ، هناك معالجة معيّنة وروحيّة خاصة بك تضيفها إلى ما تكتبه ، ربما أنا في كتاباتي ، وهذا امر لا أقصده ، وهو خُلق فييّ بموهبتي ، في طريقة التعبير أو إستعمالي للمفردات مختلف عن غيري ، وأضيف روحية جميلة وإحساساً كبيراً في بداية الأغنية وفي ختامها ، هذه الأمور تخلق معك ، مثلما يقولون إن هناك شخصاً يطبخ "نَفَسُو طيّب" ، أو هناك مصمم أزياء ذوقه جميل جداً ، مثل أي إنسان يتعاطى في الخلق والإبداع تكون لديه اللمسة الخاصة به .

هل تقبل في أن يكون اللحن أقل جمالاً من الكلام أو العكس ، أي أننا أحيانا نسمع أن الكلام جميل ولكنه يتطلب لحناً آخر أو العكس ؟

في حال لم يعجبني اللحن الذي تم وضعه لكلماتي ، لا أتردد في أن أقول للملحن إنه لم يوفّق في صياغة اللحن على الكلمة ، ولكن الحمد لله ، أنا معجب بكل الألحان التي وضعت لكلماتي ، الكل يعلم أنه في المواضيع التي أكتبها يكون هناك كلمة نجمة ،فلا يحتاج الملحن إلى مجهود كبير ليُجمّل الكلمة ، لأن الكلمة تكون أصلاً جميلة ، لذلك أظن أن الأغنيات التي أكتبها ، يقال عنها في أغلب الأحيان ، إن مواضيعها جميلة جداً، ويأتي اللحن ليعطيها رونقاً جميلاً وليصورها بطريقة جميلة ، أنا لا أعذب الملحن كثيراً في أن"يكسّر راسو" ليخلق لحناً قوياً جداً ، بل يكون مرتاحاً لأن هناك كلمة قوية جداً بين يديه .

هل يحق للملحن أو للمغني أن يغيّر في كلماتك ؟

أحياناً ممكن أن تكون الكلمة ثقيلة على اللحن ، أو أن على الملحن أن يضع مَدّة لحنية ، الكلمة مسكّنة تزعجه ، هنا أستبدل الكلمة بكلمة أخرى تُريح الملحن لأن اللحن يكون جميلاً ، هناك مرونة في التعامل بيننا لأن الأغنية عمل متكامل وهي كلمات ولحن وليست فقط كلمات .

هل سمعت في إحدى المرات مفردات أو عبارات أو أفكاراً تستعملها أنت في قصائد لشعراء آخرين ؟

نعم لاحظت ذلك لأن هناك مفردات أنا إستخدمتها إلى أقصى حدود ، إن أردت التحدث عن أغنية "بيحن" (بيحن للنغمة الوتر بيحن للشمس القمر...) ، لم أترك قافية لم أذكرها في الأغنية "وتر ، قمر ، سهر ، قدر.." ، أتى أحدهم من بعدي وحاول أن يدخل إلى هذا المكان ليستشف من هذه القافية ، حين قدمت أغنية "يا ضلي يا روحي" أقول فيها "صرنا أنا وياه أكتر من الصُحبة" إستعملوا من بعدي في بعض الأغنيات عبارة "صرنا أنا وياه والجرح أكتر من الصُحبة" ،هناك الكثير من الأمثلة على ذلك ، ربما يتأثرون بالجو وبروحية ما أكتب ، ويحاولون أن يشبهوني في ذلك المكان ، يبقى الأصلي أصلياً ويبقى التقليد تقليداً ، ربما أنا في بدايتي كنت متأثراً بأحدهم ، ولكني لاحقاً صنعت شخصيتي والخط الخاص بي ، ولكني أرى أن هناك أشخاصاً يسيرون في الخط الذي أمشي به ، وربما يكونون هم يكتبون بهذا الأسلوب ، لا أدري ، لا أريد أن أتهمهم .

كلمة أخيرة لقراء موقع "الفن".

أقول إنني أكتب أغنيات لنرضي ، قدر المستطاع ، أذواق كل الناس ، وأشكر الله لأن الأغنيات التي أكتبها تنال إعجاباً كبيراً من قاعدة جماهيرية واسعة جداً ، أتمنى من الله أن يوفقني لأستمر في تقديم الأفكار والأعمال الجميلة ، لأن همنا الأول والأخير هو أن نُغني مكتبتنا الموسيقية بأغنيات ذات قيمة ومضمون جميلين ، شكراً لك على هذا الحوار الجميل ، وشكراً لموقع "الفن" .