كثر من صُنّاع الموسيقى في الوطن العربي، يرون ان برامج إكتشاف المواهب الغنائية هي برامج تهدف فقط الى الربح ولا تهتم بالمتسابقين، والدليل هو إنتهاء مسيرة عدد كبير من المواهب حتى قبل أن تبدأ.

ولكننا نجد من ناحية ثانية، أن هذه البرامج ساهمت في صناعة نجوم نافسوا كبار مُطربي الساحة العربية مثل محمد عساف وكارمن سليمان واحمد جمال ورويدا عطية ومروة نصر وجوزيف عطية وابراهيم الحكمي وديانا كرازون وغيرهم من النجوم على مستوى الوطن العربي...

"الفن"، يرصد آراء بعض المعنيين حول برامج المواهب، التي يجب ان نتفق بداية على أن إختيار مُطربين فقط للمشاركة بلجان تحكيمها، هو أمر غير منطقي لأن الملحن هو من يُعلّم المطرب طريقة الغناء ويكون معه وقت التسجيل في الاستوديو ليوقفه حين يخطئ، لذا فالأمر ليس أكثر من وسيلة جذب للجمهور وإستغلال لشعبية هؤلاء النجوم الذين شاركوا بهذه البرامج، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية نجد ان مواهب عديدة ظهرت في هذه البرامج ونجحت فيها الا انها غابت عن الساحة بعد إنتهاء البرنامج. ففي "ذا فويس" مثلا نذكر المغربي مراد بوريكي الذي حصل على اللقب في الموسم الأول ونوردين دربالي وولاء الجندي وغيرهم وغيرهم، وفي "أراب أيدول" غابت صابرين النجيلي وميرنا هشام ومحمد حسن والعشرات غيرهم، وفي "صوت الحياة" لم تحقق أي أصوات التواجد على الساحة وكذلك الأمر في "إكس فاكتور" و "ستار أكاديمي"، الذي اطلق عددا كبيرا من الفنانين المعروفين اليوم على الساحة ليعود ويأفل نجمه مع المواسم......

"إندهاش"

بداية تحدث الشاعر الغنائي أمير طعيمة عن رؤيته لمن يهاجمون برامج المواهب ويقولون إنها تبغي الربح ولا تُقدم الدعم لخريجيها. فقال: "الحقيقة أنني أندهش ممن يرون ذلك وحتى ولو كانت هذه البرامج ربحية ولا تُقدم للخريجين اي جديد، فهذا أمر طبيعي لحثّ هذه الموهبة لأن تعمل على نفسها. إلى جانب أن المواهب المشاركة لم يكن أحد يعرفها قبل ظهورها في هذه البرامج حيث اُتيح للملايين في الوطن العربي وخارجه ان يتعرفوا عليها، وهذا الأمر شهرة لهم في حد ذاته. أنا ضد الهجوم على هذه البرامج لأنها في النهاية مسلية وتُقدم خدمات كثيرة للمشاهد العربي كي لا تقتصر البرامج على التوك شو فقط".

"المال والربح"

من جانبه، هاجم الملحن حلمي بكر هذه البرامج وقال إنها لا تهدف سوى للربح فقط ولا يوجد أي من النجوم الذين تخرجوا منها قدموا للجمهور شئ مميز نافسوا به كبار النجوم.. واضاف قائلا: "هذه البرامج لا تهدف لصناعة النجوم على الإطلاق بل أن التركيز فيها هو على عنصر المال والربح فقط، والكثير من المواهب تظن نفسها أنها أصبحت نجوم ويصيبهم الغرور قبل أن يبدأوا وتكون نهايتهم قبل لحظة البداية، لاسيما وأنني لست مقتنع بلجان التحكيم الموجودة بهذه البرامج لأنهم ليسوا موسيقيين بل أنهم مطربين ومازالوا يتعلمون إلى الآن، فمن الضروري وجود ملحنين واشخاص يفهمون في صناعة النجم سواء منتج او ملحن او شاعر وعندها وبمجرد الإنتهاء من البرنامج يتم تقديم المواهب للجمهور بالشكل الصحيح".

"سياسة"

الملحن وليد سعد قال، إن موضوع برامج المواهب أصبح "مُسيس" وموجّه الى بعض الدول التي تشهد أحداثا صعبة فيتم توجيه اللقب لها كما يحصل في الكثير من البرامج من هذا النوع. مؤكدا في الوقت نفسه أن الهدف من البرامج واضح وضوح الشمس للجميع، وهو أنه ربحي بحت ولا يقدم مواهب جديدة للساحة الفنية. هذا واشار سعد، إلى أنه وغيره من الملحنين كثيرا ما يُقدمون أعمالا للمواهب الجديدة من دون الحصول على أجور كوسيلة لدعمهم ولإيجاد مكان لهم على الساحة الغنائية وهذا ما لا تفعله الكثير من هذه البرامج التي ينتهي مشوار المتبارين فيها عقب إنتهائها.



"إسدال الستار"

رأي الموسيقار هاني شنودة جاء ممزوج بنبرة حزينة على المواهب المميزة التي تغيب عن الساحة لظروف الإنتاج.. حيث يقول: "أهم شيء في الساحة الغنائية هو فكرة الإنتاج بغض النظر عن برامج المواهب أو غيرها، فإذا لم يكن هناك منتج يتحمل ويُقدم المواهب بالشكل الصحيح فلن يكون لأي موهبة مكان على الساحة، وبرامج المواهب بمجرد أن يُسدل الستار عليها فالمواهب نفسها تختفي لعدم وجود أي إنتاج يُقدم لها الدعم، لاسيما وأن فكرة لجان التحكيم وتكونها كلها من مطربين، غير منطقية ولا تهدف الا للتسويق وجذب إنتباه الجمهور للنجوم اللذين يحبونهم فقط، فنحن نأخذ نسخ البرامج العالمية من دون أن نُغير فيها بما يتناسب مع عالمنا العربي".


"صناعة النجوم"

الشاعر الغنائي ناصر الجيل، أبدى رأيه في برامج المواهب الغنائية وقال إنها أكذوبة كبيرة من بدايتها لنهايتها ولا تهدف سوى للربح فقط.. وقال: "أنا برأيي كشاعر ومنتج لبعض النجوم الجُدد الذين تخرجوا من برامج المواهب هذه، ولم يجدوا الدعم، فقررت الإنتاج لبعضهم ومن بينهم نجمات شاركن في الموسم الاخير من"ذا فويس"، أعتقد أن صناعة النجم تحتاج لطرق وأساليب ومؤهلات خاصة لا دخل لها بما تقوم به برامج المواهب في الوقت الحالي، فالهدف واضح للجميع على أنه ربحي والدليل كم الإعلانات التي نجدها في هذه البرامج وهذا أمر طبيعي نظرا لتكاليف الإنتاج العالية، ولكن لو تم تخصيص جزء ضئيل من هذه الميزانية للإهتمام بالمتسابقين بعد إنتهاء البرامج فسيكون لهم مصير آخر".