لو نظرنا الى خريطة العالم، لوجدنا عددا كبيرا من البلدان، لكل بلد ثقافة، خصائص ولغة، ومع تعدد تلك اللغات، ربما نفهم بعضها ونستغرب بعضها الأخر، إلا أن لغة الفن تبقى اللغة العالمية التي تداعب احاسيسنا ومشاعرنا من دون أي كلام يقال.


تمايل، دوران، انحناءات وغيرها من مفردات لغة الرقص شهدناها يوم السبت في حفل ضخم أقيم في الـ Edde Sands في اليوم الثالث من "المهرجان اللبناني اللاتيني" بدورته الخامسة، والذي تم إختتامه يوم أمس الأحد.
أكثر من 24 راقصًا محترفًا توافدوا من كل دول العالم ليُبهروا الحضور بأروع اللوحات الراقصة اللاتينية في هذا المهرجان الذي يثبت سنة تلو الأخرى جدارته وتصدّره لائحة أهم المهرجانات الراقصة في المنطقة والعالم.
بحضور ممثل عن وزارة االسياحة وسفراء الدول اللاتينية كالمكسيك وإسبانيا بالإضافة الى وجوه اعلامية وفنية معروفة، بدأ العرض الذي قدمه الراقص العالمي لويس فاسكين.
لربما ستخونني الكلمات في وصف المشاهد والأحاسيس التي شهدناها خلال العرض. الإبداع كان سيد الحاضرين وتناغم الراقصين وتمايلهم بين اللوحات الدرامية والفرحة على انغام اجمل الألحان كان مبهرًا. خلال ساعتين فقط، زرنا العالم، انتقلنا من بيروت في رحلة لاتينية مع راقصين من أميركا، لبنان، إيطاليا، إسبانيا، أفريقيا وغيرها من البلدان، بألوان زاهية ارتداها الراقصون ليمتزجوا مع خليط الأعراق على ذلك المسرح.
تنظيم المهرجان كان رائعاً ، حيث كان الطابع هذا العام الألوان المضيئة والتي صرح لنا السيد جو حنا أحد منظمي الحفل أنها ترمز الى لبنان الذي يشع حياة وفرحا وفنا دائما.

وعلى هامش المهرجان كان لنا حديث مقتضب مع السيد حنا:

أخبرنا عن هذا المهرجان أكثر....

الفكرة جاءت لتشجيع الرقص اللاتيني في لبنان علما أن هذا الرقص موجود اصلا، ولأنني لا أعيش في لبنان وأرقص منذ 18 عاما وانا من مؤسسي مدارس السالسا في الشرق الأوسط، فجاءت الفكرة لنشر هذا النوع من الرقص هنا.

هذه السنة الخامسة التي يقام فيها هذا المهرجان، كيف ترى تطوره منذ العام الأول؟
أصبح أقوى سنة بعد سنة، بدأنا محليا واليوم اصبح المهرجان عالميا بحيث أننا نستقطب راقصين من مختلف دول العالم.

في السنوات الماضية استقبلتم أسماء معروفة جدا في عالم الرقص، ما الذي يميز هذا العام؟
ما قمنا به اليوم هو وضع لبنان على خارطة الرقص عالميا، حيث احضرنا 80% من نخبة الراقصين في العالم بالاضافة الى حفل لأهم فرقة في عالم الساسا.

اليست هذه مخاطرة؟
بالطبع، هكذا مهرجان هو مقامرة، ولكنه نجح بشكل مبهر والحمد لله.

الأيام الأولى للمهرجان شهدت مسابقات، أخبرنا عنها..
المسابقة تُعرف بـ World Latin Dance Championship ومن يفوز فيها يتأهل الى النهائيات ويشارك في المسابقة الأخيرة في ميامي التي يحصد من يفوز فيها، اللقب العالمي كأفضل راقص لاتيني.

من يرعى هذا المهرجان؟
هو برعاية وزارة السياحة والإتحاد اللبناني للرقص، وكل من يحب الرقص يدعمنا.

ما هي التحضيرات للعام المقبل؟
نتركها مفاجأة، ولكن سأخصّكم بأن الطابع سيكون باللون الأحمر.

أي كلمة أخيرة لمحبي الرقص اللاتيني؟
لا تتوقفوا عن الرقص وقوموا بدعم المهرجانات الراقصة دائما.

وفي لقاء خاص مع الفنانة مايا نعمة، دار الحديث التالي:

مايا نعمة، الى أي حد تحبين الرقص؟
الى أبعد حدود، وهذا المهرجان بالتحديد لا يفوّت، منذ سنتين تأهلت الى ميامي وفزنا، وأشكر السيدة أنا شيحا التي ترفع من مستوى الرقص اللاتيني في لبنان.

لقد إشتقنا لك في الساحة الفنية!
لقد ابتعدت قليلا حيث انني كنت مشغولة بنقل مدرستي للرقص الى الحازمية والموقع جاهز وأحضر اغنية جديدة سأُفصح عن تفاصيلها لاحقا.

ما هو جديدك في المدرسة الجديدة؟
افكر بفرع آخر في الشمال، وأحضر للعرض السنوي في نيسان المقبل، والأسبوع المقبل ذاهبة الى أميركا لصفوف متقدمة أستوحي منها أفكار لأعمالي القادمة.

اتمنى لك التوفيق

شكرا لكم ولدعمكم المستمر.

أما مقدم الحفل، الراقص العالمي لويس فاسكين فكان لنا معه هذا الحديث الخاص:

أخبرنا عن مشاركتك في الحفل هذا العام...
أنا من المكسيك، أقصد لبنان منذ حوالي عشرة أعوام، وهذا المهرجان لا يمثل الثقافة اللاتينية انما الرقص اللاتيني، لان الراقصين أتوا من كل العالم، مثل مصر، سوريا، لبنان، أوروبا، أميركا، أفريقيا، بريطانيا وغيرها...

بعد خمس سنوات من عمر هذا المهرجان، كيف تقيّم تطوره؟
تطور ملحوظ وكبير، فاليوم لم يكن هناك مكان حتى للوقوف، واستطعنا ان نستقطب عدد كبير جدا هذا العام من الداعمين والممولين وهناك جمهور جاء من مختلف البلاد المذكورة لمشاهدة الحدث وللإستمتاع بهذا البلد الرائع.

هل احببت لبنان؟
انا مغروم بلبنان، المرة الاولى اعتقدت كما كل الناس الذين يزورون الشرق الاوسط للمرة الاولى، انني قادم الى بلد تملؤه الحروب، الا أنني اصبت بالصدمة حين رأيت جمال البلد ووقعت بغرامه وغرام أهله وشعبه المضياف والذي نتشارك معه كلاتينيين، العديد من الصفات مما يشعرني كأنني وسط شعبي.

من كان الأفضل برأيك بين الراقصين على المسرح؟
كلهم، فأنا أعرف معظم الفرق بسبب خبرتي الكبيرة في المجال والتي تمتد لفترة 26 سنة، وهناك مواهب جديدة أدهشتني وأدهشني تقدمها منذ سنة حتى اليوم مثل لبنان مثلا. وكل الذين أظهروا حبهم لهذه الثقافة، من خلال الرقص على موسيقانا، وكذلك الراقصون من تركيا، لقد أبهرني أداؤهم.

​​​​​​​ما الذي سيميّز النسخة السادسة من المهرجان، برأيك؟
جمهور أضخم بالطبع، لأن الناس سيتكلمون عن المهرجان وعن لبنان، عن المطبخ اللبناني الرائع، عن جمال هذا البلد الخلاب برغم ظروفه، وعن شعبه المضياف والمريح، خلال مهنتي زرت حوالي 172 بلدا ولبنان من البلدان التي تشعرني بأنني في بلدي المكسيك.

هل تفكر بفتح مدرسة للرقص في لبنان؟
اتمنى ذلك، لكن الفكرة ليست واردة في هذه المرحلة بسبب ضغط العمل لديّ، فهذا المشروع بحاجة الى تفرّغ في الوقت.

كلمة أخيرة
الرقص لغة عالمية، تجمع الحضارات والبشر، فلا تدعوا أي حكومة او اخبار تولّد لديكم مشاعر الكره تجاه الآخر، احبوا بعضكم فنحن كلنا بشر وارقصوا سويا، وانا احب لبنان واتمنى ان اراكم السنة المقبلة.

لمشاهدة الألبوم اضغطهنا