من المعروف عن السيدة أم كلثوم أن لديها رباطة جأش وشخصية قوية، أما أن تخونها دموعها وتبكي أمام جمهورها على المسرح، فهذا نادر جداً، لكنه حدث فعلياً مرتين في حياتها.

فبعد وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، تعرضت أم كلثوم لصدمة نفسية قوية قررت بعدها اعتزال الفن، حتى أنها انقطعت عن الناس ولازمت منزلها لفترة طويلة، ثم عادت وقررت تقديم قصيدة رثاء للزعيم المصري الراحل فطلبت من الموسيقار رياض السنباطي والشاعر نزار قباني أن يؤلفا قصيدة ملحنة "رسالة إلى الزعيم".

لكن أم كلثوم لم تشف تماماً من الصدمة التي تركها رحيل الرئيس الأحب إلى قلبها فأصيبت بانهيار عصبي مجددا، وعندما علمت السيدة تحية زوجة عبد الناصر بأزمة السيدة أم كلثوم النفسية، طلبت منها أن تعود إلى الغناء مجددا، لأن الزعيم كان من المعجبين بصوت "كوكب الشرق"، وبالفعل عادت أم كلثوم لتغني من جديد.

أما قصة بكاء أم كلثوم في المرة الأولى على المسرح، فعندما حلت ذكرى عبد الناصر، وكانت أم كلثوم تغني "أغدا ألقاك" تذكرت عبد الناصر ولم تتمالك دموعها وبكت على المسرح وطلبت غلق الستار، وحاولت أن تتمالك نفسها كي تستطيع مواصلة الغناء للجمهور.

أما المرة الثانية، فبكت أم كلثوم بسبب حب قديم، كشفت عنه أثناء غنائها "دارت الأيام"، وكانت المرة الثانية التي يرى الجمهور دموع الحب في عيون مطربة الحب، حتى أن "السنباطي" أبدى اندهاشه، قائلا إنه لأول مرة دموع أم كلثوم تخونها ويراها الجمهور وحتى أثناء البروفات كانت دموعها تُذرف بشدة، وعندما سألوها عن السبب وجدوه تذكرها لحبيبها السابق الذي توفي، وعندما غنت أم كلثوم "دارت الأيام" تذكرت ذلك الحبيب، ففقدت قدرتها على التماسك وخانتها دموعها، وكانت المرة الثانية التي يرى فيها جمهورها وفرقتها دموعها، فأم كلثوم عُرفت بأنها المرأة القوية صاحبة الحنجرة الفولاذية، فلم يستوعب جمهورها مشاهدتها وهي تتذكر الحب القديم .