تؤمن بقوة الدراما السورية وقدرتها على تصدر الشاشات العربية رغم الأزمة، لكن كم الأعمال التي شاركت فيها انخفض خلال السنوات القليلة الماضية.


تتمتع بطلّة جميلة أمام الكاميرا، والاكثر من ذلك، أنها تمتلك حضوراً فنياً لدى تجسيدها لمختلف الأدوار الفنية، سواء أكانت هادئة، رومانسية أم إمرأة مشاكسة ولعوبا.
شاركت هذا الموسم في: "قناديل العشاق" و"أحمد بن حنبل" و"بقعة ضوء 13" و"وردة شامية" و"سنة أولى زواج".
الممثلة السورية روعة ياسين، حلّت ضيفة على موقع "الفن" في الحوار الآتي .

تميّزت هذا العام بدورك في "قناديل العشاق"...
نعم، دوري جميل وجديد، والعمل ككل كان جيداً بكل نجومه، إضافة إلى السيناريو الذي أره بطل العمل.

كيف تصفين علاقتك بسيرين عبد النور خلال العمل؟
التقينا مرتين أو ثلاث مراتن، ولم يسعفني الوقت بالتعرف عليها أكثر، لكنها فنانة محترمة جداً ولطيفة ومهضومة، أتمنى لها التوفيق ولكل أسرة العمل.

ما رأيك بإنتاج جزء ثانٍ من المسلسل؟
أنا ضد الأجزاء باستثناء الأعمال المكتوبة من البداية على أنها تتضمن عدة أجزاء، وأن يجري تنفيذ الأجزاء دفعة واحدة بغض النظر عن توقيت العرض، من الممكن أن أتقبل هذه الأعمال لكن بالعموم لا أحبذ فكرة الأجزاء لأنها لا تحقق البريق ذاته الذي يحصده الجزء الأول.

لكنها مطلوبة من المحطات والجمهور.
اكتشفت مؤخراً أننا قادرون على تصدير ثقافة معينة عبر أعمالنا، كما أننا نستطيع أن نؤثر بأعمالنا على هذه الثقافة، وعندي تساؤل: في السابق كان عدد الأعمال الشامية قليل جداً، فلماذا لم نكن نشعر بغيابها؟

وهل صحيح أن نُصدّر هذه الأعمال إلى الخارج؟
نحن في سوريا ندرك تماماً أن أعمال البيئة مرحلية، أي حصلت بفترة معينة وانتهت، وهي غير موجودة بزمننا الحالي، لكن في الخارج لا يعون هذا الأمر وأعتقد أن هذا خطير بعض الشيء. لطالما سمعت أثناء سفري أن الناس يعتقدون أن ما يجري في الأعمال الشامية موجود حقيقة ونعيشه يومياً، مثلا "يا سلام المرأة السورية ظريفة جداً وما بتعذب زوجها، وشو هالرجال يلي بيتجوز 4 مرات".
أرى أنه من الجميل أن تكون هذه الأعمال فاكهة أو طبق من الأطباق الرمضانية وليست مسيطرة ومهيمنة على كل المائدة.

هل باب الحارة مثال؟
"باب الحارة"، من أكثر الأعمال التي طالتها الانتقادات، لكن رغم ذلك، العمل مطلوب ومتابَع ومشاهَد، ولا أعلم سر هذه الحالة الغريبة، وربما من هذا المبدأ يتم إنتاج أجزاء باستمرار، وبالطبع القناة العارضة لها دور كبير بذلك.
بالنهاية من الجميل أن تلتئم الناس على عمل وأن تجتمع شريحة على شيء واحد بغض النظر إن انتقدناه أم لا.
وبما أننا تطرقنا للحديث عن هذا الموضوع، بالتأكيد جميعنا نعرف تماماً جميع سلبياتنا ومشاكلنا وأخطائنا، ففي حال كنا قادرين على التغيير فهذا الامر جيد جداً، لكن الحمد لله لازلنا قادرين على العمل في ظل الأزمة التي نعيشها، ولو حصلت هذه الأزمة في بلد آخر لتوقفوا عن إنتاج المسلسلات وما كنا لنشاهد ولا حتى مسلسل واحد.

يقال بأنه لولا الفنانين والفنيين السورين لما تألقت الدراما اللبنانية، ما رأيك؟
أنا أرى براعة وحرفية اللبنانيين بالبرامج التلفزيونية وبحرفية كبيرة، وربما الدراما اللبنانية لم تكن "شادّة" كحالها اليوم.
بالعموم لستُ ضد هذه الحالة أبداً، ولا أعتبرها خاطئة بشرط وجود الاحترام بين الطرفين، ومن الجميل أن نعمل سوياً ونرفع بعضنا البعض، وأنا لست عنصرية بهذا الموضوع، وأرى أن على الفنان أن يكون من دون هوية، أي أنني كممثلة سوريّة ليس بالضرورة أن أعمل فقط في بلدي وأقاطع الدرامات الأخرى، كما أني سبق وأن عملت في الخارج وحظيت بترحيب كبير ولم أشعر بأني تسببت بمضايقة لأحد على العكس تماماً، كما أنني تعلمت من خبرة غيري.

يقال إن النظرة للفنان السوري تغيّرت عن ذي قبل...
هذا الكلام غير صحيح، ولم ألحظ هذا التعصب في الخارج، فنحن داخل بلدنا نعاني من موضوع الأجر، وبصراحة جميع الشركات تعاني من مشكلة وأزمة اقتصادية وليس فقط في سوريا، والموضوع لا يتعلق بالمواطن السوري ولا الغاية منه الإنقاص من قيمة الفنان السوري.
نحن اليوم نعمل بأجور قديمة لا تتناسب مع هذا الزمن، فهناك أعمال لم تُبَع وأعمال أُرجىء عرضها للحصول على شروط أفضل.
في سوريا يوجد وهم وكذبة كبيرة هو "الاسم البيّاع"، أي نستقطب ممثلين أو ثلاثة نعطيهم ثلاثة أرباع الميزانية وما تبقّى منها يتم تقسيمه على باقي الفريق، هذه الحالة غير صحية، وبرأيي ان البيّاع هو العمل الناجح المشغول بشكل جيد ككل، وهنا العمل يبيع حاله بحاله وليس بحاجة لاسم ممثل بيّاع.
علينا أن نتطور بسرعة أكبر بكثير مما نحن عليه وهذه البلد التي تضم هذا الكم من الناس الموهوبة عليها الخروج بنجم ونجمة جدد وصف أول كل سنتين كحد أدنى.
في بلدان أخرى عندما ينجح فنان بدور معين نراه بعد خمس سنوات نجم صف أول لأنهم يعيرون اهتماماً للشخص الموهوب ويعرفون كيف يصنعون النجم، ليس كما هو الحال لدينا، حيث يحتاج الممثل الى أربعين عاما كي يُنجّم أو ينال ذلك بعد مماته، لأنهم يخشون المغامرة بممثل جديد أولاً، ويلجؤون إلى الاستسهال ثانياً.
ولكي نكون صريحين، ليس كل ممثل يستطيع أن يتحول الى نجم صف أول، فالموضوع يتطلب مجموعة صفات عليها أن تجتمع بشخص واحد والموضوع لا يقتصر فقط على الجمال أو الموهبة أو الحضور.

بعيداً عن الدراما، ماذا عن الحب في حياتك؟
لا جديد حالياً، حال الحب جميلة لكن نحن نتعامل معها حسب غايتنا منها، اليوم لا يوجد حب أعمى كأيام المراهقة، فعندما ينضج الشخص يدرك كيف يحب وينحب، والأهم كيف أُحَب كما أنا أُحِب، أما الحب الأعمى والغيرة غير المنطقية والتي تظهر فجأة بشكل متوحش، فغير صحيحة وغير مبنية على أُسُس.

يبدو أنك تُحكّمين عقلك أكثر من قلبك؟
أعتمد على القناعة أولاً، فعندما اقتنع أن المحبة حقيقية وتعبّر عن مشاعر داخلية صادقة فبكل تأكيد سأصدقها، وأنا قادرة أن أميز بين المحبة الحقيقية والمحبة المصطنعة.

صادفتِ حبا مصطنعا من أحد؟
نعم، سواء كانوا نساءً أم ذكورا، فأنا لم أقصد الحب الذي ينتهي بالزواج، وإنما جميع أنواع الحب واعلم تماماً من يحبني بصدق.

ما هو أكثر تصرف يثير إزعاجك من جمهورك؟
أنزعج من الأشخاص الذين يتصلون على الماسنجر منتصف الليل وأنا لا أعرفهم أبداً، وعندما لا أجيب على مكالماتهم يبدأون بإرسال رسائل تعبّر عن انزعاجهم مني، وأتحول حينها برأيهم الى فتاة مغرورة.
بالنهاية أنا إنسان كباقي الناس، ولدي التزامات عائلية وأُسرية ولا أستطيع الرد دائماً، كما أنني لا أحب أن يخترق أي شخص خصوصيتي.
كما أنني انزعج من بعض الرسائل التي فحواها "أنا معجب فيكي فينا نطلع نتغدا سوا"، أعتبر هذا الموضوع قلة أدب ومن المعيب التقدم بهذا الطلب، وأنزعج كثيراً من هذا الطرح المجاني، ولهذا السبب لا أحب التعاطي مع السوشل ميديا، ناهيك عن الصفحات التي تنشر صور الفنانين ومن دون إذن لتنهال التعليقات التي تتضمن قلة حياء كبيرة وشتائم، والممثلة مهما فعلت بماكياج أم بلا ماكياج، وإن ارتدت الطويل أم القصير فإنها لن تسلم من تعليقات الناس، وأرى أن الموضوع عبارة عن مرض نفسي من القائمين على هذه الصفحات، فما المتعة التي تحصدها عندما تقرأ على صفحتك شتيمة الناس؟

لكن وسائل التواصل الإجتماعي فضاء مفتوح
ليس لدي أي مشكلة مع الانتقادات تجاه دور معين أو حتى الشكل الخارجي، لكن مشكلتي تكمن بالشتائم والأدعية، وأنا دائماً وأبداً ضد التجريح.

وهل تؤمنين بالعين؟
الحسد موجود ومذكور بالقرآن الكريم، وهناك أشخاص يصيبون بالعين وأنا أخشى منهم.

هل أصابتك عين إحدى زميلاتك؟
نعم وابتعدت عنها، فأنا يرافقني وجع رأس دائم، هناك أشخاص حضورهم ثقيل جداً وطاقتهم كذلك الأمر، ربما الموضوع خارج عن سيطرتهم وعلى الإنسان أن يحصّن نفسه وعلى الشخص الآخر أن يسمي بالله في حال أحب شيئا معينا، فأحياناً من الممكن أن تحسد الأم ابنها أو الشخص يحسد نفسه، العين تأخذ حقها وتعطي إشعاعا قويا مبنيا على أمور علمية .