ملفتة هذه الظاهرة، فنانون مغاربة، جزائريون، ومصريون في مهرجانات لبنان الضخمة، وفنانون لبنانيون في مهرجانات المغرب ومصر المهمة.


وكم يبدو المشهد جميلا حين نختبره، انه انفتاح وتأكيد على ان الفن لا هوية له ولا حدود بل هو الذي يلغي الحدود بين بلاد العالم العربي في الوقت الذي تفرقه فيه السياسة وبعض المتقوقعين.

​​​​​​فنانون لبنانيون كثر كانوا نجوم مهرجان موازين 2017، بينما الجزائري الشاب خالد حلّ نجما على مهرجان صور في جنوب لبنان، المغربية سميرة سعيد نجمة مهرجان بعلبك إحدى اهم المعالم الاثرية في لبنان...
وهنا لسنا بصدد رفض الفكرة لاننا وبشكل اساسي مع الانفتاح الفني ونحن الذين نحب ونستقبل وندعم كل فنان لبناني عربي او اجنبي، ولكن ماذا يقول الجمهور عن هذا الموضوع؟ وما صحة النجاحات التي يحققها الفنانون في تلك المهرجانات الكبيرة؟! وهل يفضل هذا الجمهور ان يسمع صوت ابن بلده ولهجته مقابل شراء البطاقة ام أنه سعيد بوجود فنانين غير لبنانيين في وطنه؟!
الحقيقة أن لكل بلد فنان يشعر انه صورته ويحقق معه دائما نجاحات منقطعة النظير ونحن شبه متأكدين من ان الشعب المغربي يعشق اسماء لمنور وسعد لمجرد ويفضّل الشعب اللبناني وائل كفوري ونجوى كرم وعاصي الحلاني ..
بعض الفنانين الذين شاهدناهم مؤخراً في المهرجانات اللبنانية افتقدوا العنصر الاساسي المطلوب ألا وهو تشويق الجمهور وكسب تفاعله منذ بداية الحفل وحتى نهايته.
الديفا سميرة سعيد، وبعد مسيرة فنية طويلة، استحقت الوصول الى بعلبك لكنها اعتمدت على احدث أغنيتين (hits) اصدرتهما كي تشعر ان الجمهور متحمس ويتفاعل معها، وأعادت "هوا هوا" وما "حصلش حاجة" أكثر من 3 مرات. بينما بدا واضح ان جمهور مهرجان صور لا يعرف كل اغاني الشاب خالد وبدأ منذ بداية السهرة يطالبه بأغنية "on va s’aimer" التي تعتبر الاشهر بالنسبة له وبدوره ملك الراي، ترك ورقته الرابحة الى نهائيات الحفل ليقدم "on va s aimer" و"عايشة" و"عبد القادر" مما جعل الجزء الاول من الحفل ممل جدا.
لن نحكم على اي فنان بل نقول اهلا وسهلا بكم في لبنان ونشكر الفنانين اللبنانيين الذين يمثلوننا في الخارج، ولكن طبعا للجمهور رأي آخر، فنجاح نجوى كرم الكبير في المغرب قد لا يوازيه نجاح فنان مغربي في لبنان.
والسؤال يكمن ايضا في الاسماء الغائبة عن المهرجانات اللبنانية منذ سنوات و نذكر منها حسين الجسمي ومحمد عبده وعمرو دياب وغيرهم وهم الذين يحظون بشعبية واسعة في لبنان.