رحل عن عالمنا أمس الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن تاركاً خلفه عدداً كبيراً من الاعمال الفنية بين السينما والتلفزيون والتي لن ينساها المشاهد المصري والعربي.

كان محفوظ قد توفي خلال تواجده في احدى المستشفيات الشهيرة والتي تم احتجازه فيها قبل 3 اسابيع بسبب اصابته بجلطة دماغية ادت الى بقائه في غرفة العناية المركزة، نظراً لتدهور حالته الصحية وهو الامر الذي دعا كثيرون من محبيه للاطمئنان عليه عن طريق زوجته الفنانة سميرة عبد العزيز منهم الزعيم عادل امام كذلك نقيب الممثلين اشرف زكي.

وستقام جنازة الكاتب الكبير يوم الاحد الواقع في 20 آب بعد صلاة الظهر من مسجد الشرطة بمنطقة الشيخ زايد على ان تتلقى اسرة الراحل العزاء في نفس المسجد غدا ايضا.

وعلى الفور تحولت صفحات الفنانين والكتاب والمخرجين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لنعي محفوظ عبد الرحمن والدعاء لاسرته بأن يلهمها الصبر منهم الناقد رامي عبد الرازق الذي كتب عبارات كلها حزن وقال: "طيب خلاص كده يعني.. طيب المفروض اقول ايه ولا اعمل ايه مع السلامة كده وخلاص ينفع كده.. انا زعلان وعايز اكلمك اقول لك اني زعلان قوي اكلم مين دلوقت انا زعلان قوي وانت مش هنا ومش عارف اتصرف.. اصل مع السلامة مش كفاية ابدا ولا الف وداع يكفي انا زعلان ومش عارف اقولها مش قادر.. انا حزين قوي كانك مشيت فعلا بس انت ديما معايا ومش هتمشي ابدا."

وكتب ايضا ايمن سلامة وهو مؤلف مسلسلات منها: حكاية حياة لغادة عبد الرازق وقضية صفية لمي عز الدين: "سأفتقدك كثيرا يا أستاذي، وسأشتاق لحديثنا ولصوتك وذكرياتك.. منذ 2005 حين أسست جمعية تضمنا نحن كتاب الدراما وأخترتني ان اكون ذراعك اليمنى في هذه الجمعية ونحن على تواصل مستمر لاينقطع.. تعلمت منك كيف يحترم الكاتب قلمه وكيف يكتب تاريخه بأعماله، وبسلوكه، تعلمت منك الكثير والكثير.. ولكني الآن لا استطيع ان افعل شيئا سوى الدعاء، فاللهم ارحمه رحمه واسعة واغفــر له وتجاوز عـــــن سيئاته وادخله جناتك يا ارحم الراحمين."

فيما كتب الكاتب عبد الرحيم كمال: "رحم الله الاستاذ الكبير محفوظ عبدالرحمن الكاتب المصري الكبير واحد حراس الهوية المصرية العظماء في كل كتاباته المتعددة الراقية سواء للمسرح أو السينما أو الفيديو رحمه الله بقدر ما أعطي لوطنه."

كتابات محفوظ عبد الرحمن تتميز بالجانب التاريخي فيها اذ لم تكن مجرد قصص اجتماعية وحسب انما يستخدمها في القاء الضوء على ما كان يجري خلال الحقبة الزمنية التي يستعرض فيها قصص ابطال العمل منها مثلا فيلم حليم للنجم احمد زكي فاستخدام قصة حياة عبد الحليم حافظ في بيان الفترة التاريخية التي عاشتها مصر وقتها في ظل حكم جمال عبد الناصر وكذلك الحال مع ام كلثوم في مسلسل كوكب الشرق الذي قامت ببطولته الفنانة صابرين والذي حقق نجاحا كبيرا على مستوى الجمهور والنقاد وكان سببا في ان يلقبه البعض بمؤلف مسلسل ام كلثوم،

هذا الى جانب مسلسلات كثيرة مهمة منها ليلة سقوط غرناطة وسليمان الحلبي وكذلك بوابة الحلواني الذي حقق نجاحاً باهراً وما زال يحظى بنسبة مشاهدات كبيرة حتى هذه اللحظة وكان بداية قوية لمحفوظ حيث دفعه نجاحه ليجلس مع عدد من الفنانين منهم احمد زكي للاتفاق على تقديم مشروع جديد استقرا في النهاية على تقديم فيلم ناصر 56 والذي تم عرضه بالفعل ولاقى استحسان متابعيه.

وكان اخر عمل يحمل اسم محفوظ عبد الرحمن هو ساق البامبو المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب سعد السنعوسي وقام فيه محفوظ بمهمة الإشراف الدرامي على السيناريو فيما كتب السيناريو والحوار له رامي عبد الرازق وقام ببطولته مجموعة من الفنانين الكبار تصدرتهم سعاد عبد الله الى جانب شجون وفاطمة الصفي والعمل تم عرضه في سباق دراما رمضان لعام 2016.

وحصل محفوظ عبد الرحمن على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية عام 1972 واحسن مؤلف مسرحي 1983 من الثقافة الجماهيرية والجائزة الذهبية من مهرجان الاذاعة والتليفزيون عن مسلسل ام كلثوم وجائزة الدولة التقديرية في الفنون 2002 وجائزة العقد لافضل مبدع خلال 10 سنوات من مهرجان الاذاعة والتليفزيون.