لم يصل الإبتذال الذي لاحق السينما المصرية على مدار سنوات طويلة فقط للمضمون الذي تحتويه بعض الأعمال التي يُطلق عليها اسم "مقاولات" بل أن الجواب يبان من عنوانه، اذ لم يصبح هناك رقي في اختيار أسماء الأفلام في الوقت الحالي وأصبح الإستسهال يُخيّم على الأجواء، ومع كل خطوة تتقدم بها السينما المصرية الى الأمام تأتي أعمال أخرى لتُعيدنا الى الخلف ألف خطوة وكأن صُنّاع هذه الأعمال يقصدون تدمير الصناعة.


نحن ضد الإنسياق للأوضاع الحالية ومتطلبات الجمهور وثقافته التي تغيرت كثيرا عقب ثورة يناير، فالعمل الجيد يُجبر الجمهور على مشاهدته والذهاب إليه حتى ولو أن مقاييس النجاح في الوقت الحالي قد اختلفت واصبحت تحتاج لبعض التنازلات من أجل جذب إنتباه الجمهور، لكن علينا ألا ننسى أونتجاهل تاريخنا الفني الكبير الذي صنعه كبار النجوم على مدار عقود وعقود في السينما المصرية، فمازالت أسماء الأفلام القديمة تتجول في الخيال إلى الآن مثل "زقاق المدق" و "ثرثرة فوق النيل" و "غريب في بيتي" و "التوت والنبوت" و "طيور الظلام" و "حتى لا يطير الدخان" و "دعاء الكروان" و "عودة الابن الضال" وغيرها من الأعمال التي كانت تجذبك لمجرد قراءة أو سماع إسمها.
دعونا نلقي نظرة على أسماء بعض الأعمال الجديدة والتي تم طرحها خلال الفترة الأخيرة وسنكتشف أن الفرح واضح من العنوان.. "دعدوش" فيلم كوميدي جديد عن داعش وهي كلمة ليست ضمن أي معجم والفيلم من بطولة مجموعة من الشباب، وكذلك "سمكة وصنارة" من بطولة كريم قاسم ومجموعة من الشباب و "ليل داخلي" من بطولة بشرى وبعض النجوم الشباب و "حليمو أسطورة الشواطئ" لطلعت زكريا وغيرها من الأعمال، وهذا كله "عيب" في حق الفن المصري.