جوليا قصار، رائدة من رائدات التمثيل، ومحاضرة جامعية في كلية الفنون الجميلة بالجامعة اللبنانية، ممثلة قديرة تأخذ النص بفضل درايتها وحرفيتها الى غور الاقناع وتؤثر بالمشاهد تأثيرا بالغا بفضل عفويتها بالاداء.


لعبت العديد من الادوار في التلفزيون والسينما، لكن عشقها الكبير ظل للمسرح الذي تعتبره همزة الوصل المباشرة ما بين المشاهد والممثل. في حوارها لموقعنا، تحدثت جوليا في ملفات فنية وانسانية كثيرة ننقلها اليك عزيزي القارىء.

هل تسكن جوليا قصار عدة نساء؟
(تضحك)، هي امرأة واحدة تكفي . لا، تسكنني امرأة منظمة وواقعية تصيب الامور وتحلل المواقف. هي امرأة قلقة لاتتسرع في قرارتها, بل تسعى لان تكون خطواتها مدروسة , انما احيانا نخطىء في مكان ما، وهذا امر طبيعي جدا.

بعد هذا المشوار الفني الممتع، هل شعرت بالتعب من الفن؟
(تتنهد بغصة)، اظن بعد بكير للتفكير بهذا المنطق, فالفنان لا يتعب من اداء دوره امام الكاميرا لطالما هو قادر على العطاء ومازال احساسه عال , بل على العكس، تتزايد عنده رغبة العمل بعد نجاح كل عمل .

عمّا تبحثين اليوم في دفاتر الدراما والتمثيل؟
الانسان جندي محارب على جبهة الحياة , يهمه ان يحقق ذاته من خلال العمل الذي يحبه ليكون مرتاحا ومطمئنا . بصراحة عملية البحث حاجة ثابت في حياتنا فكلما حققنا هدفا ما , كلما طمحنا الى الافضل ,هذه هي تركيبة الانسان الناجح.

وهل كانت الحياة منصفة وعادلة معك؟
شوف، الحياة مثل القطار تمضي من محطة الى أخرى ,فيها مطبات ونزلات عديدة، على الانسان نفسه التكيف معها, وان يكون صبورا لان الحياة يوم معك ويوم عليك.

دراستك الجامعية ماذا اضافت الى فنك؟
الدراسة الجامعية تغذي الموهبة وتبلورها , وبالنسبة لي دراستي للفن علمتني الحرفية وكيفية صناعة المشهد بعفوية وصدق .بصراحة الدراسة الجامعية في مكان ما بالتمثيل تؤمّن للممثل كافة ادوات الاقناع وتحميه من السقوط.

لماذا طلقت جوليا الشاشة الصغيرة بعد مسلسل الشحرورة؟

لا تسميه "طلاق"، لان الفنان المسؤول هو اسير الدور الجيد . لعبت في مسلسل الشحرورة دور والدة صباح وكان دورا مميز. انا مع مشوار فني خصب وخِياراتي تجبرني على اختيار الافضل بعيدا عن التكرار والاعادة , لذا فضلت الاحتجاب على ان اقدم عملا لست راضية عنه
. انا بانتظار كاركتير جديد يعيدني الى الشاشة الصغيرة واظن انه بات جاهزا وسوف يكون قريبا

اخذتك السينما اليها اكثر؟
صحيح، لان العروض التي جاءتني كان من الصعب رفضها. انا عملت هذا العام خمسة افلام عُرضت في السينما وبعضها جال المهرجانات العالمية وحصد العديد من الجوائز مثل فيلم" محبس " لصوفي بطرس, فكانت من نصيبنا جائزة مهرجان "دبي" وكوري, والاهرام في مصر عن افضل سيناريو، كذلك لعبت مسرح.

كيف تقيّمين الحركة السينمائية في لبنان؟
حركة ناشطة بعزيمة شباب اكاديمي من المتخرجين يسعى لانشاء صناعة سينمائية، خصوصا وان الفيلم اللبناني بات له حضوره في المهرجانات الدولية وهذة خطوة متقدمة في الصناعة السينمائية اللبنانية .

هل تؤثر الدراما على الوضع الاقتصادي في لبنان؟
الدراما هي صناعة تساهم مباشرة بالحركة الاقتصادية , وهي بالمقابل تدعم وتنعش الحركة الثقافية , وتشكل همزة وصل وتفاعل مع حضارات عديدة.

مازال المسرح في لبنان ناشطا؟
بالرغم من ضيق الوضع الاقتصادي مازالت بعض المحاولات المسرحية تستقطب رواد هذا القطاع , ومازال الشباب متحمسا لانعاش هذا القطاع من خلال الاعمال التي يقدمها.

لاي مدى تعنيك الخصوصية؟
الخصوصية هي كيان الانسان ومحور وجوده ,انا ضد التدخل في الخصوصية.

الا تخافين من ان يسرقك التعليم الجامعي من مهنتك؟
التعليم هو المهنة التي احبها كثيرا واجد نفسي فيها ,بالعكس هي همزة الربط ما بين خِياراتي الفنية وكياني كفنانة.

عندما تكون المرأة ناجحة عمليا ومستقلة ماديا تفضل العزوبية؟
( تضحك) سؤال ديبلوماسي , انا عزباء فهذا لا يعني اني شطبت الرجل من حياتي , ربما لان حياتي كانت مضغوطة باشياء كثيرة , فانا حاليا سعيدة بوضعي ومتصالحة مع نفسي.

لعبتِ في بداياتك الفنية دور الام، الا تخافين من نوعية هذه الادوار؟
لعبت دور الجدة( تاتا) في مسلسل البحث عن الاحلام , لا، لا اخافها ولا تشكل عقدة عندي بالعكس كلما نجح الدور كلما كنت سعيدة .

متى تقول جوليا لا في حياتها؟
في مضمار عملي كممثلة اعتذر بلباقة عن دور لم يعجبني , اما في حياتي فأقول "لا " قاطعة، عندما لا اجد نفسي بالحالة التي امامي ,فانا صريحة جدا مع نفسي واحترم مشاعري وخصوصيتي جدا.