ولد ونشأ في قرية ضهور الشوير، نال العديد من الجوائز في مهرجانات موسيقية من بلغاريا وألمانيا وفرنسا واليونان والنمسا، في أواخر الستينيات وفي السبعينيات من القرن الماضي، سخّر خامة صوته الأوبرالية للغناء الغربي الذي أطلقه بقوة إلى سماء النجومية، فأقام لنفسه مكانة بين أقرانه الأجانب تميّز فيها خصوصا بأغنية "موري موري" باللغة الإنكليزية من ألحان الياس الرحباني، اسمه الحقيقي هو سامي حبيقة، لكنه لقّب نفسه بسامي كلارك تسهيلاً لنطق الاسم باللغات الأجنبية لأنه بدأ الغناء باللغات الأجنبية.

غنّى كلارك أيضاً بالفرنسية والإيطالية والأرمنية واليونانية والألمانية والروسية، ونجح في المزج اللغوي في الغناء بين العربية وغيرها. وشارك في غناء شارات بعض مسلسلات الكرتون في الثمانينات من القرن الماضي مثل غريندايزر، إذ غنّى المقدمة والنهاية، وجزيرة الكنز (أنمي)، بالإضافة إلى بعض الإعلانات. من أشهر أغنياته التي ما زالت تذاع في الإذاعات وتبث في المطاعم والنوادي الليلية، قومي تنرقص يا صبية، آه على هالإيام، قلتيلي ووعدتيني.. مع الفنان المخضرم والمبدع سامي كلارك كان لموقع الفن هذا الحوار..

لماذا هذا الابتعاد عن الساحة الفنية؟

أنا لم أغب، ما زلت أُحيي مهرجانات وحفلات و كوّنت عائلة رائعة وهي أكبر انتصار لي في الحياة.

بداية أخبرني ما الفرق بين الأغنيات الشعبية اللبنانية في الثمانينيات وأوائل التسعينيات، والأغنيات الحالية؟

انا لا أجد أن هناك فرقاً كبيراً إلا في التطور التقني، فهناك معدات جديدة تُسهّل العمل أكثر لكن الكلمة تغيرت وليس اللحن، فصارت "أرخص"، وأصبحت تشبه حياتنا اليومية التي هي استهلاكية مادية. الكلمة أصبحت "دبشة" لم تعد هناك معاني عميقة للمفاهيم التي كنا نعرفها قبلاً عن المحبة والعطاء فكل شيء اصبح له ثمن وهذا عصر العولمة والاستهلاك والتجارة، الربح المادي السريع لا أحد لديه نفس طويل، حروب أينما كان كل هذا يؤثر على الأغنية أما بالنسبة للنوعية فهناك فنانون كثيرون لديهم إمكانات صوتية حلوة وما زالوا يعطون وبالتأكيد هناك زحمة كبيرة من الفنانين سببها هجرة الفنانين من أوطانها بسبب الحروب.

هل تعتقد أن هناك أغنية ممكن أن تجعل الفنان يصبح نجما؟ وهل يلعب شكل الفنان وصغر سنه والتسويق له، دوراً في رواجه ونجوميته؟

بالتأكيد هناك الكثير من الفنانين لديهم أغنية واحدة ضربت ونجحت ولم ينتجوا غيرها وناموا على أمجادها، وفي الوقت نفسه شركات الانتاج تتعاقد مع فنانين بأعمار معينة لأنها تستطيع استغلالهم بسرعة أكبر وهدفها أن تستفيد منهم مادياً من خلال برامج المواهب فتهتم اكثر بشكل الفنان وصغر سنه، يضاف إلى ذلك، الوضع الاقتصادي الصعب، فإذا أراد فنان أن يسجل أغنية لا يستطيع أن ينتجها، نحن كنا ننتج أغنياتنا، حتى شركات الإنتاج لم تعد تنتج فأصبحت هناك أزمة بالنسبة لإنتاج الأغاني الراقية ، فإذا كانت الأغنية حلوة ليس بالضرورة أن تنجح، وتجدين أغنيات تافهة تضرب وتنجح وتشهر مغنيها او ملحنها، ولم يعد هناك مقياس صحيح لنجاح الأغنية، فهناك أغان تنتظرين منها أن تلاقي استحسان الجمهور لكنها لا تنجح وأغنيات أُخرى لا تنتظرين نتيجة منها لكنها تضرب وتنتشر بسرعة.

أصبحت لدينا تخمة من الفنانين.. هل خف الإقبال على الأغنية الشعبية اللبنانية، ولهذا السبب نجد أغنيات باللهجات المغربية والسواحلية السورية والمصرية تصبج دارجة على حساب اللهجة اللبنانية؟ وما السبب برأيك؟

السبب هو هجرة الفنانين من دولهم التي تعاني من حروب إلى لبنان الذي هو مصب دائماً للفنون، اللبناني منفتح ويتقبل كل شيء وهذا خطأ لانه يحدث نوع من التطعيم للأغنية اللبنانية غريبة قليلاً عن اللهجة اللبنانية والعادات اللبنانية، وأعتقد أن هذا يشكل خطراً كبيراً نمر به ولا أعرف متى يجب ان يتوقف، ومن الممكن أن يستمر وفق الظروف المحيطة بنا، وذكرنا الأمر في عدة مناسبات في النقابات وفي الوزارة لكن لا حلول لها، لا تستطيعين أن تمنعي أحداً من أن يغني، الساحة مفتوحة للكل وتتقبل اللهجات التي تُغنّى.

نشعر بأن خصوصيتنا اللبنانية​​​​​​​في الغناء تتضاءل قليلاً، ما هو دورنا كلبنانيين، كفنانين وكشعراء وكنقابة أن نعزز دور اللهجة اللبنانية في الغناء؟

أنا لست متشائماً، أنا أرى أن هذا مرض دخل إلى لبنان وصعب جداً أن نتخلص منه في الوقت الحاضر، والتحرك يجب أن يكون رسمياً أكثر وتبدأ بثقافة جديدة من خلال المدارس والجامعات والتجمعات الكبيرة، النقابات هي المفروض أن تثبت وجودها أكثر وتكون حاضرة على الساحة الفنية، ترين البلد في مهب الريح من كل النواحي وخصوصاً الفن، الفنانون والشعراء اللبنانيون والملحنون موجودون.

​​​​​​​​​​​​​الكثيرمن الفنانين غنوا اللهجة الشعبية اللبنانية مثل ملحم بركات، إيلي شويري، الرحابنة وفيروز وصباح ووديع الصافي كانوا سفراء لبنان إلى العالمية، وأنت كان لديك ستيل خاص ونلت جوائز عالمية كبيرة وكذلك توجه أولادك لطريق الفن

بالتأكيد ولداي متجهان للغناء اللبناني والأجنبي لأنه لونهما وتعودا عليه وحالياً يدرسان الغناء الشرقي ولديهما أغنيتان سيقدمانها باللهجة اللبنانية (دبكة)، سامي جونيور عمل أغنية جديدة باللبناني كتب كلماتها صديق لي اسمه كفاح زين الدين عنوانها "انتي عمري انتي" ولحنها يوناني، وابنتي ساندرا لديها أغنية جديدة أيضاً كتبت كلماتها ، ولدي أغنيتان للراحل زكي ناصيف أعدت تسجيلهما من جديد، لكني لست متفائلاً جداً.

ما هي​​​​​​​الكلمة الأخيرة التي توجهها لقراء موقع الفن؟

أنا مع أن يكون لدى الفنان التزام وليس تعصباً للغته ولهجته لأن الفن اللبناني وصل إلى العالم والموسيقى اللبناني خصوصاً اللون الخاص بي وهو خليط بين الشرق والغرب الذي ساعدنا أن نخترق الجدار الفني العالمي ونثبت أن الفنان اللبناني يستطيع أن يكون له الأولوية في العالم لكني لست متفائلا كثيراً طالما أن الأوضاع غير مستقرة حولنا سيبقى لدينا الخوف والقلق حتى ما سنقوله عبر الأغاني، وستبقى هويتنا هي الهوية الصحيحة بين الهويات الموجودة في لبنان بكل سهولة.