خاض الممثل المصري محمد رمضان منافسة قوية على شُبّاك التذاكر في موسم عيد الفطر بعد طرح فيلمه "جواب إعتقال"، امام أفلام أحمد السقا وتامر حسني ومحمد هنيدي ومنة شلبي، ولم يستطع تصدّر الايرادات كما اعتاد، وفي حواره مع "الفن"، يكشف رمضان اسباب تقديمه لهذا الفيلم وعدم تصدره للايرادات، ويوضح لماذا تغيرت نظرته في نوعية الافلام التي يقدمها، وامور اخرى في الحوار التالي.

الم تقلق من تقديم فيلم "جواب إعتقال" عن قضية خطيرة مثل الإرهاب، في هذا التوقيت الذي نعاني فيه من هذه الظاهرة؟

عام 2016 برزت قضيىة الإرهاب في مصر بشكل كبير فأردت أن اتطرق اليها، كما قمت بذلك عام 2012 حين قدمت فيلم "عبده موتة" و"الألماني"، فترة الإنفلات الامني والبلطجة، وشعرت في "جواب إعتقال" ان ربنا عز وجل وضعني ليكون كل فيلم اقدمه يتحدث عن قضية نعيشها.

هل خطّطت لتقديم فيلم عن الإرهاب في التوقيت الذي تواجدت فيه بالجيش؟

لم نخطط لذلك لأن فيلم "جواب اعتقال" من انتاج عام 2016 وجاء اختياري للموضوع عندما كنت اتواجد في مكتب المخرج محمد سامي للتحضير لمسلسلي "الاسطورة"، ووجدت عنده حينها سيناريو بعنوان "الطاووس" وهو لقب شخصية خالد الدجوي بطل "جواب إعتقال"، وعندما سألت محمد سامي عنه قال لي انه مشروع كتب منه جزءاً وتوقف بسبب خوفه من تقديمه.

هل وجدت تشجيعا لخوض هذه التجربة ام هناك من حذرك من دخولها؟

السبكي حذّرني من التجربة، وقال لي "بلاش الفيلم الان" ولكنني اقنعته، كما حاول الكثيرون تخويفي من تجربة الفيلم على المستوى التجاري بسبب ظروف البلد، خصوصا لانني ممثل مؤثر جداً في الشارع، ومن الممكن ان اعرّض نفسي للخطر. الى ان سمعت جملة كانت وكأنها موجهة إليّ لكي أسير في الطريق الصحيح، وكانت من الفريق صدقي صبحي، حين قال "مش كل اللي بيحاربوا بالبندقية وكل شخص يحارب من مكانه بجميع المجالات" فتأكدت حينها انني على صواب.

يرى البعض ان هناك خلط في الاحداث في الفيلم لناحية التمييز بين الجماعات الإرهابية، ما الغرض من ذلك؟

الفيلم لم يحدّد هوية الجماعة داخل الأحداث، وكان ذلك مقصوداً "كنا نقول الاخوة اضافة الى امور اخرى جعلت الجمهور يشعر بارتباك في السيناريو مثل الاشياء التي غيّرتها الرقابة" فمثلا ابتسامة دينا الشربيني لي اثناء مواجهتها في لبنان كانت على الورق أنها احبتني ولكن الرقابة رفضت واعترضت بسبب وجود تعاطف مع شخصية الإرهابي، ولكن ذلك صنع تعاطفاً اكبر والجمهور كره دينا الشربيني. هذه وجهات نظر وهذا عمل الرقابة وهي تنظر الى الأمور بشكل مختلف.

ما مدى رضاك عن النجاح الذي حققه فيلم "جواب اعتقال" حتى الان، وعدم تصدره الايرادات؟

اعتبر نجاح "جواب اعتقال" فوق توقعاتي انا شخصياً، لان هناك نوعين من النجاح الاول تقبّل الجمهور للعمل وهذا لا خلاف عليه، والثاني هو النجاح التجاري، فكان فوق المتوقع لأننا أمام فيلم طُروح في موسم عيد وبطله بعلامة صلاة ولحية، والبطلة مرتدية الحجاب، ولا يتضمن اغنية او خلطة تجارية، وعلى الرغم من كل ذلك يحصد 15 مليون جنيه في اقل من عشرين يوم، فإن هذا دليل نجاح كبير برأيي. كما ان ميزانية الفيلم ليست كبيرة، واحمد السبكي كان قد اخبرني في الاسبوع الاول من طرحه انه رابح من الفيلم وقال لي: "لو مين بيعمل جواب اعتقال في العيد ومع هذه الظروف مكنشي جاب 4 جنيه".

اصبحت تبحث عن القيمة والهدف في اعمالك وهذا مخالف تماما لتفكيرك السابق؟

اصبحت ابحث عن القيمة وكسب احترام الناس اكثر في هذه المرحلة، فبعد 6 سنوات من الاتهامات الموجهة لي بإفساد الذوق العام ونشر البلطجة واستفزاز الشعب، كان على ايقاف "تجارتي" من اجل البحث عن براءتي من كل هذه التهم، لكي يقال اني احب البلد ولا استفز الشعب ولا أُحرّض على البلطجة، وعندما أُحقق ذلك، أعود مرة اخرى لتقديم أفلام تجارية وانما بوعي اكبر لان تفكيري بات اكثر نضجا.

كيف قمت بالتحضير لشخصية "خالد الدجوي"، الارهابي، التي قدمتها في الفيلم؟

كان كل تركيزي ان يكون هذا ارهابي جديد على غيرما اعتاد الناس. وانا كنت مثلا ضد ان يتكلم لغة عربية فصحى لان هذا لا يعكس الواقع، وكان الخوف ان نُقدم رجل مثلنا يتحدث بشكل طبيعي كمهندس في حي الهرم،لان وجهة نظري كانت منذ البداية ان يرتدي قمصياً وبنطلوناً ولا يظهر بلحية ولا حواجب ضخمة طويلة كالشكل النمطي المعتاد، لأن الموضوع ليس كذلك، ففكرة ان على من يقدم دوراً شريراً ان تكون نظرته شريرة، هي فكرة خاطئة وغبية.

وماذا عن مشاركتك فى فيلم "الكنز" المقرر طرحه في عيد الاضحى المقبل؟

اتصل بي استاذ شريف عرفة، وقال لي ان لديه شخصية مهمة في فيلم "الكنز" ويراني فيها كأحد الأبطال، فأدركت انه بطولة جماعية، فكان ردي "انا معاك واوقع العقد بدون قراءة"، وبعدما قرأت السيناريو لم يكن لديّ الجرأة ان اسأل عن الشخصية التي سأقدمها، ولكن بعدما اخبرني انه يريد ان اقدم شخصية "علي الزيبق" وارادني ان اجسد شخصية والده حسن، ترتّبت عليّ مسؤولية كبيرة في ان اقدم شخصية تخطّى سنّها الخمسين عاماً، وتحتاج الى مواصفات وتفاصيل اخرى مثل المشي وطريقة الكلام وغيرها. وقبل تصوير كل مشهد "باكون برتعش في الكرفان".

البعض يرى انك تقوم بإستفزاز زملائك من الفنانين بما تنشره على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف ترى ذلك؟

لا ارى ما اكتبه استفزازاً فليس من الضروري أن اكون ناجحاً ويكون منافسيني ضعفاء "فأنا لو كبرت وطلع عيل صغير ووجدته يريد النجاح ومتحمس جدا دا يجعلني متحمس ايضا واقول له برافوا انك جعلتني اجتهد وابدأ استيقظ مرة اخرى بعدما كنت استهتر"، المنافسة شيء عظيم، فما يجعل "ميسّي" يلعب جيدا، هو وجود منافس امامه وهو "كريستيانو"، والعكس صحيح. وانا لا انظر الا لخطواتي فقط ومن الممكن يكون طموحي "شاطح" ولكن ذلك ليس عيباً او حراماً لأن طموحي هو تخطّي كل الحدود الإعتيادية في الوسط الفني، ولا أريد السير على خطوات سابقة لأحد كي لا اكون نسخة منه.

في النهاية ماذا تحب ان تقول؟ وهل سنراك في رمضان 2018 ؟

أشكركم، والفيلم سوف يُطرح قريبا في العديد من الدول العربية، وحتى الآن انا اقوم بالقراءة ولم اتخذ قراراً بعد.