بعد طول انتظار والكثير من الترويج، انطلقت مهرجانات الارز الدولية، بضخامة انتاجية وحضور سياسي وفني وجماهيري كبير.


هي "اوبريت الارز" المنتظرة، التي قصدت ان تجمع فنانين لبنانيين من كل الطوائف كي نؤكد على وحدتنا ووحدة عيشنا ولنكرّم جميعا الارزة.
امتلأت المدرّجات بعد ان شهد الحفل تشديد امني كبير حتى المبالغة، إذ تم تفتيش الحقائب اكثر من ثلاث مرات وعبّر البعض عن استيائهم من الموضوع.

الاوبريت فكرة جميلة، وجميل جدا ان نغنّي من ارز الرب لارزة لبنان ولكل المناطق اللبنانية، لقد كان المهرجان اشبه بمهرجان فني سياسي، بدأ بكلمة للنائب ستريدا جعجع رئيسة هذا المهرجان. ليزهو مشهد رائع من الالوان، مع انطلاق المفرقعات النارية الضخمة واضاءة الارزة امام اعين الجميع.

أطلّ الفنانون والفنانات: نجوى كرم، وليد توفيق، ملحم زين، رامي عياش، نانسي عجرم، غسان صليبا، جوزيف عطية، عبير نعمة، معين شريف، زين العمر، تانيا قسيس وايليا فرنسيس مع الموسيقي ميشال فاضل وفرقته الضخمة. أطلّوا على المسرح وقدموا اغنية "الاوبريت الوطنية"، وهي اغنية مؤثرة لكل شخص لبناني يعشق وطنه، وهي من كلمات نزار فرنسيس.

البث المباشر للحفل، حدّ من حماسة الجمهور الذي حضر بالالاف، فخلع عنه ثوب المهرجان الذي كان ينتظره والذي يشدّ انتباهه عادة من بدايته وحتى نهايته، ليلبس ثوب جمهور يحضر تسجيل حلقة تلفزيونية بكل ما تشهده من تبديلات على المسرح وانقطاع وعودة وإعادة وتكرار! ما جعل الناس يتململون ويغلبهم النعاس على الرغم من البرد القارس الذي كان سيد الموقف.
قدّم كل فنان من الموجودين اغنيتين. وكل الاغنيات كانت وطنية، منها ما اثار حماسة الجمهور ومنها ما لم يحرّك فيه ساكنا!
على الرغم من ان هدف الاوبريت الاساسي ملفت وفعال، الا ان "كل ما زاد عن حده ينقص". كثرة الاستعراضات الوطنية انقصت من شغف الناس التي حضرت . وإعادة التقارير الخاصة بالفنانين مرارا وتكرارا جعلت الحضور يصاب بالملل ففي الوقت الذي كانت الاعلانات تُعرض على الشاشة إرتأى منظمو المهرجان ان يعيدوا عرض لقاءات الفنانين على الشاشة مرة اخرى.
أما من ناحية الاداء الفني للنجوم المشاركين، فسوف نترك التعليق لمن شاهد وتابع الحفل. فنانون نجحوا بالدخول الى القلب واثاروا حماسة الناس وآخرون كان مرورهم اشبه بقصاص للبعض.

ملحم زين كسر القاعدة وهو الوحيد الذي غنّى اغنية واحدة بدل اثنتين. والسؤال المطروح، ما السبب؟
بدا من الواضح للحضور، ان ادارة المهرجان قصدت ان تُبقي اطلالة الفنانة نجوى كرم الى نهاية الحفل كي يضطر الجمهور للبقاء ولا يغادر باكرا.
وعلى الرغم من ان فريق العمل حاول بشتى الطرق تفادي الاخطاء التقنية، الا ان البث قد انقطع عند مرور وليد توفيق و نانسي عجرم.
وايضا من الاجراءات التي اتُّخذت في المهرجان، منع دخول اي كاميرا على المهرجان كما على كواليسه رغم ان الامر لا يحتاج الى كل تلك "الانهيارات" فكل فنان منهم صاحب خبرة كبيرة ومعتاد على الزحمة الفنية والوقوف امام الكاميرات.
بالنهاية تبقى فكرة الاوبريت فكرة جيدة بعصر الانقسامات الا انها من الممكن ان تُنفّذ بشكل اكثر متعة وتشويق كأن يغني بعض الفنانين ديوهات وتريوهات في لوحات اكثر جاذبية ومتعة للحضور الذي بذل مجهودا لشراء البطاقات والوصول الى ارز الرب.