يطل الممثل المصري يوسف الشريف على جمهوره كل عام في عمل غير متوقع وجديد تماما من ناحية الشكل والمضمون، ولكنه في رمضان الماضى، جاء بعمل جديد على الدراما المصرية والعربية برمّتها، وهو "كفر لهاب"، الذى يُعدّ اول مسلسل رعب في مصر والوطن العربى، وهذا ليس بغريب على يوسف، الذى يحاول دائما اللعب خارج المألوف! ورغم ان ذلك كان مخاطرة منه، الا ان العمل حقق نجاحاً كبيرا وتفاعل معه الجمهور.


فى حوار خاص مع موقع "الفن"، كشف يوسف عن سبب تقديم هذه الفكرة، والصعوبات التي واجهته والاسقاطات السياسية وعن الحلقة الاخيرة والعمل مع زوجته واسرار اخرى في الحوار التالي.

لماذا قررت تقديم مسلسل "كفر دلهاب"، كأول مسلسل رعب في الدراما المصرية؟
اعمل على فكرة المسلسل منذ فترة انطلاقا من ان الجن والعفاريت موجودون بالفعل في مجتمعنا والكل يخافهم. وفكرت بالفعل في ان الفكرة جديدة على الدراما المصرية وحتى على المستوى العالمي، ولذلك حرصت كل الحرص على مشاهدة عدد من الاعمال القريبة من الفكرة، من دون ان يعني ذلك انني اقتبستها وانما فقط لزيادة المعلومات.

ما الصعوبات التي تواجه تنفيذ عمل مثل "كفر دلهاب"، في الدراما المصرية او العربية؟
المشاهدون في مصر والمنطقة العربية لا يتقبلون الرعب الا في الاعمال الاجنبية والدليل ان الاعمال التي تضمنت مشاهد رعب لم تحقق النجاح المتوقع بل تعرضت للسخرية، اضف الى ذلك ان الجمهور العربي، لديه نزعة دينية ولن يتقبل منّا تقديم فكرة الشر بكامل الحرية لانه سيصطدم بـ "القران" و"الانجيل"ولن يقبل بفكرة انتصار الشر عليهما مثلما يتقبل تلك الفكرة من الخارج.- وانا شخصيا، اوافق على هذا التفكير، ومن هنا، قررت ان اذهب بالقصة الى زمن وتاريخ من وحى خيال المؤلف، واختيار عناصره بِحُرية تامة مع الابتعاد كليا عن الجانب الديني.

ما هي الرسالة التي اردت ايصالها للجمهور من خلال "كفر دلهاب"؟
اعتقد ان رسالة المسلسل جاءت واضحة وبسيطة تماما، الا اننا اخترنا ايصالها بطريقة لا تخلو من المخاطرة، وذلك عبر إقناعه في ان يتعاطف مع الطبيب سعد، لنوجّه له صدمة قوية بعد ذلك. احاول دائما ايصال رسالة لجمهورى بما يراعى ضميرى فى كل عمل اقدمه ، اسعى لان اقدم عملا يمزج بين مداعبة المشاعر وتحكيم العقل وهذا صعب برأيي. وفي هذا المسلسل، اردت ايصال فكرة ان الظلم لحظة اختبار لاى إنسان من الله سبحانه وتعالى، وهل سيلجأ حين يلحق به الظلم إلى الانتقام الاعمى كما فعل "سعد"، وكيف ان ابليس مهموم بالانتقام من الانسان من خلال التأثير عليه في مثل هذه الظروف.

كان هناك بعض المشاهد الصعبة في العمل ولكنك صرّحت بأن مشهد المشنقة هو الاصعب، فلماذا وجدته كذلك؟
بالفعل، كنت اتوقع ان المشاهد الصعبة هي التي تتضمن حركة او قفزة خطيرة، الا انني وجدت شيئا مغايرا تماما، وجدت ان مشهد المشنقة كان الاصعب على الاطلاق، رغم عدم احتوائه على جمل او تعابير تمثيلية صعبة، وليس خطرا او اي شيء من هذا القبيل. وكان يخيّل اليّ انا والمخرج احمد نادر جلال، انه مشهد بسيط وسهل خصوصا انه لا يحتاج الى "دوبلير"، وكان محاط بتدابير الامان حين أُعلّق على المشنقة .الا انه وبمجرد ربط الحبل حول عنقي وتغطية وجهي، حتى اوقفت التصوير! بعد ان تخيلت العديد من الاشياء "ربّنا ما يورّيها لحد"، فجلست مع نفسي لبعض الوقت قبل العودة الى تصوير هذا المشهد من جديد.

لماذا استعنت بالدوبلير في عدد من المشاهد؟
بعض المشاهد اقوم بتنفيذها بنفسي عندما اكون على ثقة من انني استطيع القيام بها، ولكن البعض الاخر استعين فيها بـ"دوبلير" لاني لا استطيع المخاطرة بحياتي ولا أُعرّض نفسي للخطر. لا استطيع ان اقدم مشهد يؤذيني جسديا.

البعض رأى اخطاء اخراجية في عدد من الحلقات وهذا يؤثر على جودة المسلسل؟
لن انكر ذلك، واعتذر للجمهور عن هذه الاخطاء التي جاءت خارجة عن ارادتنا تماما، فهناك بالفعل مشهد ظهر فيه الكاميرا مان. ان هذه الامور هي من مسؤولية مخرج العمل احمد نادر جلال، لكنها قد تكون فى مراحل ما بعد التصوير، لان بعض المشاهد من المفترض ان يكون فيها بعض الـEDITING فيما بعد، سواء بالحذف او غيره. ربما اثر ضغط تسليم الحلقات للقنوات في الموضوع، وسوف أعمل على تجنبه فى العمل المقبل وأُركّز على عنصر الوقت، لكنني اشكره على مجهوده وخروج العمل بهذه الصورة المشرّفة.

يتهمك البعض بتعمّد المثالية في اعمالك ورفض مفهوم العلاقة بين الرجل والمراة حتى لو من ناحية الملابس فقط؟
لست انسانا مثاليا واخطئ فى بعض المرات واصيب فى اخرى، ولا يوجد احد معصوم من الخطأ. أنا فقط احاول التقرب من الله حتى فى اعمالي الفنية ولست "سوبر هيرو"، كما يقول البعض .اما علاقة الرجل والمرأة والمشاهد الجريئة فهي ضد مبادئي وقناعاتي الشخصية ،ولكن اذا كنت تقصد علاقات الحب البريئة، فقد تناولت هذه العلاقات فى عدد من اعمالى ولا انكر ان الحياة تقسم بين الرجل والمرأة وهي في المقام الاول هي شريكة له. اما بالنسبة للمشاهد الجريئة فأنا لا احبّذها في اعمالى لانى حريص على ان يشاهدنى كل فرد في الاسرة.

هل انت من تفرض وجود زوجتك في اعمالك الفنية وتستعين بها كمصممة ملابس؟
زوجتي متميزة جدا في المنطقة التي تعمل فيها، والدليل على ذلك الاشادات الكبيرة في الملابس التي ظهر فيها الممثلون في"كفر دلهاب"، والتي تعبت فيها كثيرا ورغم اني كنت اخشى عليها من الهجوم في بدايات عملنا سويا ولكن الان لم يعد يحدث ذلك لانها موهوبة بالفعل واظهرت ذلك في اعمال اخرى بعيدة عني. واؤكد ان انجي زوجتي هي سبب نجاحي بعد الله عز وجل .

اين انت من السينما ولماذا لا تفكر في تقديم افلام تعيش في تاريخك الفني؟
طوال السنوات الماضية ابحث عن العودة للسينما ولكن وقتي ضيق لاني اقدم مسلسلا كل عام وذلك يأخذ مني وقتا ومجهودا كبيرين، وبعد انتهائي من العمل، ابدا الاستعداد للمسلسل الجديد. ولكن هذا العام، قررت وبشكل نهائي تقديم فيلم جديد من تأليف عمرو سمير عاطف واخراج احمد نادر جلال والفكرة جاهزة وتم البدء في كتابة السيناريو والحوار واحاول ان اقدم الفيلم وبعدها ادخل في المسلسل الجديد لرمضان ، الا اني لا اضمن تقديم هذا العمل في رمضان المقبل بسبب الوقت، اما عن بحثي عن افلام تعيش في تاريخي، فليس اكثر ما يهمّني ان اترك تاريخ بل المهم ان اترك اعمال لا يخجل ابنائي من مشاهدتها بعد ذلك، كما ان اهم شيء دائما، هو ان اراعي ربنا في ما أقدمه وهذا ما افكر فيه اكثر من تفكيري في التاريخ الفني الذي يجب ان اتركه.