أحيا النجم اللبناني عاصي الحلاني حفلاً غنائياً ناجحاً ضمن مهرجانات زحلة الدولية بمشاركة فرقة:" مجد بعلبك"، في الليلة الثالثة من ليالي المهرجان.

ليلة تراثية وطنيّة بإمتياز، أرادتها رئيسة المهرجان السيّدة ميريام سكاف أن تكون تكريماً للجيش اللبناني، ووزّعت فيها أكثر من ٣٠٠٠ علم للبنان والجيش اللبنانيّ، دعماً للجيش الذي يحارب الإرهاب في عرسال بالقرب من زحلة عروس البقاع.

وخلال المؤتمر، شكر عاصي الصحافة على وجودها قائلا: " حضوركم يعنينا، ويقدّم لنا دعماً كبيراً كي نوصل صورة لبنان الجميلة والمشرقة، وصورة زحلة والبقاع التي نتباهى ونتشرّف بها، وبإسمي وبإسمكم، وإسم الحضور الكريم، أودّ أن أحيّي إنسانة بذلت جهداً كبيراً في وقت قصير جداً كي تنظّم مهرجاناً يضاهي المهرجانات العالميّة وهي السيّدة ميريام سكاف، وأنا متأكّد بأنّ ما قامت به سكاف خلال هذا الوقت القصير يعدّ إنجازاً كبيراً وصعباً جداً، وهذا يدلّ على مدى أهميّة الطاقات اللبنانيّة، وعلى مدى أهميّة إعطائنا ا السلام والإستقرار لإثبات قدرتنا على الإستمرار والإبداع".

وتابع عاصي قائلاً: " وبما أنّه صادف البارحة عيد مار إلياس، إسمحوا لي أن أوجّه تحيّة لروح إنسان قدّم للبنان دون أن يأخذ، وهو إلياس بك سكاف، رحمك الله يا إيلي بك، روحك معنا على الرغم من غيابك... أنت الإنسان النبيل، والوفيّ، وعندما نسأل عنك يقولون: هو الشريف، والوفيّ، والنبيل، والمعطاء، و"الآدمي"، فنحن نفتخر بأمثالك و"الله يكثّر من أمثالك"، وأنت غبت ولكن روحك وأفعالك باقية معنا، ونحن اليوم لدينا أمل بأبنائك الذين نعتبرهم إمتداداً لك، وبالطبع السيّدة ميريام سكاف لم تقصّر أبداً في أن تكون خير ممثّل لك على الأرض، ليس بالكلام فقط، حيث أنّه يهمّنا حضور الأشخاص الذين يفعلون في مواقعهم في الدولة وفي السلطة، وأنتِ يا سيّدة ميريام تفعلين، ولا تتكلّمين فقط".

هذه الكلمات جعلت عينيْ سكاف تغرورق بالدموع تأثّراً، فشكرت عاصي على ذكره لزوجها الراحل، واصفةً فارس الغناء بالصديق الوفيّ.

وعبّر الحلاني عن دعمه للجيش اللبنانيّ بالقول: " أودّ أن أوجّه التحيّة للجيش حامي الحمى، وهو أمل لبنان، أكان في الماضي، أوالحاضر، أوالمستقبل، ولولا وجود الجيش اللبنانيّ، والقوى الأمنيّة التي تشكّل بالنسبة الينا عماداً للوطن، لكنّا تشرذمنا، وتفكّكنا، ونحن نتابع ماذا يحصل في جوارنا، ولكن تماسك جيشنا، وقوانا الأمنية منذ أيّام الحرب الأهليّة وحتّى اليوم، أثبت أنّ الجيش هو فعلاً لكلّ الوطن، ولكل الفئات، ولكلّ الطوائف. تحيّة إجلال وإكبار لشباب الجيش اللبنانيّ، ولكلّ شهيد يسكب قطرة من دمائه على تراب هذا الوطن، وهو فخر ومجد لنا. وأتمنّى أن نعبّر عن محبّتنا وإحترامنا للمؤسّسة العسكريّة وقيادتها من خلال الأعمال التي سنقدّمها على المسرح اليوم".

ولم ينس الفارس أن يشكر وزارة السياحة بشخص وزيرها أفيديس غيدانيان، الذي حضر المؤتمر الصحفيّ قائلاً: " أقدّر وجود وزارة السياحة بجانبنا في هذا العمل، وأنا سعيد جداً وفخور بهذا المهرجان اليوم، لأنّي بقدر كوني إبن بعلبك، أنا أيضاً إبن زحلة، وإبن البقاع الذي أتشرّف به في كلّ بقعة من هذه الأرض الطيّبة، أنا إبن لبنان الوفيّ، والمبادئ، والكرم، والصمود، والتصدّي. وأتمنى أن يكون هذا المهرجان إنطلاقة فرح لكلّ الوطن، لأنّنا بالفرح وإلغاء الحزن والدموع نصنع وطناً أحلى".

قدّمت الحفل الإعلاميّة ميشا جاويش من قناة الجديد، ملقية كلمة قالت فيها: "نحن اليوم في دار السلام، وعلى بعد أمتار قليلة تدور معركة لطرد أعداء السلام، وفي هذه اللحظة المصيريّة لا يسعنا سوى أن نردّد الشعار الذي اتّخذه الجيش في عيده، ونقول له: "بمجدك احتميت".

وتابعت: " على إسمه سنغنّي الليلة، وسنصلّي على المسرح رافعين مسبقاً راية النصر، لأنّ جيشنا لم يدخل معركة وخرج منها منكسراً. تحية للفرسان في الساحة، منّا ومن فارس الغناء العربيّ عاصي الحلاني الذي سنردّد معه: "حطّ الشمس بفيّ جبينك، وقلّن إنّك لبنان، هذا وطننا، وهذا ديننا".

وبعدها دعت جاويش من وصفته بأنّه سيّد القوافي الذي تحبّه الكلمة وتنده له ليتغزّل بها، إنّه الرجل الذي أصبح إسمه قصيدة الشاعر اللبنانيّ نزار فرنسيس.

وفي قصيدة رائعة ألقاها فرنسيس، قال:

" مسا الخيرات وليالي الصفا

مسا بلادي مسا كلّ الضْياع

لو بقيسوا الكون بقياس الوفا

كلّ الكون بصير زحلة والبقاع"

وتابع باعثاً روح الحماسة في الجمهور، وداعماً الجيش اللبنانيّ بهذه الأبيات:

"وحياة يللي إستشهدوا تيضلّ في لبنان

ووحياة أرزة عكتف الكون علياني

من قلب قلبي أنا عن حبّ عن إيمان

بعلن ولائي إلك يا جيش لبناني...

خلفك في بيوت بتدعيلك

قدّامك حقد وجايي .. إضرب والريح تصيح تسلم يا حامي الدار

واللي ما بتردّن ريح... دوّقهن طعم النار

ما عاش اللي بدّو يتعدّى ولا عاش اللي بذلّ ولادك

كلّ ما تحدّوك بتتحدّى ومسيّج بالعزّ بلادك

يا جبين اللي ما بيعرف يتعب فوق الصعب بتبقى الأصعب

وكبير وهنّي زغار إضرب والريح تصيح تسلم يا حامي الدار "

وعن فارس الغناء عاصي الحلاني وفرقة مجد بعلبك قال فرنسيس:

واليوم زحلة اليوم جمعة وردها... وحتّى ليالي العزّ إلها يرجعو

ودّت بعلبك كلّ فرقة مجدها تدبك وعتم الليل فنّ تشعشعوا

وجايي عقيد الخيل همّة وشدّها فارس عصهوة صوت شامخ مقعلو

يحورب وترقص سما زحلة وأرضها وكل ما يغنّي بالقلوب منسمعو

وتميل عصوتو الصبايا بقدّها ويتسابقو عيون الشباب ويلمعو

عاصي إنت كل المسارح قدّها، كبرت بلادي فيك وبعدها أرزة وطنا فيك راسا بترفعو".

وبعدها إعتلى فارس الغناء المسرح برفقة فرقة:" مجد بعلبك"، التي ارتدت الزيّ العسكري دعماً للجيش اللبنانيّ، وقدّم باقة من أجمل أغانيه الوطنيّة، والتراثيّة، إضافة إلى أغاني ألبومه الجديد: "حبيب القلب"، مختتماً الليلة الثالثة من ليالي المهرجان بتفاعل كبير من الجمهور الذي صفّق، ورقص، ودبك كثيراً على أغاني الفارس.

وأثنى وزير السياحة اللبناني أفيديس غيدانيان على التنظيم الدقيق لمهرجانات زحلة الدوليّة، ونوّه بجهود السيّدة سكاف في تنظيم مثل هذا الحدث الذي يعكس صورة زحلة وصورة لبنان الحضاريّة. كما أعرب عن سعادته بالجلوس في الصفوف الوسطيّة بين الجمهور إلى جانب السيّدة سكاف، وليس في الصفّ الأماميّ كما هي العادة في باقي المهرجانات، ممّا ينمّ عن تواضع كبير ورسالة قيّمة من المهرجان تجاه جمهوره تجسّدت بجلوس منظّميه بينهم لمشاركتهم فرحتهم بالإحتفال.