ليس هو العرض الأوّل لـمسرحية "بنت الجبل"، العمل الفني المميّز للكبير روميو لحود، ولكن ما ميزّ هذا العرض عن سواه كان مشاركته في أمسية من مهرجان "أعياد بيروت"، وذلك في برنامج شمولي تنوّع ما بين الحفلات والثقافة بحضور حشد من أهل الصحافة والشخصيات البارزة التي كانت أبرزها النجمة إليسا.

​​​​​​​"بنت الجبل"، عرفها الجميع في نسختها الاولى مع الكبيرين سلوى القطريب وأنطوان كرباج، أما اليوم فتتكرّر مع الين لحود وبديع ابو شقرا ونخبة من الممثلين بتجربة لا تقل شئناً عن التي سبقتها.

​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​قصة المسرحية أشهر من أن تعرّف، بعد أن أُسدِلت الستارة شهدنا على قصة بائعة ورد بسيطة (ألين لحود) تلتقي بمعلّم كبير(بديع أبو شقرا) فيقرر الاخير أن يعمل على تغيير شخصيتها، وتحويلها في ظرف ستّة أشهر إلى سيدة مجتمع مثقّفة في حبكة تتخللها مواقف كثيرة تحمل في أعماقها رسالة إجتماعية وانسانية راقية، وذلك ضمن لوحات غنائية إستعراضية راقصة ومبهرة.

من شاهد ألين لحود على المسرح في أعياد بيروت لم يشعر بأنها رمّمت شخصية مثلتها والدتها عام 1977، كلنا شاهدناها على الشاشة الصغيرة! ألين لم تجد التمثيل في بنت الجبل، بل خلقت شخصية جديدة تُدعى "الحرفنة" تنقلت فيها ما بين الانضباط والعفوية المفرطة في الأداء، وحملتنا في رحلة من نوع آخر بصوتها الذي مُزج بلوحات غنائية راقصة.

​​​​​​​بديع أبو شقرا نجح في أن يكون "المعلّم"، علّم بائعة الورد(ألين) أن تكون سيدة مجتمع مثقّفة، وعلّم في ذهن المشاهدين من خلال شخصية "هنري" القاسي، العصبي، المتكبّر.

غبريال يمين وماغي بدوي، قد تكون شهادتنا بهما ناقصة، هما أستذان في حركتهما على المسرح، حتى النفس لا يخرج من دون إرادتهما على الخشبة.

شكراً ل"أعياد بيروت" على اللفتة الثقافية التي أتت في مكانها، عرض مسرحية ضمن مهرجان قد يكون تشجيعاً للجيل الجديد بالعودة لخشبة المسرح.

على هامش هذه الامسية، كان لنا هذا الحوار مع روميو لحود، ألين لحود، بديع أبو شقرا وأمين أبي ياغي:

​​​​​​​صرّح لنا روميو لحود أنّ عرض "بنت الجبل" ضمن أعياد بيروت خطوة في مكانها، وحضور أكثر من ألفيّ شخص لحضورها ضمن المهرجان يؤكد على ذلك. وأسف على عدم وجود مسارح كبيرة في لبنان. كما أضاف أن ليست كل حفلة تقام في ضيعة تسمى"مهرجانا"، بل يحتاج لعطاء وإبداع وتنوّع في البرامج، وأن المهرجان يجب أن يضم أمسيات ثقافية وليس حفلات فقط.

ألين لحود: أشارت الى أنه من الجرأة وتحد كبير أن يفكّر مهرجان في لبنان بعرض مسرحية ضمن برنامجه في العاصمة. واعتبرت أن عرضها في بيروت بمثابة فرصة لمن لم يتمكّن من الذهاب الى جونية ليحضرها.​​​​​​​

بديع أبو شقرا: أشار الى أنّنا رغبنا بتقديم عرض في العاصمة ومسرح أعياد بيروت كان مناسباً جداً لهذا الموضوع من جميع النواحي.​​​​​​​​​​​​​​

رئيس المهرجان أمين أبي ياغي: إعتبر "بنت الجبل" مسرحية ثقافية إجتماعية بإمتياز ومن الضروري أن تعرض ضمن مهرجان لاضفاء تنوع على البرنامج. كما أكد أنه يسعى مع باقي فرقاء المهرجان لتقديم المزيد من المسرحيات في الدورات المق​​​​​​​بلة من "أعياد بيروت".

​​​​​