منذ انطلاقتها الفنية في سبعينيات القرن الماضي، قدمت الممثلة السورية أنطوانيت نجيب، ما يقارب 150 عملاً في الدراما والسينما والمسرح.


من أشهر مسلسلاتها: "الجوارح" و"أخوة التراب" و"الفصول الأربعة" و"مرايا" و"حمّام القيشاني" و"الهاربة" و"بيت جدي" و"قلوب صغيرة" و"الدبور" و"مطلوب رجال" و"بقعة ضوء".
شاركت هذا العام في بطولة واحدة في مسلسل: "وردة شامية"، إضافة إلى حلولها ضيفة على مسلسلات: "بقعة ضوء13" و"عطر الشام2" و"طوق البنات5".
نجيب، حلّت ضيفة على موقع، "الفن" وكان لنا معها هذا الحوار:

اقتصرت مشاركاتك هذا العام على بطولة واحدة فقط، فما السبب؟
وضعي الصحي لم يساعدني، ما دفعني للاعتذار عن عدة أعمال عُرضت عليّ خصوصا في بداية الموسم، وبعدها وقّعت على: "وردة شامية".

كيف شاركت فيه إذاً؟
بدأت أموري تتحسن، وعندما قرأت النص أحببته كثيراً، والشخصية جذبتني لأنها مختلفة عن أدواري السابقة، خصوصا أنني ابتعدت فيها عن أداء دور المرأة الطيبة واللطيفة، لأقدم شخصية امرأة عمياء وشريرة.
لا أود الكشف عن تفاصيل الشخصية وسأكتفي بالقول إنني ألعب دور شخصية جميلة وجديدة، أؤديها لأول مرة.

بعض الفنانين يشتكون من الأجور.
الممثلون داخل سوريا يعملون بشكل جيد، ولدينا سنوياً ما يقرب 30 عمل، معقول بدنا أكتر؟.
لكن لنتكلم بصراحة، الأعمال السورية ليست مطلوبة من جميع المحطات بالسنوات الأخيرة، وعدة دول عربية لا تسعى لشراء أعمالنا، لذلك يضطر المنتجون لتخفيض ميزانية العمل وبالتالي تقليل الأجور ليحصل العمل على الارباح.
وعند مشاركة أسماء كبيرة و"بيّاعة"، على حد قولهم، يدفعون مبالغ كبيرة، ما ينعكس سلباً على أجور وحقوق باقي الممثلين، ومن المحتمل أن تتحسن الأحوال بعد فترة، لكن ليس من الممكن أن يتراجع الفن السوري إلى الوراء.

ما رأيك بالأعمال التي قُدّمت مؤخراً؟
المستوى الأخلاقي لبعض الأعمال لم يعد مناسباً لبيئة سوريا وشعبها المحافظ، أنا مشتاقة جداً لأيام الدراما القديمة، وأذكر حين اضطررنا في مسلسل:"الدولاب"، الى الانتظار شهرين كاملين من أجل الحصول على موافقة لوضع كأس من "العرق" ضمن أحد المشاهد! ويحزنني أن أقول كلمة: "عيب"، لأحد الأعمال، ولكن من الضروري وضع حد لهذه الأعمال مع احترامي لكل الفنانين والفنانات، لكن: "عيب".

فنانة في عمرك الفنيّ، ماذا تعني لها التكريمات؟
لا يهمني أي تكريم، وما يعنيني محبة الناس فقط، فالحب قادر أن ينسيني وجعي ومرضي، السير في الشارع مع الناس ومحبتهم لي أشتريها بملايين الدولارات.
أشعر بأن الصغير والكبير يحبني في سوريا، وأنا أعشق هذه البلد وأبناءها، وأتمنى من الله أن تعود كسابق عهدها، فنحن أصحاب حق ومبادئ إنسانية رفيعة بعكس من يقف ضدنا.

معروف أنك جريئة.. من أين تستمدين هذه الجرأة؟
طوال عمري أقول ما أشعر به، إما أحبك أو لا أحبك، ولا أمسح جوخ لأحد.

​​​​​​​الأمر بدا واضحاً في لقاءك مع، تمّام بليق ،على شاشة: "الجديد"، في برنامج: "بلا تشفير" ؟
أُوجّه له تحية كبيرة فهو إنسان يخدم مهنته، وأي شخص يخدم مهنته بالشكل الصحيح أضعه على رأسي، فهو يشحن ضيفه كي يحصل على النتيجة المرادة وهذا أمر صحيح، والإعلامي جورج قرداحي الذي ينتظره الجمهور ب"الدقيقة"، يتبع الأسلوب ذاته.
كان لقائي مفاجئ للجمهور الذي اعتاد على تمّام أن يكون المحارب، أما في حلقتي، فقد تمكنت من عكس الأدوار، وقبل انطلاق اللقاء على الهواء قلت له: "إذا بدك تعمل شي.. الكرسي يلي قاعدة عليه رح يصير فوق راسك".. (ضاحكة).
وقد قال لي: "معك ما عم بعرف ساوي شي"، وهذا لا يعني أنني معلمة، لكنه شعر أن كلامي نابع من محبتي له، فقلت له بأن الناس لا تحبك وتكرهك لأنك تؤدي مهنتك بالشكل المطلوب والصحيح.
وسأطرح مثلا عن نفسي، لقد اعتاد الناس عليّ بدور المرأة الطيبة واللطيفة، وهي الصفات التي تنطبق على شخصيتي الحقيقية، فعندما ألعب شخصية مختلفة عني وأبذل جهداً كبيراً.. أنجح فيها لدرجة أن الناس تكرهها لشدة شرورها، وهو أمر جيد. وهذا المثال ينطبق على عمل تمّام، وهو إنسان مهذب، وأتمنى على قناة: "الجديد"، أن تقدّر قيمة ما تملك لأنه شخص مهني والجمهور يتابعه وينتظر برنامجه.

​​​​​​​اتهمك بإجراء عمليات تجميل بسن متأخرة؟
لا أحد يصدق أني لم أجر أي عملية تجميل، لربما لاحقاً أخضع لعملية نفخ.. ضاحكة ومستهزئة.
أنا ضد التغيير في خلق الله، وعمليات التجميل تفعل ذلك، وهذا حرام.

فنانون عرب كثر نكروا جميل سوريا عليهم، ما ردك؟
إنسان نشأ في منزل محترم، لا أتوقع أن ينكر ويبصق لقمة الخبز التي أكلها في منزل غيره، فالوفاء هو ألا تخون اللقمة التي تأكلها وإنما تصونها.

ملحم بركات أحد الأشخاص الذين انطلقوا من سوريا فكان وفياً لها.
ملحم بركات شخص وفيّ لسوريا لآخر لحظة في حياته، وحزنت كثيراً على وفاة هذا الفنان العظيم الذي يحترم نفسه.
وما أحزنني أيضاً إطلالة أبنائه بظهور إعلامي غير موفق مؤخراً، لأن ما فعلوه هو بالفعل، "عيب"، وبكل تأكيد قال لهم في قبره: "الله لا يسامحكم".

​​​​​​​كيف تصفين العلاقات بين الزملاء في الوسط الفني؟
بدأت مسيرتي في هذه المهنة التي أحب كثيرا، منذ أن كنت طفلة، عام 1961، مع مجموعة من الفنانين الذين توفوا خلال السنوات الأخيرة، وليبقى ذكرهم مؤبداً، وحقيقة أنا اليوم ألاحظ فرقا شاسعا بين علاقة الفنان بالفنان وحب الفنان للفنان بين الامس واليوم.
وبحسب خبرتي التي اكتسبتها خلال سنوات ممارستي للمهنة، ليس هناك من يسحب البساط من تحت شخص آخر، لأن لكل إنسان بصمته في هذه الحياة والتي تستمر من خلال مهنته. امرأة بعمري لن تتمكن من لعب شخصية طالبة جامعية لكن فتاة شابة تتمكن من لعب دور امرأة مسنة عن طريق خدع الماكياج.
نحن كنا نقدّر قيمة الفن وعندما كنا نحصل على مشهدين إضافيين عن العمل الذي سبق وقدمناه لا ننام من الفرحة، وقد صعدنا السلم درجة درجة، "ما نطّينا نط".

هل أنت متفائلة بالأيام المقبلة؟
التفاؤل يدخل لقلبي بأيام مقبلة تكون أفضل إن شاء الله، وأتمنى أن يدخل هذا التفاؤل قلوب الجميع، فقد سبق واعتدنا أن نرى السياح من كل دول العالم مذهولين بحضارة سوريا وجمالها فكانوا يشاركوننا احتفالاتنا وأفراحنا بالمطاعم الشعبية في منطقة الحميدية والبزورية، وكأنهم عاشوا كل حياتهم بين حاراتها.
لا يزال هناك أشخاص متشبثين بتراب سوريا ويحبوها ويتألمون لآلامها، وسأبقى متفائلة مادامت المحبة موجودة، وأتمنى على الأجيال القادمة أن تعيش أيام جميلة كالتي عشناها بالسابق لأنها لم تر يوما جميلا، منذ بداية الحرب.