منذ انطلاقته في عالم الغناء عام 2003، استطاع الفنان ملحم زين ان يشكل حالة استثنائية في الساحة الفنية اللبنانية والعربية. أطلق العديد من الأغاني التي رددها الجمهور وحفظها، غنّى الموال والدبكة والشعبي والرومنسي.

يبحث ملحم دائماً وفي كلّ عمل، عن جديد يقدمه لجمهوره الذي لا تزال رقعته تتسع أكثر فأكثر. ويبدو جلياً التطور الكبير والتقدم الذي أحرزه ملحم زين انطلاقاً من ألبوم: "إنتي مشيتي"، مروراً بـ :"بدي حبك" و "علواه" و"ملحم زين 2012".

رغم عدم طرحه للألبومات الغنائية منذ عام 2012، إلا أن ملحم زين أصدر العديد من الأغنيات التي كانت بمعظمها رومانسية، فانتقل من كونه فنان الأغنية الشعبية والدبكة، ليصبح أحد أبرز وأهم الأصوات التي تغني الأغنية الرومنسية باحساس لا يوصف والتي لا يمكن لسامعه إلا أن يتأثر بها.

أصدر أخيراً ألبومه الجديد: "الجرح اللي بعدو"، الذي يتضمن 12 أغنية منوعة بين الألوان التي اتقنها ملحم، منها الشعبي والرومنسيّ والدبكة. وتبدو الحصة الأكبر في الألبوم للشاعر منير بو عساف والملحن والموزع بلال الزين، كون ملحم تعاون معهما بأربعة أغان وهي "الجرح اللي بعدو"، "وراق الخريف"، " انتِ امريني" و" كل شي إلو نهاية ". وعن سبب اعطاء حصة الأسد لهما يقول ملحم في تصريح خاص لموقع "الفن": "كان من المقرر ان أتعاون مع منير وبلال بعملين، وحين بدأت العمل على الألبوم اخترت منهما أغنيتين. وبعد أشهر عاود بلال التواصل معي وطلب مني الاستماع إلى أغان جديدة فأحببتها وارتفع العدد إلى أربعة . انا لي الشرف بالتعاون معهما".

أما المفاجأة في الألبوم فكانت أغنية: "العدل يا حبيبتي"، وهي قصيدة بالفصحى من ألحان الفنان العراقي كاظم الساهر. ولكن، وبعد طرح العمل، تعرضت الأغنية لهجوم من الشاعر اسعد الغريري، كاتب القصيدة، الذي لم يُعجب بالصيغة النهائية التي خرج بها العمل. ولكن ملحم زين يؤكد أن الأغنية ناجحة وجميلة وقال لموقعنا:"أغنية: " العدل يا حبيبتي"، ليس فيها مشكلة، الشاعر اسعد الغريري لم يعجبه التوزيع أما نحن فقد أعجبنا، وانتهى الموضوع، هذا حجم قضية أسعد الغريري. لقد أصدر العديد من البيانات والأمر لا يحتمل كل ذلك فنحن لم نغنّ: "الأطلال". بالنهاية الشعر اذا لم يغنّه الفنان يموت في الكتب. نزار قباني كانت تباع 500 نسخة من كتبه في المعارض وعندما غناه كاظم الساهر أحياه من جديد وأصبحنا كلنا نغني قصائده. وبالتالي ليهدأ الغرايري وليوقف هجومه على الأغنية لأنها ناجحة والجمهور أحبها".

ومن الأعمال المميزة أيضاً في الألبوم، أغنية من ألحان الموسيقار ملحم بركات بعنوان: "قلبي الجهلان"، من كلمات عادل رفول وتوزيع عمر صبّاغ. ولكن السؤال الأهم، لماذا لم يطرح ملحم زين ضمن الألبوم، الأغنية الأولى التي أخذها من الموسيقار وطرحها سابقاً، وهي بعنوان "أحلى مرا"؟ وأجاب الفنان اللبناني على هذا السؤال قائلاً:" لم نطرح الأغنية لأننا لا نملك أوراق التنازل. وحين انتهينا منها، كان الموسيقار الراحل ملحم بركات في المستشفى. وبعد وفاته لم نستطع أن نحصل على التنازل من الورثة وبالتالي تعذّر ضمّها إلى الألبوم".

في سياق آخر، يزدحم برنامج الفنان ملحم زين هذا الصيف بالحفلات في لبنان والدول العربية. فمنذ عيد الفطر الماضي انطلقت سلسلة الحفلات التي تعاقد عليها: "ريّس الأغنية"، بين المناطق اللبنانية والمهرجانات العربية. نذكر منها "ليالي الصيف بمرتفعات طابا"، في 6 تموز، "مهرجانات الضبيّة الدولية" في 8 تموز، "مهرجانات كوسبا"، في 8 تموز، "سوق التنين 2 دبي"، في 14 تموز، "مهرجان القبيات"، في 12 آب، "مهرجانات عمشيت"، 25 آب وغيرها من الحفلات.

كما طُرح اسم الفنان ملحم زين، للمشاركة في معرض دمشق الدولي للعام 2017 بعد توقف لسنوات بسبب الأزمة في سوريا، ولكنه اعتذر عن المشاركة كاشفاً لموقع "الفن"، سبب عدم غنائه في سوريا وقائلا:" لقد دعُونا.. وأنا "لحم كتافي من خير سوريا "، احب هذا البلد كثيراً ولا أنكر فضله عليّ خصوصاً انني غنيت هناك لسنوات، ولكن ما يمنعني اليوم من احياء الحفلات هناك هما: "أبو ملحم وإم ملحم". هما خائفان جداً على سلامتي على الرغم من كل التطمينات التي تصلني، الا انهما يطلبان مني عدم الذهاب، وإذا ما تمكن أحد من إقناع "أبو ملحم"، فأنا مستعد حينها للذهاب فوراً إلى سوريا".