هو أعلامي راق، أسلوبه رصين في زمن تغلّبت فيه السذاجة على واقع المهنة ورسمت صورة للإعلاميين لا تشبه دورهم المميز في المجتمع.

إذاعي ذو صوت رخيم، محاور مميز استضاف على مائدته الإذاعية، نجوم السياسة والفن والمجتمع، حاورهم وناقشهم واستفاد من خبرتهم، كاتب يعشق القصيدة والنثر وخصص لهما ديواناً اسماه: "تغريد".

هو عمر الفاروق النخّال، الذي يستعد لإطلاق عمله الأدبي الثاني، وهو عبارة عن رواية تحمل عنوان: "أيلول بلادي"، سيطرحها في الموسم الثقافي المقبل، لذا كان لموقع:" الفن"، مقابلة معه ليخبرنا عن عمله الجديد.

يؤكد النخّال، أنه كان من المقرر أن يُصدر روايته السنة الماضية لكن بعض الترتياب البسيطة أجّلت ولادة العمل، فقرر عندها أن يطرحها في الموسم الثقافي الجديد.

يشير النخّال الى ان الرواية تحمل عنوان: "أيلول بلادي"، وتتكلم عن البدايات بشكل عام، عن بداية الأمل والحلم، في إطار قصصي يُدخل فيه شخصيات، ليكتفي بهذه التفاصيل كي لا يكشف عن كامل العمل.

عن القراءة الورقية، يعتبر النخّال أنها في وضع لا تُحسد عليه، لكن بلا شك هناك جمهور ظل وفياً لها ولم يقتنع حتى اليوم بالقراءة الإلكترونية رغم كل مغرياتها، تلك الأخيرة التي تشهد رواجاً كبيراً.

يشرح النخال أن المشكلة اليوم ليست بأين نقرأ وكيف نقرأ، بل المشكلة الحقيقة بـ:"ماذا نقرأ"؟ خصوصا في ظل واقع يحبذ فيه القارئ النصوص المختصرة تأثراً بمواقع التواصل الإجتماعي.. يصمت النخّال قليلاً ويقول: "إنه زمن التغريدة البسيطة المختصرة".

لا يعارض النخّال، "زمن التغريدة"، بل يحاول المواءمة بينه وبين جودة تلك التغريدة ويكشف ان في ديوانه "تغريد"، وضع قصائد قصيرة ومواضيع نثرية مختصرة، قصد منها الوصول الى جمهور يحب هذا الإختصار لكن بدون أن يفقد العمل رونقه وعمقه.

"ليس كل مُدوّن كاتبا"، هكذا يرد النخّال على سؤال عن مواقع التواصل الإجتماعي ومنصاب الرأي بشكل عام وصناعة الكُتّاب، ويشير الى انه ضد ثقافة التجميع ويقول: "المشكلة اليوم ليست مقتصرة على بعض الكتّاب الجدد، بل نرى كبار الصحافيين يجمعون مقالاتهم السنوية ويجعلون منها كتاباً، وهذه طريقة غير محبذة لأننا ننتظر من هؤلاء أعمالاً جديدة وكتابات الأدب السياسي لا الرأي السياسي، لكننا نُصدم في بعض الأحيان حين نرى كتاباً جُمّعت فيه مقالات الرأي التي نُشرت، تلك المقالات التي تفقد قيمتها مع مرور ظرفها، فتصبح اشبه بمادة في كتاب لا روح فيها".

لا ينفي النخّال رغبته بتقديم كتاب عن كواليس عمله الإذاعي ومقابلاته مع نجوم كبار في عالم السياسة والفن والمجتمع، ويؤكد أنه ينتظر مرحلة النضوج الكافي لإطلاق مثل هكذا عمل، لأنه عندما يقرأ نموذجا من تلك الأعمال لكبار الصحافيين والإذاعيين يشعر أنه بحاجة لوقت أكثر ونضوج أكبر وقراءة للموضوع بتأن، وذلك احتراماً للقارئ.

تَسأل النخّال عن غياب قالب إجتماعي يجمع الكتّاب الشباب لتوحيد مسارهم الثقافي ووضع أسس لمدرسة ثقافية حديثة تعطي الجمهور ما يحب وتحافظ على قيمة الثقافة وتكون استكمالا لكل الأعمال الأدبية السابقة، فيجيب بأن المشكلة اليوم هي وجود جمهور قارئ يعتبر أن من يكتب كتابات بأسلوب أدبي متقن وتقليدي، هو كاتب منتهي الصلاحية، ولا يعلمون أن مثل هؤلاء الكتّاب يجب أن يكونوا محور اهتماماتهم ويستفيدون من أعمالهم ليبنوا خطاً جديداً يكون استكمالاً لذلك الخط ولكن بأسلوب جديد. مبدياً عتبه على غياب الصالونات الثقافية التي من شأنها أن تكون مختبر لإنشاء خط أدبي جديد للشباب بمعايير ثقافية واضحة، ربما يقوم على الإختصار، لكن لا بد أن يكون قائم على العمق الأدبي، فالإختصار لا يعني غياب العمق، وهنا التحدي اليوم.

و يختم النخّال حديثه لموقع الفن، بأنه يتمنى ان تحصد روايته الجديدة نجاحاً كالذي حصده ديوانه: "تغريد"، فعندها يكون قد نجح في كتابة الرواية كما في كتابة الشعر.