رغم تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية، فضّلت الممثلة السورية نظلي الرواس التفرغ لعائلتها وابنتيها: "تيا" و"ليا".


مسيرتها الفنية بدأت قبل تسع سنوات، وتحديداً خلال المسلسل التاريخي: "قمر بن هاشم"، لتتوالى بعدها النجاحات عبر مسلسلات مهمة منها: "مطلوب رجال" و"جلسات نسائية" و"بنات العيلة" و"قلم حمرة" و"جريمة شغف" و"غداً نلتقي".
أطلّت خلال شهر رمضان بمسلسل واحد هو: "الرابوص"، وجسّدت فيه شخصية: "سناء"، التي تعيش مع أسرتها في ظروف سيئة جداً وتحت ظلم واستبداد الأب، لتكتشف بظلّ هذا الظلم، أنها تعيش أجمل قصة حب في حياتها، مؤكدة أن هذا الدور جديد عليها كفنانة.
إلى ذلك، شاركت نظلي في مسلسل: "سايكو"، الذي أرجىء عرضه إلى ما بعد رمضان، وأدت فيه شخصية: "جولي"، الفتاة التي تتّسم بالقوة والجرأة، والتي تنتمي الى إحدى عصابات المافيا، وتُكلّف بمهمة مطاردة :"دلال"، بغية الحصول على قرص مدمج يتضمن قضايا وملفات فساد.
نظلي رواس، حلّت ضيفة على موقع "الفن"، من خلال الحوار التالي:

كيف ترين أعمال الموسم الفائت من الدراما السورية؟
هناك تراجع في المستوى يعود للاستسهال الذي يتحمل مسؤوليته الجميع، لكن إن شاء الله تنتهي الأزمة وتعود الأمور إلى حال أفضل.

لعبتِ دور الفتاة القوية بغالبية أدوارك، هل انعكس الأمر على طريقة تعامل الجمهور معك؟
بالعموم نعم، الأدوار التي ألعبها تنعكس على طريقة تعاطي الناس معي، ودائما يقال لي: "منخاف نسلم عليكي.. مفكرينك شريرة"، وعندما يتقربون مني يكتشفون عكس ذلك.
أنا إنسانة طبيعية جداً ولستُ شريرة، والأدوار لا علاقة لها بشخصيتي الحقيقية.

أتنتقدين أداءَك؟
للأسف، لا أشاهد التلفاز، ولا أتابع الأعمال الدرامية، وأعلم أن هذا خطأ، وخصوصا كوني ممثلة.
أتابع فقط عندما أسمع تعليقاً إيجابياً كان أم سلبياً على مشهد معين، وإذا كان أداءي جيدا، أقول "برافو نانا"، وإذا كان سيئاً أقول من الممكن أن ألعبه بشكل أفضل.
هنالك مشهد في مسلسل: "الرابوص"، شاهدته على اليوتيوب وعشت فيه الحالة، فكنت حزينة ومقهورة، وبكيت من قلبي.. وعندما انتهى تصويره بقيت أبكي ووجدت الجميع يبكون أيضاً.

​​​​​​​ولماذا لا تشاهدين التلفاز؟
أشعر بالملل والضجر من الجلوس أمامه، "بدّي ضل عم اتحرك"، أحب القراءة أكثر كونها تأخذني إلى مطارح بعيدة وتتضمن خيالاً.

لا تكررين نفسك.. ما السر؟
صحيح، لأن مشاركاتي قليلة، وأركز على الانتقاء، وخلال قراءتي لنص جديد إما أشعر بأن الشخصية جاءت لعندي، أو أترك الاوراق وأقول:" إنها لا تناسبني".

وماذا عن كم الأعمال؟
أفضّل النوع على الكم، وأشارك عموماً بعمل واحد بمواصفات جيدة جداً، وممكن أن أحل ضيفة على عمل آخر.

هل سبق وأُوكلت إليك شخصية ولكن أعجبتك أُخرى فحصلت عليها؟
نعم، في مسلسل: "بنات العيلة"، ُعرضت عليّ شخصية واعتذرت عنها رغم أن الممثلات المشاركات في العمل نصحوني بالمشاركة لأن العمل متوقع له النجاح، وبعد أن قدمت اعتذاري عاوَدَت الشركة التواصل معي، وعرضت عليّ شخصية: "ميرفت"، التي أحببتها منذ البداية وحفظتها عن ظهر قلب رغم أنها لم تكن لي، وبالفعل حققت الشخصية نتائج جميلة جداً.

​​​​​​​أنت خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، هل أثّر ذلك في مسيرتك؟
نعم، له أثر مهم و تعلمت منه الكثير، ومن المهم أن تتلازم الموهبة و الدراسة الأكاديمية.

وضع المعهد العالي ليس كما يجب.. كيف ترينه؟
من الطبيعي أن تنعكس التغييرات التي تحصل بالبلد على المعهد وعلى كل مناحي الحياة.. وجوه جديدة تظهر سنوياً على الشاشة لكن معظمها يفتقد إلى الموهبة الحقيقة.
لستُ ضد الممثل سواء كان خريجاً أم لا، أنا ضد الشخص الذي لا يمتلك موهبة وطلاقة وحضورا ، وكل من يُفرض فرضاً على الساحة الفنية، وبالتأكيد من حق الجميع أن يحاول ولكن على من يفشل أن ينسحب، الا انه لن يقتنع بذلك طالما هناك أشخاص يمنحونه فرصاً ويقدمون له الدعم.

​​​​​​​على من يقع اللوم؟
إن أردت التحدث بموضوعية، أرى أن كل يشخص يعرف قدراته، وإذا فشل عليه أن ينسحب.
وللأسف الغالبية غير قادرة على تقبّل النقد البنّاء من الآخرين، "لهيك الشغلة صارت سلطة"، لكن بالنهاية لا يصح إلا الصحيح.
وبشكل عام، الجمهور لا يتقبل شخصا جميلا بالشكل فقط مدة ثلاثين حلقة، فهو يفرح بذلك ،بالبداية ولكنه بعد عدة حلقات سوف ينتظر الموهبة والأداء الملفتَين.

​​​​​​​برأيك، هل مازال الجمهور قادر على تقبل أعمال عن الأزمة؟
بات يملّ من تلك الأعمال، صحيح أنها تنقل الواقع، لكن العالم ملت منها، لقد بدأت مع بداية الأزمة ومازالت مستمرة حتى اليوم، "وبعدنا بنفس القطار وماشيين على نفس السكة"، ويبدو أننا سنكون على موعد معها حتى تنتهي الأزمة.
حتى الأعمال الكوميدية باتت سوداء تتطرّق إلى الأزمة.

​​​​​​​من هو المخرج الذي تتمنين العمل معه؟
المخرج الذي يقدمني بطريقة جيدة والذي يكتشف بي جديدا أقدّمه.

​​​​​​​ما هي الأسباب التي دفعتكِ لتكوين عائلة قبل دخول الفن؟
أنا من الأشخاص الذين يحبون الأولاد والعائلة، وأردت تكوين أسرة لتكون عالمي ومكاني الآمن. وأرجأت طموحي في العمل لأنني أعلم تماماً بأنني عندما أدخله، لن يكون لديّ الوقت لأحقق ما أصبو إليه، أي الأسرة.

والآن، كيف تنظمين وقتك؟
أنا متعلقة جداً بطفلتيّ، إلى درجة أنني عندما أكون في التصوير ينشغل بالي كثيراً. أنا أعتبرهما جزءاً من مسؤولياتي، وجل وقتي أُمضيه معهما. وقد أعتذر عن أي احتفال أو مناسبة من أجلهما وللبقاء معهما. إن التوفيق بين العائلة والعمل أمرٌ صعبٌ جداً.

كيف تصفين علاقتك بالسوشل ميديا؟
لستُ نشيطة بما يكفي، بل أكتفي بنشر صوري فقط، "قاعدة مافي وراي شي".
وبكل الأحوال نشاطي على الفيسبوك سببه المتعة في التواصل مع الآخرين، والتعرف على الناس الطيبين والحضارات والثقافات الأخرى.

​​​​​​​ما أكثر الأمور التي تزعجك على السوشل ميديا؟
عندما تقوم إحدى الصفحات بنشر صوري مع أصدقائي أو بناتي وتبدأ التعليقات السلبية عليهم.
نحن بالنهاية أشخاص طبيعيين نلتقط صوراً في المنزل وفي المطبخ، مع ماكياج أو من دونه، وليس بالضرورة أن نكون دائماً: "على آخر طرز".
وفي حال نشرنا صورة بكامل أناقتنا تبدأ التعليقات التي تقول: "ليش كتير أوفر الميك أب.. متغيرة.. أكيد في تجميل زيادة"، ربما الجمهور لا يدرك بأن طرق الماكياج تطوّرت، كما أنها تختلف من بلد لآخر وليس بالضرورة أن نكون قد خضعنا لتجميل.
لكل مناسبة وقتها وشكلها ولا أعلم لماذا يكون الفنان دائماً بحالة دفاع عن النفس.

​​​​​​​​​​​​​​كيف تتعاملين مع التعليقات السلبية؟
بالبداية كنت أنزعج كثيراً، وأغلقت حسابي على الفيسبوك لفترة، لكنني تابعت الصفحات ولاحظت أن التعليقات ذاتها توجه لجميع الفنانين فقلت: "مو بس أنا.. وطنشت".
التعليقات ذاتها نسمعها خلال التصوير، فأحياناً تفرض الشخصية علينا أن نظهر بلا ماكياج ومن دون تسريحة للشعر، وبعض الأعمال تتطلب منا الظهور بشكل لا يشبهنا إطلاقاً.

أتفكرين بمشروع خاص بعيداً عن التمثيل؟
عقلي تجاري، وسبق وأن حاولت مرتين وفشلت، والآن أفكر بمشروع جديد يهم الأشخاص الذين يحبون ستايلي.

بعد انفصالك عن زوجك.. ما هي معايير قبولك لرجل ما؟
أن يكون قادراً على تقديم حب كبير لي، "وما يخليني امشي على الأرض"، ونظراً لأن هذه التفاصيل لن تكون موجودة بأي شخص، سأبقى بمفردي.

ألا يعنيك المال؟
بالطبع يعنيني ، لن "أفطر وأتغدا وأتعشا" حباًّ!

أتعتبرين نفسك شخصا متفائلا؟
أنا شخص متفائل جداً، وأي شيء يحصل معي أقول بأنه لخيري إن شاء الله او ليس لي نصيب فيه.

ألا تحملين ذكريات سيئة؟
لا أبداً، أمتلك ذاكرة كذاكرة السمكة، أي أني سريعة النسيان، وهو أمر أعتبره ميزة مفيدة وجيدة وأي حدث أو موقف سيء أتعرض له أنساه بشكل سريع وكأني قمت بحذفه من ذهني، لهذا السبب أنسى دائماً مشكلاتي وقصصي.

​​​​​​​سمعنا أنك طباخة ماهرة، فما صحة هذا الكلام؟
ضاحكة.. يقال إني أجيد الطبخ ونَفَسي طيّب، أستمتع كثيراً بالطبخ وأعتبره من الأمور السهلة والمسلية، ولا أرى أنه يحتاج لوقت طويل طالما المقادير جاهزة.
لكن مشكلتي تكمن بـ:"ماذا أطبخ"، وأطرح السؤال يومياً على أولادي وتكون إجابتهم اليومية: "متل ما بدك ماما"، ما يزيد الأمر حيرة بالنسبة إليّ، وعندما أختار أنا الأكلة يعارضونني، فالمعكرونة دائماً تكون الأكلة المنقذة بأوقات الحيرة.

هل أنت عصبية؟
جداً، وسكان البناء الذي أسكن فيه يشعرون عندما أكون منزعجة، كون صوتي دائماً :"عالي وعم يلعلع"، وإني أوقظ جميع الجيران عندما أوقظ بناتي للذهاب الى المدرسة.

وكيف تُعدّلين مزاجك وتهدئين؟
بمجرد أن اجلس بمفردي مدة 10 دقائق أعود لطبيعتي، لكن الأهم ألا يسألني أحد: "شو بك شو صاير معك".

وماذا عن الرقص؟
أخضع لدروس في رقص السالسا، وأفضله عن الرياضة لأني شخص "ملول"، ولا أحب الروتين، أما الرقص الشرقي فـ"بيجي معنا بالفطرة".. أي أنه موهبة فطرية.

من غدر بك؟
ضاحكة: "شكلي شكل حدا ينغدر فيه؟"، أدرك تماماً كيف أتعامل مع الغدر.

يعني أنك شريرة؟
هناك فرق كبير بين أن تكون شخصيتي قوية وأن أكون شريرة كما يعتقد البعض، لستُ شريرة وشخصيتي قوية، ومُخّي نظيف تجاه الآخرين.

​​​​​​​يعني أنك شخص مسالم؟
عند الحق حقّانية، وعندما أكون مرتاحة لا أفكر بأشياء شريرة.

كيف تقيّمين علاقتك بزملائك؟
جيدة وخالية من المشاكل.

هل تعكسين طاقتك الإيجابية على الآخرين؟
نعم، لأن الحياة فارغة، "ما في شي مستاهل.. العالم بلحظة عم تموت"، إذا وقفنا عند التفاصيل وأصغر الأمور، فالأمر سيستنفذ من طاقتنا.